رغم اشتداد العاصفة زهرة الأمل لن تموت |
|
|
ما الذي أصاب الأمة من اليأس ومن الذي بث فيها روح الانهزامية والتخاذل ومن الذي جعل القلوب تفقد الأمل في نصر الله إن ما يشاهد اليوم من تسرب اليأس والقنوط بين الناس من سريان مرض الانهزامية والانكساريه لهو أدل دليل على ضعف إيمان الأمة بربها لهو دليل على أن الأمة فقدت أغلى ماتطيب به الحياة ألا وهو الثقة بالله والوثوق بوعده والتأكد من نصره لهذ الدين وهو دليل على أن أعداء الإسلام إن كانو يقتلون بالأسلحة ألوفا من المسلمين فهم يفعلون ماهو أشد من ذلك ألا وهو قتل الأمل في قلوب الملايين من أبناء هذه الأمة حتى يسلموا لهم العنان ولا ينهضوا لنصرة الدين فيكونا قد هزموا المسلمين بالقوة العسكرية والحرب الإعلامية عباد الله : إن الله عزوجل اختار هذه الأمة وفضلها وجعلها خير أمة وما يليق بحال أمة اختارها الله أن يتسرب إليها اليأس أو ينخر في جسدها الانكسار والانهزامية بل إن هذه الأمة يفترض فيها أن تستصحب دوما روح الأمل وروح الأمل إنما تحيا باتصال المسلم بربه وثقته بوعده وما دام العبد يؤمن إيمانا يقينينا بأن ملك الكون هو الله بأن القوي الجبار العزيز المدبر لكل ما في هذا الكون هو الله بأن وعد الله حق لا يتخلف متحقق لا ريب فيه فكيف يدخله اليأس طالما هو يحيا في رحاب الله ويؤمن به ويثق بوعده عباد الله : إن الأمة التي كان من خصائص قائدها محمد صلى الله عليه وسلم قوله "ونصرت بالرعب مسيرة شهر " يكون عارا عليها أن يتلاعب بمشاعرها وعقولهاومعتقداتها دعايات مضللة وأخبار زائفة وشعارات كاذبة عباد الله إن أمة ربها الله ونبيها محمد لا ينبغي لها أن تيأس إن أمة أخرجت من الرجال أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والبراء والمقداد وابن مسعود والحسن البصري وسفيان الثوري وأبوحنيفة ومالك والشافعي وأحمد وصلاح الدين وسيف الدين قطز وغيرهم من الأبطال أقول : إنه من العار على أمة أخرجت كل هؤلاء الأبطال أن تفقد ثقتها بربها وأملها في نصره إن المصباح الذي أناره محمد صلى الله عليه وسلم تألب عليه مليون أبي لهب ومليون عبد الله بن سبأ ومليون أبي جهل ومليون طاغوت حتى يطفئوه ولكن أبى الله إلا أن يظل هذا المصباح منيرا ساطعا على مر الدهور والعصور إن الإسلام كالشمس لا تغرب مطلقا بل إذا غربت في جهة طلعت في جهة أخرى . وليحذر اليائسون فاليأس ليس أمرا سهلا كما يظنون بل هو أمر خطير جد خطير عباد
الله أما علم الآيسون القانطون من رحمة الله أن هذا الخلق أعني خلق اليأس
والقنوط إنما هو خلق لا يحبه الله أما علم الآيسون أن من تخلق به فهو متخلق
بأخلاق الكافرين والله لتحلن العزو والرفعة والكرامة بدلا من هذا الخزي والذل والمهانة هذا
وعد الله ووعد الله حق لا ريب فيه فقد قال تعالى إني
لأسمع وقع الخيل في أذني وأبصر الزمن الموعود يقترب يقول
سيد قطب رحمه الله أنتم الأعلون اعتقادا وتصورا للحياة أنتم الأعلون ارتباطا وصلة بالعلي الأعلى أنتم العلون منهجا وهدفا وغاية أنتم الأعلون شعورا وخلقا وسلوكا أنتم الأعلون قوة ومكانا ونصرة فمعكم القوة الكبرى " والله معكم " فلستم وحدكم إنكم في صحبة العلي الجبار القادر القهار وهو نصير لكم حاضر معكم يدافع عنكم فما يكون أعداؤكم هؤلء والله معكم سنمضي والنجوم لنا دليل *** متى أصغى السحاب إلى النباح والنبي بشر بنصرة هذا الدين ففي الحديث عن تميم الداري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار " َ
عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا
وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي
مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ وَإِنِّي
سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ
لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ
بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّي قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ
قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا
أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا
مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوِ اجْتَمَعَ
عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتَّى
يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا . مسلم
وأبو داود وأحمد
أخوكم |