| 
        
		ظُلِمتُ .. وظُلمُ الناسِ قدْ مَلأ الثرى ** كأنِّ القلوبَ 
		اليومَ لحمٌ تحجرا  
		كانَّ قلوبَ الأصفياءِ دماؤها ** شرابٌ لهُ سوقٌ يُباعُ ويُشترى 
		وكمْ بسهامِ الغدرِ فاضتْ مدامعي ** ولكنَّ غدرَ الصحبِ أدهى إذا اعترى 
		وإنْ شاءَ طمسَ الحقِّ واشٍ بكيدهِ ** فإنّي رأيتُ الحقَّ أقوى وأكبرا 
		فما حبسَ الأمطارَ مثلُ منافق ٍ ** مددتُ لهُ الكفين ورداً وعنبرا 
		يكدّرُ صفوَ الحبِّ غلٌّ بقلبه ِ ** على كلِّ حبٍّ شعَّ في اللهِ مُزهرا 
		عَرَضتُ على الأصحابِ صدقَ مشاعري** تكادُ بنور ِالحبِّ أنْ تتجوهرا 
		فأعرضَ جلُّ الصحبِ عنها تكبّراً ** فحظي منَ الأصحابِ باتَ مُحيرا 
		تزاحمتِ الآراءُ في نقدِ صورةٍ ** لعلَّ بها معنىً نراهُ مُكرّرا 
		فيا صحبَ عُمري هل أُجازى ببسمةٍ ** يكونَ لها صِدْقُ المودَّةِ مظْهرا 
		أردتُ لفكري أنْ يخوضَ جهادهُ ** على كلِّ جهلٍ في العقولِ تسمرا 
		أردتُ لشعري أنْ يكونَ كفارسٍ ** وسيفٍ عنِ الأقصى يزودُ مظفرا 
		خذوا أيّها الأصحابُ وهج َقصائدي** فإنَّ لوهجِ الحرفِ طيباً مُنشرا 
		بقلبيَ أناتٌ ينوءُ بحملها ** دعوني أُريحُ القلبَ منها ليزهرا 
		ففي كلِّ حرفٍ من قصيدي كناية ٌ ** تُقوِّمُ من أوزانها ما تَعثرا 
		إذا ما جفاني الصحبُ لستُ بيائسٍ ** وفي القلبِ إيمانٌ منَ اليأس ِ طهِّرا 
		تعالَ أخي نحي القلوبَ بصحوةٍ ** وندفنُ بركانَ الخيانةِ في الثرى 
		فإنْ جابهتنا في الطريق ِ مصاعبٌ ** نشقُّ لها في ساحةِ الفكر ِ معبرا 
		ونحنُ معَ التيار ِ نُرخي عِنانهُ ** فيجري .. ونلوي بالعنان ِ فيقصرا 
		فثمة َ بركانٌ منَ الغدر ِ شاخصٌ ** على أمتي قدْ كادَ أنْ يتفجرا 
		سألتكَ ربي أنْ تُنيرَ بصيرتي ** إذا ما ظلامُ الليلِ حوليَ عسكرا 
		فما سجدتْ يوماً لغيركَ جبهتي ** ولا كنتُ يوماً عن حدودكَ مدبرا 
		 
  
       |