| 
       | 
      
  
   
	بسم الله الرحمن الرحيم
		
		الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا 
		الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله 
		النبي الأمين ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين . . وبعد :
		إذا رأيت مجموعة كثيرة من الناس يذهبون إلى أعلى بناية ثم يلقون بأنفسهم 
		ليموتوا شر ميتة ، فهل تفعل كما يفعلون ، وتقول كما يقولون مقولتهم الخاطئة 
		: الموت مع الجماعة رحمة ؟ وتصبح ممن قتل نفسه بيده ، وممن جاء فيهم هذا 
		الوعيد حيث قَالَ صلى الله عليه وسلم : " كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ فَقَتَلَ 
		نَفْسَهُ ، فَقَالَ اللَّهُ : بَدَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ 
		عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " [ رواه البخاري ] .
		ألا وتأمل هذا الوعيد الشديد ، والتهديد الأكيد ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ 
		رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ 
		تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَهْوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، 
		يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً ، وَمَنْ تَحَسَّى 
		سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَسَمُّهُ فِي يَدِهِ ، يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ 
		جَهَنَّمَ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ 
		بِحَدِيدَةٍ ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ ، يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي 
		نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً " [ رواه البخاري ] .
		فمن فعل ذلك بنفسه وأرداها قتيلة ، فقد باء بغضب من الله ، والعياذ بالله ، 
		لأنه فقد ما ميزه الله به عن الحيوان ، ألا وهو العقل ، فالعقل مناط 
		التكليف ، ومن فقد عقله فهو أحط من منزلة البهائم ، ولقد ذم الله تعالى 
		قوماً لم يستعملوا عقولهم فقال الله عز وجل فيهم : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ 
		أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا 
		كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } [ الفرقان44 ] .
		هذا إذا رأيت قوماً من الناس يفعلون هذا الفعل المشين ، فهل تفعل مثلهم ؟
		لا أظن عاقلاً يقول : نعم .
		ومن قال : نعم ، فهو إمعة ، إن فعلت الإساءة كما يفعل الناس فأنت من أهل 
		هذا الحديث ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ 
		صلى الله عليه وسلم : " لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً ، تَقُولُونَ إِنْ 
		أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ 
		وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ 
		أَسَاءُوا فَلاَ تَظْلِمُوا " [ رواه الترمذي وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ 
		غَرِيبٌ ] .
		وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِىِّ بْنِ خِيَارٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى 
		عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه وَهْوَ مَحْصُورٌ ، فَقَالَ : 
		إِنَّكَ إِمَامُ عَامَّةٍ ، وَنَزَلَ بِكَ مَا تَرَى ، وَيُصَلِّي لَنَا 
		إِمَامُ فِتْنَةٍ وَنَتَحَرَّجُ ، فَقَالَ : الصَّلاَةُ أَحْسَنُ مَا 
		يَعْمَلُ النَّاسُ ، فَإِذَا أَحْسَنَ النَّاسُ فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ ، 
		وَإِذَا أَسَاءُوا فَاجْتَنِبْ إِسَاءَتَهُمْ . . . " [ رواه البخاري ] .
		ثم السؤال المهم الآخر :
		هل من الدين ومن النصيحة ومن الأخوة في الله ، ومن اللحمة الإسلامية أن ترى 
		الناس يتساقطون من أعلى البناية ولا يحرك ذلك فيك ساكناً ؟
		أم أنك ستهب داعياً لهم وناصحاً ومرشداً ومخوفاً لهم من الله ، ومذكراً لهم 
		بالله ، ومن عذاب الله ، وأن هذا عمل مُحَرَّم ، وفعل مُجَرَّم ؟
		إذا فعلت ذلك فقد نصحت ونهيت عن المنكر ، وأديت ما عليك ، والضرر على 
		أصحابه فقط ، وليس متعدياً إلى غيرهم ، لأن موتهم يخصهم وحدهم ، ولا ضرر 
		على الآخرين ممن لم يفعلوا فعلهم ، أو حتى سكتوا على فعلهم بعد نصيحتهم .
