| 
       | 
      
  
   
  أختي في الله :
      إن مما يُقطع القلب ويُحزنه ومما يؤسف 
      له أننا نرى من الكثير من المسلمات – هداهن الله وأصلح قلوبهن وأعمالهن – 
      الاستهانة بالذنوب والمعاصي كبيرها وصغيرها وعدم الورع عنها . 
      فإننا إذا ألقينا نظرة على لباس الأخت المسلمة لا نكاد نُصدق أن هذه هي بنت 
      الإسلام وحفيدة أمهات المؤمنين . 
      فنرى النقاب الذي اتسع شيئاً فشيئاً 
      وهو نذير لبداية نزع الحجاب فإلى الله المشتكى . 
      ونرى العباءة على الكتفين ، وهذا 
      الفعل من التشبه بالرجال . ونرى ما قذفه لنا نتن الحضارة الغربية الكافرة ما 
      يسمى بالبنطال
      "البنطلون " 
      .
      والغريب في الأمر أننا نرى سرعة تهافت المسلمات على شرائه ولبسه ، ونرى 
      التبرج والسفور و الحجاب الذي استُهين به . 
      ونرى كثرة الخروج للأسواق ، ومما يزيد الأمر خطورة أن يكون باللباس الفاتن 
      والروائح الجذابة العطرة ، ونرى الخلوة المحرمة مع السائقين ، ونرى التحدث مع 
      الرجال الأجانب من الباعة وغيرهم ، ونرى شراء أشرطة الأغاني ، وأشرطة الفيديو 
      تيب ، الفاسدة والمجلات الهدامة والهابطة التي عمت بها البلوى التي لا خير 
      فيها ... والله المستعان . 
      وإذا ألقينا نظرة على حياة الأخت المسلمة في بيتها ومجتمعها نرى كيفية قتل 
      الوقت وضياعه بغير جدوى وفائدة وعدم استغلاله واستثماره فيما يرجع عليها 
      بخيري الدنيا والآخرة ؛ فهذه أمام شاشة التلفاز تجلس الساعات ، وأخرى تُطالع 
      مجلة هابطة تُتابع فيها أخبار الفنانين والفنانات الساقطين والساقطان وما نزل 
      في الساحة من الأزياء والموديلات .
      ألا تعلمين – أيتها الأخت الفاضلة – أنك ستُسألين عن عمرك مرتين الأولى عن 
      العمر عموماً والأخرى عن وقت الشباب خصوصاً ، فأعدي للسؤال جواباً و للجواب 
      صواباً .
      أختي العزيزة .. 
      هل 
      حمدت الله – عز وجل – على أعظم نعمة أنعم بها عليك ألا وهي نعمة الإسلام ؟ 
      كيف أن غيرك كافرة وأنت مسلمة موحدة ؟ وكيف أن غيرك يتخبط في ظلمات الشرك 
      والضلال وأنت تهتدين بنور الإيمان ، وأنه من مات على غير ملة الإسلام فهو 
      خالد مخلد في نار جهنم ؟ 
      الله أكبر ما أعظمها من نعمة وأجلَّها من منَّة { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا 
      أُولُو الْأَلْبَابِ}(البقرة: من الآية269)
      هل  
      تؤدين الصلوات الخمس على وقتها ؟ لأن أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة : 
      الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدة فسد سائر عمله . 
      ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((إن بين الرجل وبين الكفر ، ترك الصلاة 
      )) رواه مسلم .
      هل  
      تخشعين في صلاتك وتطمئنين في ركوعها وسجودها ؟ 
      هل  
      تقرأين القرآن الكريم بتدبر وخشوع وحضور قلب ؟ وهل جعلت لك كل يوم حزباً 
      معيناً من القرآن ؟ وهل تعملين به ؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( 
      خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) رواه البخاري . 
      هل  
      سألت الله أن يقيك شح نفسك ؟ { وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ 
      الْمُفْلِحُونَ}(التغابن: من الآية16) 
      هل  
      أنت بارة بوالديك ؟ هل تصلين أرحامك ؟
