|
لايخلو مجتمع من مشكلات تطفو على سطحه , وبعض البيوت تغص ببعض المشكلات التي
تراكمت وتركت منذ زمن ولم تحلّ أو يسعى إلى حلّها والبعض يتفرج – عاجزاً حائراً
– ولا يملك غير الحوقلة التي تتردد على لسانه كلما تأمل فيها, لكنـــــه لم يسع
َ إلى حلها ولم يتخذ الخطوات الاجرائية لذلك إيثاراً للسلامة ومن باب : دعهم
وشأنهم , فلا تضحية ولابذل ولاسعي للإصلاح , واللـه تعالى يقول ( لاخير في كثير
من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء
مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما ) تأمل كلمة ( لاخير ) وكلمة ( إلا ) ثم
كلمة ( أو إصلاح بين الناس ) وتذكّر النتيجة ( فسوف نؤتيه أجراً عظيما ) الأجر
لمن سعى وليس لمن تفرّج ولم يحرّك ساكناً ! فلاتكن من المتفرجين وإنما من
الساعين في الإصلاح ما استطعت بنفسك ومالك وجاهك , أجزم – عزيزي القارئ - أن
بعض الأقارب والجيران والخلان تحدث بينهم مشكلات تتطور إن لم تجد لها بطلاً
يعطى نفسه دورة تدريبية في حلّها , كيف ذلك ؟ تأمل مايجري بين متخاصمين من ذويك
– مثلا – وادرس أحوالهما وحاول أن تقرّب بين وجهات النظر واجتهد في ردم الهوّة
وإذا تعثّرت جهودك في ذلك فهل تمل وتكلّ ؟ كلاّ , بل اعلم – وفقك اللـه – أنك
تبتلى , وأنها صعوبة ستتجاوزها بعزم وإصرارك , واستمداد العون من ذي العون وهو
اللـه تعالى , وأنت قادر – بإذن اللـه – على التغلّب عليها والخروج منها بنجاح
وتحقيق مقصدك الأسمى وهو الإصلاح , وبهذا تكون قد تدربت على حلّ مشكلة , فلولا
المشكلات التي تعترض العظماء فيحاولون التغلّب عليها لما كانوا عظماء , ولا
نجاح بدون فشل , ولولا شقاوة الابن لما برز لنا أب حكيم صبور ذوجلد , ولولا
مشكلات الطلاب في المدارس ومحاولة حلّها من المعلمين المخلصين , لما برز –
أيضاً – معلمون أكفاء ذوو خبرة وحنكة ومهارة , وعلى هذا فقس , فلعل اللـه ينفع
بك , وتأخذ دورات مجانية في الحياة بعلاج المشكلات التي تطرأ بين متخاصمين
وبالذات من أهلك وذويك !