		بينما هناك منكرات ومحرمات ضررها على النفس والغير ، فضررها متعدٍ ، يهلك 
		به الجميع ، إذا كثر فاعلوه ، وزاد الساكتون عنه ، وقل الناهون عنه ، كتبرج 
		النساء ، واختلاطهن بالرجال الأجانب ، مما يسبب الزنا والفاحشة ، وتعم 
		بسببه الرذيلة ، ويكثر الشر ، ويزداد الفساد ، فهنا يهلك الفاعل والساكت 
		والناهي عنه إذا كثر المنكر ، وكل يبعث على نيته يوم القيامة ، عَنِ ابْنِ 
		عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى 
		اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا فِي 
		قَرْيَةٍ ، فَقَدْ أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عَذَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ 
		" [ رواه الطبراني والبيهقي والحاكم وقال صحيح الإسناد ، وصححه الذهبي ، 
		وهو حديث محتج به ، قال شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره في صحيح ابن حبان ، وقال 
		الألباني : صحيح في صحيح الجامع برقم 679 ] .
		وأمر الشارع الكريم بالنصيحة للعصاة مهما كانت مناصبهم وأعمالهم 
		واهتماماتهم ، فالدين النصيحة ،فَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه ، 
		أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " الدِّينُ النَّصِيحَةُ " ، 
		قُلْنَا لِمَنْ ؟ قَالَ : " لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ 
		وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ " [ رواه البخاري ومسلم ] .
		إذاً علينا أن نفرق بين المنكرات المقتصر ضررها على فاعلها ، والمنكرات 
		المتعدي ضررها إلى الغير .
		وتأملوا معي هذا المثال الذي ضربه النبي صلى الله عليه لأمته إذا لم ينكروا 
		المنكر ، وتركوا أهله ينغمسون فيه ، فسوف يهلك الجميع :
		عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنهما ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله 
		عليه وسلم قَالَ : " مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ 
		فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ ، فَأَصَابَ 
		بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا ، فَكَانَ الَّذِينَ فِى 
		أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ 
		فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِى نَصِيبِنَا خَرْقاً ، وَلَمْ نُؤْذِ 
		مَنْ فَوْقَنَا . فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً 
		، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعاً " [ رواه 
		البخاري ] .
		وَعَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رضي الله عنها ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله 
		عليه وسلم اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ وَهُوَ يَقُولُ : " لاَ إِلَهَ إِلاَّ 
		اللَّهُ ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ، فُتِحَ الْيَوْمَ 
		مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ _ وَعَقَدَ سُفْيَانُ 
		بِيَدِهِ عَشَرَةً _ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَنَهْلِكُ وَفِينَا 
		الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ " [ رواه 
		البخاري ومسلم ] .
		ولا شك أن هناك صراع بين الخير والشر إلى قيام الساعة ، فزمان يكثر الخير 
		وأهله ، ويقل الشر وأهله ، وزمان آخر يكثر الشر وأهله ، ويقل الخير وأهله ، 
		كل ذلك بحسب زيادة الإيمان ونقصه في قلوب الناس في كل زمان وعصر ودهر ، 
		وكلما ابتعد الناس عن منهج الله تعالى ، ومنهاج نبيه صلى الله عليه وسلم 
		كلما وقعوا في الآثام والمعاصي ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي 
		الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا مِنْ 
		نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ 
		أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ ، يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ ، 
		وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ 
		خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ ، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ 
		يُؤْمَرُونَ ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ 
		جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ 
		فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ 
		خَرْدَلٍ " [ رواه مسلم ] .
		وفي زماننا هذا كثر الشر وأهله ، وازداد دعاة جهنم ، وتفاقم خطرهم ، وتطاير 
		شررهم ، ظهر الفساد في كل مكان ، في البيوت والشوارع والأسواق والأعمال 
		والمنتزهات .
		ومن آخر ذلك . . . الدعوة الباطلة إلى الاختلاط بين الجنسين ذكوراً وإناثاً 
		، هذا ما يدعوا إليه أعداء الملة والدين ، هذا ما يدعوا إليه أصحاب الشر 
		والفساد ، من العلمانيين والليبراليين والمنافقين ومن شايعهم واتبع ملتهم 
		ودعوتهم .
		يريدون أن يلحقونا بالشيعة الرافضة المجوس الفرس ، الذين يعبدون الفرج 
		والخمس ، من متعة واستعارة للفروج ، يزنون باسم المتعة ، بل ويتقربون إلى 
		الله بالمعصية ، تعالى الله عما يقولون .
		ويريدون أن يحققوا فينا جملة من طلبات الغرب الكافر ، لأننا ولله الحمد 
		الدولة الوحيدة على وجه الأرض التي تُحَكِّم شريعة الله تعالى ، وتتبع بسنة 
		نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونحن الدولة الباقية في العالم التي يتمتع 
		نساؤها بكامل الشرعية ، والقيود والحقوق المرعية ، التي أحاطها بها الإسلام 
		، وسيجها بها ، فهي معززة مكرمة ، لا يمكن لها أن تختلط بالرجال ، فبنت 
		الإسلام لا يمكن أن يصدر منها مثل هذه التوافه والسخافات والترهات ، لأنها 
		عرفت مكانتها في ضوء شريعة الإسلام ، فهي الأم والبنت والأخت والعمة 
		والخالة والجدة ، ولا يمكن لرجل مسلم غيور أن يرى موليته وكريمته تتبرج أو 
		تختلط بالرجال مهما كانت الأسباب ، بل يموت ولا يدنس عرضه .