      هل  
      راقبت الله في السر والعلن ؟ 
      هل  
      أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ؟
      هل  
      أحببت الخير للمسلمين ؟
      هل  
      تكرمين الأيتام والأرامل والضعفاء والفقراء والمساكين وتتواضعين لهم 
      وترحمينهم وخصوصاً الأقارب؟
      هل  
      حافظت على أذكار الصباح والمساء ؟ 
      هل  
      تحافظين على حجابك الشرعي الذي أمرك به الله خالقك رب العالمين ؟ 
      هل  
      أديت زكاة أموالك ؟
      هل  
      صمت الصيام المشروع وحفظت جوارحك عن المفطرات الحسية والمعنوية ؟ هل أديت 
      فريضة الحج ؟ 
      هل  
      اتخذت جليسات صالحات تذكرك بالله رؤيتهن واستفدت من ذلك بعقد زيارات في الله 
      وتخصصين درس علمي لذلك وحرصت على رفع الجهل عنك ؟ 
      هل  
      تجنبت رفيقات السوء ؟ لأنهن سبب الضلال والضياع فاحذريهن حفظك الله .
      هل  
      سألت العلماء وطلبة العلم عما أشكل عليك من أمور دينك ؟ 
      هل  
      أسهمت في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ؟ فلعل ريالاً واحداً منك ينقذ 
      كافراً من النار .
      هل  
      تجنبت الاختلاط بالرجال ؟
      هل  
      قللت الخروج إلى الأسواق .
      هل  
      تجنبت مزامير الشيطان "الغناء " ؟ فإنها محرمة بالقرآن والسنة وهي بريد الزنا 
      وهي سبب رئيس لقسوة القلوب وسبب لسوء الخاتمة . نعوذ بالله من سوء الخاتمة .
      هل  
      أنت تكثرين من ذكر الله عز وجل { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ 
      الْقُلُوبُ}(الرعد: من الآية28) 
      هل  
      أنت ممن قال الله فيهم {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الذريات:18) 
      هل ربيت أبناءك تربية إسلامية ؟ لأنك مسؤولة عنهم يوم القيامة أمام الله 
      ((كلكم راعٍ ، وكلكم مسؤول عن رعيته )) متفق عليه .
      هل  
      تجنبت الإكثار من المزاح وكثرة الضحك ؟ هل بكيت من خشية الله ؟
      هل  
      طهرت قلبك من أمراض ((النفاق ، الرياء ، العجب ، الغل ، الحقد ، الحسد ، 
      البغضاء)) ؟
      هل  
      نظفت قلبك من أمراض :(( الشرك ، الكذب ، الغيبة ، النميمة ، الجدل ، اللغو)) 
      ؟ 
      هل  
      تخلقت بالأخلاق الفاضلة من ((حلم ، صبر ، ورع ، تقوى ، رحمة ، توكل ، إخلاص 
      )) ؟ 
      هل  
      تفكرت في خلق السموات والأرض ، والشمس و القمر و النجوم والشجر والبحار 
      والأنهار والحيوانات والحشرات والطيور وسائر المخلوقات ؟
      هل  
      تفكرت في خلقك وأنك خُلقت من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ثم عظام ثم كسيت 
      العظام لحماً ، أنشأك الله خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ؟ 
      هل  
      تعلمين بماذا تعصين ربك ؟ إنك تعصينه بنعمه التي امتن عليك بها ، فتعصينه 
      بسمعك وبصرك ورجليك وجميع جوارحك ، وتعصينه فوق أرضه وتحت سمائه وفي ملكه وهو 
      قريب منك يطلع على السر وأخفى ، فخير الله عليك نازل وشرك إليه طالع {أَلَمْ 
      يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ }(التوبة: من 
      الآية78) ما أحلم الله !!
      هل  
      أخذت حذرك من المكالمات الهاتفية ، فكم من القصص المؤلمة التي شهدتها الساحة 
      بدأت بمكالمة وانتهت بمأساة ، والضحية الأخت المسلمة فاحذري الذئاب البشرية .
      
