| 
       | 
      
  
   
	يأس ....... احباط ...... حزن ....... الم ....
	هموم و هموم تحاصرني
	و ضيق يكاد يخنقني
	احس كان روحي ستقبض مني
	هواء...هواء احتاج الى هواء اشعر اني ساختنق
	دموعي تنزل وحدها فترسم خطوطا لامعة على وجهي الذي اصبح ذابلا من شدة التفكير ، 
	و عيناي اللتان ارتسمت حولهما هالات سوداء من كثيرة السهر
	حياتي تضيع مني
	لم اعد اعرف للسعادة طعما و لا للراحة مذاقا
	
	منذ متى ؟؟؟
	لا اعلم
	كل ما اعرفه اني اصبح استيقظ كل يوم و في قلبي هم كبير ، و مضي يومي على مضض و 
	ياتي الليل الطويل فاضيه ساهرة بالتفكير في شيء او آخر ، ووسط كل هذا اطلق من 
	حين لآخر ضحكات مع صديقاتي ما هي الا ضحكات صفراء.
	تداري عني اسئلة الآخرين و عيونهم الفضولية التي احس بها تكاد تخترقني ...
	نعم ، فانا الفتاة الجميلة الغنية الذكية ....لاشيء ينقصني اطلاقا بنظرهم ، 
	فانا محظوظة للغاية ،لكن لا احد يحس بمدى الاسى الذي يعتصر قلبي لسبب و دون سبب
	احس ان حياتي فارغة
	بدون هدف...
	
	استقيظت هذا الصباح باكرا كعادتي ، و لبست ملابس الرياضة و انطلقت للجري ، كانت 
	نظرات كثيرة تترقبني ، و هذا كان يشعرني بنشوة غريبة ، كانه ارضاء لغروري 
	الأنثوي ، لكن ذلك الشعور لم يدم سوى لحظة حيث عادة الكآبة لتخيم علي من جديد ، 
	عدت للمنزل ، تانولت الفطور و انطلقت الى كليتي بعد ان جاء صديقي ليوصلني 
	بسيارته الفاخرة ، كان غنيا للغاية و وسيما ايضا و كل الفتيات كن يحسدنني عليه 
	، و امضيت يومي بالكلية ككل يوم ، في المساء خرجت لاشتري ثوبا جديدا من اجل 
	سهرة يوم السبت . و عدت متعبة الى البيت ، لكني رغم ذلك فتحت ايميلي كي اكلم اي 
	شخص ، لا يهم من ، بل المهم فقط الا ابقى وحيدة لان الوحدة تقتلني . لكن اليوم 
	وجدت ايميلي فارغا ، لم اعرف اين ذهب كل هؤلاء ممن لا اذكر حتى اسماؤهم . فاردت 
	الدخول لغرفة دردشة لكني اخطات العنوان و دخلت موقعا آخر ، يبدو انه احدى تلك 
	المنتديات التي يمضي الناس ساعات امامها ، و التي لطالما وجدتها مملة ، و لفت 
	اهتمامي موضوع اسمه : اتردين السعادة ؟ المفتاح هنا...
	
	فقادني الفضول لادخل الموضوع لكن لم استطع قرائته قبل ان اتسجل فتسجلت ، و لاول 
	مرة اختار اسم الفتاة الحزينة بل الفاتنة ، او معذبة القلوب ، او ما شابه من 
	الاسماء التي ترضي غروري . و ازداد شوقي لمعرفة هذا السر. و اول جملة قراتها في 
	الموضوع : بسم الله الرحمن الرحيم.
	ياااااه ، لم انطق بهذه الجملة منذ امد طويل ، تابعت القرءة ، كان الموضوع كانه 
	يصفني بدقة ، كل علامات الحزن و الاكتئاب و التعاسة المذكورة فيه تلازمني كل 
	يوم و منذ زمن ، بدات دموعي تنهمر بغزارة ، احسست كان الموضوع موجه لي ، نعم لي 
	انا بالذات ، و تابعت القراءة و في قلبي امل كبير بايجاد الحل ، و فجات قرات ما 
	يلي :
	سعادتك بالقرب من الله
	نعم بالقرب من خالقك
	هو الوحيد القادر على اسعادك
	هو الوحيد الذي يملك قلبك
	فارتبكت كاني اسمع هذه الكلمات لاول مرة : الله.....خالقي...
	و رمتني الذكريات الى عمر مضى ، عندما كنت طفلة و كانت امي تدعوني لاصلي ، و 
	لطالما كانت تمتعني بقرائتها للقرآن
	آه كم اشتاق لك يا امي ، كان هذا قبل ان تموتي و آتي الى العيش مع ابي حيث نسيت 
	كل ما ربيتني عليه ، و غرقت بعالم الضلال الذي نسجه لي والدي ، رحمك الله يا 
	امي ماكنت لتدعيني اعيش هكذا .
	و عدت من جديد لاكمل قراءة الموضوع ، و الذي كان يحتوي تعليمات دقيقة و نصائح 
	مفيدة ، عزمت على تطبيقها.
	و اردت ان اصلي ، لكني نسيت كيفية الصلاة و الوضوء ، يا الهي ما العمل ؟ فدخلت 
	احدى المواقع و رايت الطريقة و حاولت تطبيقها لاول مرة غطيت شعري الاسود الطويل 
	بلحاء قديم لامي و ارتديت احدة عبائاتها فلم اكن ملك اي غطاء للراس و لا اي 
	ملابس ساترة ، و كنت احتفظ بملابس امي كذكرى و لطالما سخرت من غرابتها لكنها 
	اليوم نفعتني حيث لم اجد ضمن خزانتي المملوءة بالملابس الغالية الثمن و 
	المسايرة للموضة اي شيء يسمى لباسا حقيقيا.
	
	و بدات صلاتي و لاني لم اكن احفظ اي آية صليت و انا 
	احمل ورقة فيها آيات من القرأن نقلتها من موقع ، فحتى القرآن الكريم لم يكن له 
	مكان ببيتي المليء بكل شيء، و ذرفت دموعا كثيرة ، و لاول مرة احسست بانها دموع 
	حقيقية نابعة من قلبي الذي اتعبته بضلالي.
	استغفرت ربي كثيرا ، و من يومها قررت التوبة ، واضبت على ذلك المنتدى الاسلامي 
	المفيد ، و ارتديت حجابي الشرعي ،و بدات حفظ كتاب ربي ، و تركت حياتي القديمة 
	.و من يومها و انا اعيش سعادة حقيقية عوضتني عن كل ما قاسيته ، و احاول كل يوم 
	ان انتشل احدة الفتيات الضائعات الى جنة الدنيا .
	فالحمد لله الذي هداني و ما كنت لاهتدي لولا ان هداني الله.