		أما ما نراه اليوم من تبرج وعرض عبر الشاشات الفضائية من بعض النساء اللاتي 
		يدعين سعودتهن ، فلسنا بسعوديات ، بل هن مستأجرات ، يعبدن الدينار والدرهم 
		، في مقابل بيع أعراضهن والظهور بمظهر يخالف شريعة الله وأمره للنساء 
		بالقرار في البيوت وعدم التبرج بزينة وعدم البروز للرجال كاشفات عن وجوههن 
		، فلا نعترف بهن ولا بما يقدمن ويعرضن _ ونسأل الله لهن الهداية إلى الحق _ 
		بل نحن نتأسى لحالهن ، لمخالفتهن لأوامر ربهن تبارك وتعالى ، ومخالفتهن 
		الصريحة لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم ، ومخالفتهن الصريحة لما قامت 
		عليه هذه البلاد من خلال سياستها ودستورها القائم على الكتاب والسنة ، من 
		تحريم الخلوة بالرجال ، أو الاختلاط بهم ، وكل هذه المخالفات للكتاب والسنة 
		وأولياء الأمر يفعلنها تلك النساء في الاستوديوهات قبل البرامج وأثناءها 
		وبعدها ، بل هناك ما هو أدهى وأمر ، فمما ذكره غير واحد عما يحصل بين 
		المقدمين والمقدمات وأضرابهم من أهل الفن بأكمله من لقاءات حميمية محرمة . 
		. . . هذا ما يحصل في وزارة الإع...... ، والتر..... ، وغيرها من فساد وتعد 
		لما قامت عليه هذه الدولة من تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء ، بل 
		ومصافحة بعضهم بعضاً ، وأخذ الصور التذكارية مع المسؤول وغيره ، وعقد 
		اللقاءات المحرمة بين الجنسين ، في صور مقززة منبوذة مرفوضة ، وعند الناس 
		مبغوضة ، مخالفين دستور بلاد الحرمين الشريفين القائم على كتاب الله وسنة 
		نبيه عليه الصلاة والسلام ، بل ضاربين بهما عرض الحائط ، من قبل علمانيين 
		وصوفية وشيعة وغربيين ، محاربين أهل الخير والصلاح من العلماء والدعاة 
		والمحتسبين . 
		وللأسف أن هناك ثلة من الأُم....... والأَمي....... والوز...... والمترفين 
		من أهل الأموال ، وكثير من كتاب الصحف وقداسها وغيرهم ممن انغمسوا في 
		الشهوات حتى آذانهم ، لا يعرفون من الحياة إلا الشهوات والملذات وارتكاب 
		الفواحش والمحرمات ، بل ويدعون الناس إليها ، إنهم والله دعاة إلى جهنم 
		وبئس المصير ، من أطاعهم قذفوه فيها ، ومن عصاهم ووعظهم وأمرهم ونهاهم فهو 
		على خير عظيم ، ولنتأمل معاً معاشر المسلمين هذا المثل الذي ضربه النبي صلى 
		الله عليه وسلم لأمته ، عَنِ النَّوَاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِىِّ رضي 
		الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " ضَرَبَ 
		اللَّهُ مَثَلاً صِرَاطاً مُسْتَقِيماً وَعَلَى جَنْبَتَيِ الصِّرَاطِ 
		سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ 
		مُرْخَاةٌ ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا 
		النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعاً وَلاَ تَتَفَرَّجُوا ، وَدَاعِي 
		يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُفْتَحَ شَيْئاً 
		مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ قَالَ : وَيْحَكَ لاَ تَفْتَحْهُ ، فَإِنَّكَ إِنْ 
		تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ ، وَالصَّرِاطُ الإِسْلاَمُ ، وَالسُّورَانِ حُدُودُ 
		اللَّهِ تَعَالَى ، وَالأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ 
		تَعَالَى ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلِى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ 
		عَزَّ وَجَلَّ ، وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي 
		قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ " [ رواه أحمد ] .