      هل  
      أنت تكثرين من دعاء الله {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ 
      لَكُم}(غافر: من الآية60)
      
		
  همسة قبل الختام
      
		
  أخية :
      هذه همسة من أخ مشفق عليك يحب الخير 
      لعموم المسلمين فقبل أن تنهي هذه الرسالة سلي نفسك هذه الأسئلة ثم أجيبي جواب 
      المرأة العاقلة المتزنة ؟ 
      هل  
      تعلمين أنك ستسافرين سفراً بلا رجعة ؟ فهل أعددت العدة وتأهبت لسفرك ؟
      هل  
      تزودت من هذه الدنيا الفانية بالأعمال الصالحة لتؤنس وحشتك في القبر ؟ 
      كم 
      عمرك ؟
      كم 
      ستعيشين ؟ ألا تعلمين أن لكل بداية نهاية ؟ وأن النهاية جنة أو نار .
      هل  
      تخيلت عندما تنزل ملائكة من السماء لقبض روحك وأنت غافلة لاهية ؟ 
      هل 
      تخيلت ذلك اليوم والساعة الأخيرة في حياتك ساعة فراق الأهل والأولاد ، فراق 
      الأحباب والأصحاب إنه الموت بسكراته وشدة نزعه وكرباته ؟ إنه الموت أختاه .. 
      إنه الموت . وبعد فراق روحك من جسدك يُذهب بك إلى مغسلة الأموات فتغسلين 
      وتُكفنين يُذهب بك إلى المسجد ليصلى عليك وبعد ذلك تُحملين على أكتاف الرجال 
      إلى أين ؟ 
      إلى دارك ومسكنك .. إلى ما قدمت في هذه الحياة الدنيا ، إلى أين ؟
      إلى القبر اختاه ... إلى أول منازل الآخرة إلى القبر إما روضة من رياض الجنة 
      أو حفرة من حفر النار.
      هل  
      تعرفين القبر ؟ هل تخيلت القبر ؟ ظُلمته ، وحشته ، ضيقه ، ضمته ، سؤال 
      الملكين ؟ 
      هل  
      تخيلت أول ليلة في القبر كيف بك إذا وضعت في قبرك وحدك وتخلى عنك الأهل 
      والأولاد تخلى عنك كل شيء في هذه الدنيا إلا عملك ؟
      هل  
      تخيلت القيامة ، يوم يقوم الناس لرب العالمين ؟ أنه والله يوم عظيم ، يوم 
      يشيب من هوله الوليد .
      هل  
      تعلمين كم مقداره ؟ إنه يوم كان مقداره خمسين ألف سنة .
      هل  
      تخيلت تطاير الصحف ، ونصب الصراط على متن جهنم ، نزول الملائكة عندما تُحيط 
      بأهل الموقف ، ووضع الموازين للحساب والجزاء ؟
      هل  
      استعدين للوقوف بين يدي جبار السموات والأرضين ليسألك ويجازيك على أعمالك إن 
      خيراً فخير وإن شراً فشر ، وسيكلمك ربك ليس بينك وبينه ترجمان .
		
  والنتيجة 
      إلى جنة عرضها السموات والأرض ، فيها 
      ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فيها قصور عاليات وأنهار 
      جاريات وغلمان مخلدون ولحم طير مما يشتهون ونعيم لا ينقطع ، وأعظم من ذلك 
      رؤية الرحمن الرحيم رب العالمين . أو إلى شقاء وعذاب إلى نار حامية يؤتى بها 
      ، لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ، طعام أهلها 
      الزقوم والضريع ، وشرابهم الحميم والغساق والصديد . ولباسهم القطران والحديد 
      ، وهواؤهم السموم وظلهم اليحموم ، إذاً عاهدي الله – عز وجل – بالتوبة 
      الصادقة وتزودي بالتقوى فإنها خير زاد . 
      واعلمي أن الله يفرح بتوبة عبده ، فماذا تنتظرين ؟ أختاه ... انقذي نفسك من 
      النار ...
      
      من إصدارات المكتب 
      التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالسلي