عيد الأضحى ... من أعظم الأيام |
|
عبد الحميد المحيمد |
فمن خصوصية المكان إلى خصوصية الزمان تُضاعف الأجور وترفع الدرجات. ويستمر التشويق والتحفيز في حياة المسلمين لاغتنام أزمنة الفضل الرباني ، فلا يكاد يمر شهر دون أن يحمل في طياته مزايا وغنائم أُعدت لأهل الإيمان . وها هي عشر ذي الحجة قد لملمت ساعاتها وشارفت على الرحيل وختامها مسك بيوم العاشر وهو يوم النحر أعظم الأيام عند الله. قال صلى الله عليه وسلم: "أَعظمُ الأيَّامِ عِنْدَ اللَهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ القَرِّ ". رواه أبو داود وصححه الألباني. ويوم القر: هواليوم الذي يلي النحر وهو يوم الحادي عشر. ويوم النحر :هو اليوم الأول من أيام العيد وهو يوم الحج الأكبر . وسمي كذلك لما يجتمع فيه من أعمال جليلة كالوقوف بالمزدلفة ورمي جمرة العقبة والنحر والحلق وطواف الإفاضة وصلاة العيد.
وسئل ابن تيمية أيهما أفضل يوم عرفة أو الجمعة أو الفطر أو النحر،
فأجاب: "الحمد لله ،أفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة باتفاق العلماء ،وأفضل أيام
العام هو يوم النحر. وقد قال بعضهم: يوم عرفة ،والأول هو الصحيح، لأن في السنن
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم
القر. لأنه يوم الحج الأكبر في مذهب مالك والشافعي وأحمد".
كما يستحب التهنئة بالعيد لما روي عن جبير بن نفير ، قال : كان
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض ، تقبل
الله منا ومنك . قال ابن حجر: إسناده حسن . [فتح الباري:2/446]
ومن الأعمال الجليلة نحر الأضحية بعد الصلاة ،قال صلى الله عليه
وسلم –وهو يخطب- إن أول ما نبدأ من يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل
فقد أصاب سنتنا" [صحيح البخاري]
و لا بأس باللعب واللهو المباح لأن في ديننا فسحة. وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّ أبا بكرٍ رضي الله عنه دخل عليها، وعندها جاريتان في أيامِ منى تدفِّفانِ وتضربانِ، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ متغشٍّ بثوبه، فانتهرهما أبو بكرٍ، فكشف النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن وجهه، فقال: دعهما يا أبا بكرٍ، فإنها أيامُ عيدٍ.. صحيح البخاري.
ويستحب التكبير عقب الصلوات الخمس ويبدأ من فجر عرفة إلى اليوم
الثالث من أيام التشرق وهو الرابع من أيام العيد. |