		وأيم الله إنه ليؤسفنا نحن أهل الإسلام أن تخرج أبواق من بني جلدتنا يدعون 
		إلى الاختلاط في التعليم ، وأن تكون الدراسة للذكور والإناث جنباً إلى جنب 
		، وكأنهم لم يعوا الدروس عما حصل في الشرق والغرب من فساد ديني وأخلاقي 
		وعقدي وسياسي واقتصادي ومناخي ، وكثرة المظاهرات والقتال المدمر بين أفرد 
		الشعب الواحد ، بل واستعمار أجنبي عسكري لتلك البلاد بسبب الانحراف عن 
		الفطر السوية ، والخلقة النقية ، فاختلط لديهم الحابل بالنابل ، وكثر أولاد 
		الزنا واللقطاء ، وأصابتهم البلاقع والمواجع ، ودمرتهم الحروب والمظاهرات 
		والاعتصامات ، وهلكت البنى التحتية ، وحصل الخلاف بين الحكام والمحكومين ، 
		وأصبح الجميع لا يأمن مكر الآخر وتدبيره ، فدعت أمريكا إلى فصل البنين عن 
		البنات ، وإنشاء جامعات خاصة للذكور ، وأخرى خاصة للإناث ، وكذلك حصل في 
		الصين ، وفي غيرهما من البلاد ، وعادت كثير من النساء إلى الحجاب والقرار 
		في البيوت ، ثم تأتي شرذمة من أهل بلاد التوحيد ، بلاد العقيدة الصافية ، 
		بلاد الحب والسلام ، ليشيعوا الذعر والخوف والجريمة والفوضى والإرهاب بسبب 
		الدعوة إلى تحرير المرأة من قيود الشريعة ، والتركيز عليها لإخراجها من 
		بيتها حتى تكون فريسة لأهل الشهوات ، فيالله العجب ، أنطيع أمر الله وأمر 
		رسوله ، أم نطيع خرافات أولئك القوم الخاسرون ، لعلها لم تطرق أسماعهم آية 
		سورة النساء حيث يقول الله تعالى : { وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ 
		عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ 
		مَيْلاً عَظِيماً } [ النساء27 ] . 
		دعوة باطلة لا أصل لها إلى اختلاط الطلاب بالطالبات في الصفوف الأولية ، ثم 
		يتبعها الصفوف العليا ، ثم المتوسطة والثانوية والكليات والجامعات ، وحدث 
		عن الفساد في الأرض بعد ذلك ولا حرج ، فويل لنا إذا اتبعنا الشهوات ، 
		وعصينا رب البريات ، إنه وعيد من الله القوي الجبار : { فَخَلَفَ مِن 
		بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ 
		فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً } [ مريم59 ] .
		غي : هو واد في جهنم والعياذ بالله .
		لا يرضى بأن تدرس ابنته بجانب طالب ذكر ، إلا الديوث ، وعديم الغيرة على 
		عرضه ومحارمه ، أقول : لكل مسلم ومسلمة لو اضطررنا إلى إبقاء أبنائنا 
		وبناتنا في البيوت معززين مكرمين ، خوفاً عليهم من الفتن والشهوات لهو خير 
		عظيم ، وفضل كبير ، وحماية لهم من خطر أذناب الكفار والفجار .
		ولن يسمح الغيورون والنصحاء والصلحاء والعلماء وولاة الأمر رعاهم الله ، 
		بمثل هذا الأمر مهما كان مصدره ، فإن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق 
		سبحانه وتعالى ، فلله الحمد من قبل ومن بعد أن منَّ الله علينا بولاة أمر 
		يُصْلِحُون ويَصْلُحون ، وأولئك هم الذين جاء وصفهم في سنة النبي صلى الله 
		عليه وسلم ، قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ الدِّينَ 
		لَيَأْرِزُ _ يجتمع وينضم _ إِلَى الْحِجَازِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ 
		إِلَى جُحْرِهَا ، وَلَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ 
		الأُرْوِيَّةِ _ الشاة الواحد من شياه الجبل _ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ ، 
		إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيباً وَيَرْجِعُ غَرِيباً فَطُوبَى 
		لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي 
		مِنْ سُنَّتِي " [ رواه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] .
		أنتعدى حدود الله ونعصه سبحانه لأجل قرار من رجل أو امرأة يصيب ويخطئ وخطؤه 
		أكثر من صوابه ، لأجل قرارات ارتجالية تعسفية ، لا يرضاها دين ولا عقل ولا 
		رجولة ولا عفة ولا حياء ، قال تعالى : { وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ 
		وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ 
		مُّهِينٌ } [ النساء14 ] . 
