|
وَقَفَاتٌ مَعَ الحب.. مِن روايَة / قُلوبٌ لا تَموت .. |
|
|
|
نُـور مؤيد الجندلي |
|
- مسكينٌ الحب ! طوّقوا عليه الحصار، وزجّوا به
في زنزانة يومٍ يتيم، وقالوا له إنه عيدك، وطالبوا من الناس أن يحب بعضهم بعضاً
في هذا اليوم، وأن يرتدوا اللون الأحمر، كمن يبحث عن دليلٍ ليصدّقه النّاسُ
بأنه حقاً يحب!
زميلتي بيان، كانت تبكي طوال اليوم لأنها لم تحصل
على زهرة الحب ممن تحب، فكأنها ترياق الحياة بالنسبة إليها!
*** الحب يا أستاذتي كلمة سهلة في الكلام ، لكنها عميقة متقلبة وكثيرة التشعب . إنها تختلف كثيراً عن تلك المشاعر الزائفة التي يتحدثون عنها في الروايات . عندما يضيقون على الحب ويحصرونه بين المرأة والرجل في علاقة محرّمة ، ويوهموننا أن الزواج جحيم أبدي ، يروجون أن الحب يموت بالزواج ، ويتنامى كلما ازداد المرء انحلالاً . الحب في زماننا ضائع الهوية ، مسلوب القيمة ، مشوش الصورة ، لا معنى له ولا أمان باتباع سراب يشبهه . الحب مكتوبٌ بعضه هنا في سطور ، والبعض الآخر موجود في سطور الحياة ، ومن أحب الله أحب أرضه فأعمرها ، وأحب الخلق فأعانهم ، وأحب نفسه فقوّمها .. فهل أنا على خطأ ؟ أرجوكِ أخبريني ..
كم أتمنى يا مجد أن تكتبي عن الحب ، أن تبلغيهم
الرسالة النبوية التي تقول : " المرء مع من أحب " .
الحب والتفاهم بين الزوجين لا يأتي ببساطة ، قد تعانين يا سارة من اختلافٍ بينكما ، ولكن كوني حكيمة ، وحاولي أن تجدي طريقاً يوصلكِ إلى قلبه ، فإن وصلتِ فلن تتألمي أبداً معه .. وحكمي عقلك في كل الأمور ، فسينقذكِ اجتماع القلب والعقل من كل مأزق !
هل فقدنا حقاً حب الوطن عندما استسلمنا لرغباتنا الشخصية ومطامعنا ، فأبحنا لأنفسنا ما لا يحل لنا ، قبلنا الرشوة ، وتجاهلنا السرقة ، وصادقنا المحتال ، وضحكنا مع الكاذب ! ورغم ذلك ندعي الحب ، وتخفق قلوبنا له كلما سمعنا عنه ..! هل لأننا لم نحسن اكتشافه فظنناه في مال أو جاهٍ أو منصب ؟!أم لأننا نغمض أعيننا عن صورته الحقيقية المنطبعة في قلوبنا .
بلغة الخير والأمل سأكتب عن الحب الحقيقي في عالمنا . حب الأرض للزرع ، وحب الغريب للوطن ، وحب الأم لوليدها . لأهديها إلى سيدة عظيمة علمتني أبجديات الحب ، أتمنى أن يحوز على رضاها ..
" اكتشفتُ اليوم حباً كبيراً ولد في أعماقي ، كنتُ لا أراه ، ولا أحسّه ، فكأنني عشت معصوبة العينين والآن – حمداً لله - أخيراً قد رأيت ! " .
لم أكن أحلم يا أستاذتي بقصّة حبّ أعيشها حقيقة
لما رأيتُ سامي في المرة الأولى ، وكنت أبتعد بحزني بعد ارتباطنا لشعوري أنني
قد فقدت الأمل من أن تضيء شعلة حب حياتنا الباردة .
تلك الطفلة ..
- سنبقى معاً من نهر الحب نستقي ماء زلالاً عذباً
لنروي به كل العطاش لهذه العاطفة الجميلة .. |