| 
       | 
      
  
  
  أنا شابة , عمري عشرين سنة , أدرس في الجامعة ، لي صديقة أعتبرها أعز صديقاتي ، 
	ولكن فيها عيب واحد ، وهو التعرف على الشباب , وتأخذ راحتها معهم ، وهي صديقة 
	وفية جداً , وتقف معي وقت الضيق ..
	
	المهم أنها كانت تحاول أن تعرفني على شاب , وأنا أرفض لأنني لا أحب هذا الطريق 
	، وأقول لها دائماً أنه طريق ستندمين عليه يوماً من الأيام ..
	
	ولكن لا أخفيك ؛ كانت نفسي تغويني أن أجرب , ولو مرة واحدة !.. 
	
	ومازالتْ تحاول معي ، حتى دبرت لي وله لقاء من غير علمي ، فسلم عليّ وكلمني , 
	فكلمته باحترام !.
	
	ولكنها بعد هذا اللقاء السريع أعطتني رقم هاتفه ، وكانت أعطته رقم موبايلي 
	أيضاً ، فاتصل بي اليوم الثاني ، وترددت أولاً في فتح الخط معه , لأنني عرفت 
	أنه رقمه ، ثم فتحت الخط ، ولكنه كلمني باحترام , وسألني عن شيء في الدراسة , 
	وأغلق الخط قائلاً نلتقي في الكلية .. 
	
	ثم مع الأيام قويت العلاقة ، وشعرتُ أنها علاقة أحبّها ! وشيء جديد في الحياة , 
	يقطع عنه الملل والروتين !..
	
	وكان الشاب يتمتع بوسامة ولسان جميل جداً ، فتعلقت به مع الأيام !..
	
	وصرنا نتحدث كثيراً في ساعات متأخرة من الليل !..
	
	المهم .. لا أطيل عليك ، طلب منّي أن أزوره في شقته ، واستعان بصديقتي , لتدلني 
	على الشقة ..
	
	وفعلاً ذهبتُ هناك ، ثم تركتنا الصديقةُ وحدنا !.. 
	
	فما كان من هذا الشاب إلا انه بدأ يتودد إلي ، وشعرتُ أنه يريد مني إشباع شهوته 
	فقط ، ثم ( .... ) 
	
	وأنا الآن حامل منه ...
	
	وتركني وراء ظهره ... 
	
	والدراسة تبدأ بعد شهر في الجامعة ، فماذا أصنع , علماً بأن أهلي لا يعلمون , 
	ولا يعلم إلا صديقتي التي حلفتْ أنها لَم تكن تعلم بما يريده الشاب , وظنت أنه 
	يريد فقط اللقاء والتعارف أكثر ...
	
	واقترحتْ عليّ عمل إجهاض , وأنه يوجد طبيب يعمل إجهاض في شقة بالسر في ...... 
	!..
	
	فأرشدوني , وأنقذوني من هذه المشكلة ، لأن نفسي تراودني بالانتحار , أو قتل 
	ولدي بالإجهاض ... 
	
	فهل لديكم حلٌّ لهذه المشكلة ، مع أني سمعت عن بنات كثيرات عملوا إجهاض في 
	.......
	
	أنقذوني يا رجال الدين ، فقد يأست من حياتي وسر فضيحتي الذي يقتلني كل يوم !..
	
	
	جواب الشيخ حامد بن عبد الله العلي - حفظه الله - :
	
	إنا لله وإنا إليه راجعون ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ونسأل الله أن يجازي 
	الذين سمحوا بالاختلاط في الجامعة بما يستحقون .
	
	قبل الجواب أودّ أن أوجه نصيحة لكل النساء , لاسيما في عمر الشباب والطالبات في 
	عمر المراهقة ، وهي : 
	
	أولاً : أن شرف المرأة ليس مجالاً لأن تقول أتعرف 
	على شاب من باب التجربة ، وتغيير روتين الحياة والملل ، وهل يصح أن تهون على 
	المرأة كرامتها إلى هذا الحدّ ، فتلهو بسمعتها كأنها لعبة عابرة . 
	
	وثانياً : أن في هذه القصة عبرة , تبيّن السبب 
	الذي من أجله حرّمت الشريعة الاختلاط بين الجنسين بالصورة التي توجد اليوم في 
	الجامعة ، لأن الله تعالى أراد من المرأة أن تصون نفسها ، وتحفظ كرامتها ، 
	وتترفع بشرفها عن أن تدنسه الذئاب البشرية الذين لا يريدون إلا افتراس شرف 
	المرأة , ثم تركها وراء ظهورهم كما ذكرتْ في رسالتها هذه المسكينة ، فهم أذل 
	وأحقر من أن تبذل المرأةُ لهم نفسَها رخيصة يسمعون صوتها كلما اشتهوا ، وينظرون 
	إلى صورتها ، ويتمتعون بجمالها ، وفي النهاية تقع الفاحشة والفجور ، حتى إذا 
	انتهى وطرُهم , رمَوها بعد أن يبصقوا على سمعتها وشرفها . 
	
	وثالثاً : أن البنت الساذجة وحدها هي التي تثق 
	بشاب هانت عليه ، وهانت سمعتها ، ورخصت في عينه ، فكلمها في الهاتف ، إن الشاب 
	إذا كان يحترم المرأة ويريدها زوجة له ، لا يتحدث إليها ، وإنما يتوجه إلى 
	أهلها خاطباً لها ، فالواجب على البنت التي تنظر إلى نفسها نظرة احترام 
	واستعلاء ، وأن تقطع الطريق على الشباب الباحثين عن اللذة من أول الطريق , فتعف 
	نفسها ، فلا تتصل ولا تقبل اتصالاً من أحد . 
	
	رابعاً : أقول لكل امرأة : اعلمي أنهم - أعني 
	الرجال - يحترمون المرأة التي لا تكلم أحداً ولا تبذل نفسها لأي مخلوق إلا لمن 
	يأتي لأهلها خاطباً , فيتزوجها ، وأنهم يحتقرون المرأة التي تقبل أن تكلم أحداً 
	في الهاتف ، إنهم يريدونها فقط لقضاء شهوتهم ، كما حصل مع السائلة ، وهم 
	يتحدثون بينهم في المجالس في هذا الأمر ، ويقول أحدهم : لا يمكن أن أتزوج من 
	امرأةٍ كانت تكلم الشباب في الهاتف ، إنها لا يُوثق بها زوجةً ولا أمّاً ، فهل 
	ترضين أن تكوني رخيصة لهذه الدرجة ؟. 
	
	خامساً : كثيراً ما تكون المرأة هي التي تفسد 
	المرأة ، فالصديقة في السؤال المذكور هنا ، هي امرأة خبيثة فاسدة تريد إفساد 
	غيرها حتى لا يتميزن عليها بشرفهن ، ولهذا سعت في إفساد السائلة ، وهي التي 
	رتبت كل شيء ، واتفقت مع الشاب الفاجر على إفساد هذه البنت ، بعدما أفسدها هي 
	من قبل ، هذا الذي يبدو لي جليا ، ولا أظن أحدا قرأ قصتها يخالفني فيه ، ولهذا 
	فيجب أن تحرص المرأة العفيفة الشريفة أن تتجنب الصديقة الفاسدة ، فلا تصاحبها ، 
	ولا تفضي إليها بأمورها الخاصة ، والعجب كيف تقول السائلة عن صديقتها ، إنها 
	وفية وإنها تساعدها وقت الضيق ، وهل أوقعها في الضيق والشدة حتى فكرت في 
	الانتحار إلا هذه الصديقة الفاجرة الخبيثة . 
	
	سادساً : لا يجوز للمرأة أن تدخل الجامعة 
	المختلطة ، وهذه القصة المأساوية ليست سوى حادثة من حوادث كثيرة .
	والذين يسمحون بالاختلاط في الجامعة هم السبب الأول فيما يحدث فيها من المآسي 
	وخراب البيوت وفساد الشباب من الجنسين ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( 
	كلكم راعٍ , وكلكم مسؤولٌ عن رعيته ) .
	
	وأقول لأولياء الأمور : كف بنتك عن الدراسة 
	المختلطة , إن كنتَ تريد أن تحافظ على شرفها ، ولا تصدقها إنْ قالتْ لك إنها لا 
	تلتفت إلى أحد ، وأنها مشغولة بدراستها فقط ، لا تصدقها إنْ كنتَ تريد مصلحتَها 
	وشرفَك وشرفَها ، فإنْ أردتَ الخراب والدمار , فصدقْها .
	
	وأخيراً : 
	فالزواج من ذلك الفاجر لا يصح , ولا يجوز ، وكيف يعقد عقداً شرعياً على حامل ؟!
	
	
	وقتل الجنين جريمة ، والانتحار أدهى وأمر ، فالمنتحر يدخل النار خالداً مخلداً 
	فيها .
	
	ولا حلّ للسائلة سوى أن تخرج من الجامعة ، وتصارح أهلَها بما حدث ، وتضع مولود 
	ها ، وتصبر في هذه الدنيا , تائبةً إلى الله حتى تلقاه , وهو راضٍ عنها , 
	تائباً عليها ، فإنْ كتب اللهُ لها أن يسقط الجنين بتقديره ، فهو مَخرجٌ جاءها 
	من الله ، وإنْ صدقت التوبة ، فلعل الله تعالى يجعل لها فرجاً ومخرجاً . 
	
	وأقول : التوبة ، لأنها هي التي قبلت التعرف على 
	الشاب ، وتكليمه بالهاتف ، والذهاب إلى وكره الشيطاني ، فهي أيضاً مذنبة , 
	وعليها التوبة مما فعلت , ومَن تاب , تاب اللهُ عليه .
	
	هذا هو الحلّ الشرعي , لا حلَّ سواه , والله أعلم .