		لابد أن تتكاتف الجهود ، ويتوحد الصف ضد أي قرار يمس ديننا ، ويتعدى حدود 
		ربنا ، ويخالف سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فنحن في دولة حماها الله 
		عقوداً طويلة من الاستعمار العسكري ، لكن للأسف بدأت اليوم تُحْتَلُ 
		وتُسْتَعْمَرُ فكرياً وثقافياً وأخلاقياً ودينياً ، حرس الله بلاد الحرمين 
		وحكامها وشعبها من كل سوء ومكروه .
		نحن طوع ولاة أمرنا في المنشط والمكره وأثرة علينا ، طوع أوامرهم في الحرب 
		والسلم ، في السراء والضراء ، بل نفديهم بأنفسنا وأموالنا ، فلهم علينا حق 
		السمع والطاعة ، ولم يأمرونا بمنكر خلال عشرات السنين ، وهذا فضل الله 
		علينا وعليهم لأننا نحتضن بيننا بيت الله الحرام ، ومسجد الرسول صلى الله 
		عليه وسلم والأماكن المقدسة ، فكيف نعصي الله تعالى ، أنريد أن يحيق بنا 
		مكر الله تعالى ، فليس بيننا وبين الله واسطة ولا نسب ، قال تعالى : { 
		أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ 
		الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } [ الأعراف99 ] . 
		ألا ما أهون الخلق على الله إذا هم عصوه ، وخالفوا أمره .
		وأما اتخاذ النساء وزيرات ونائبات ومسؤولات ، وجعل النساء يعملن في أعمال 
		لم يخلقن لأجلها ، فهذا مخالف لفطرة الله التي فطر الناس عليها ، فللنساء 
		أعمالهم الخاصة بهن ، من تربية الأبناء والاهتمام بالبيت والزوج ، والعمل 
		في أماكن النساء الخاصة بهن ، كالطبيبة للنساء ، والمعلمة للبنات والنساء 
		وما شابه ذلك ، لكن في المحيط النسائي البحت الذي لا تخالط فيه رجالاً ولا 
		تتحدث مهم ، ولا تقابلهم ولا تسمعهم صوتها حتى لا يقع البلاء ، ويحصل الداء 
		.
		فالرجال هم الذين يقودون مسيرة الحياة ، وهم أصحاب الرأي والمشورة ، وهذا 
		أمر معلوم منذ نشأة الخلق ، أما أن تُقْحَمَ المرأة في مثل هذه الشؤون فهذا 
		خطأ ديني ، مخالف لأمر الله وأمر رسوله ، لَمَّا بَلَغَ النَّبِىَّ صلى 
		الله عليه وسلم أَنَّ فَارِساً مَلَّكُوا ابْنَةَ كِسْرَى قَالَ : " لَنْ 
		يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً " [ رواه البخاري ] . 
		لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ : أي لا يظفرون بالخير ولا يبلغون ما فيه النفع 
		لأمتهم .
		وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً : أي جعلوا لها ولاية عامة من رئاسة أو 
		وزارة أو إدارة أو قضاء .
		وعند الإمام أحمد بسند حسن _ كما قال شعيب الأرنؤوط _ عَنْ أَبِى بَكْرَةَ 
		رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَنْ 
		يُفْلِحَ قَوْمٌ تَمْلِكُهُمُ امْرَأَةٌ " .
		فحتى لا تغرق السفينة ، ويعمنا الله بعذاب من عنده ، وحتى لا يقع في البلاد 
		من المحن والفتن مالا يعلم مداه إلا الله ، ولئلا تصاب البلاد في مقتل ، 
		ويقتل الناس بعضهم بعضاً ، ويتصادم أهل الخير وأهل الشر ، المدافعون عن 
		الأعراض ، والوالغون فيها ، لابد من وقفة صادقة من العلماء والدعاة وأهل 
		الخير والصلاح وجميع أولياء الأمور ، وقفة ضد التيار التغريبي الذي يريد 
		اجتياح ديارنا وبلادنا ، وإخراج أبنائنا وبناتنا من بوتقة الدين وحصانته 
		الشرعية ، وسياجه المتين ، إلى مستنقعات الفساد والرذيلة ، وأوحال الفاحشة 
		والجريمة ، يجب على كل مسلم غيور على دينه ووطنه وولاة أمره أن ينصح لهم ، 
		ويأمر من هم تحت ولايته بالتمسك بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم 
		، ويعض عليهما بالنواجذ ، ولا يتبع نعيق ناعق أو نهيق ناهق ، فيحيق بنا مكر 
		الله ، فوالله ليس بيننا وبين واسطة أو قرابة ، فليحذر الجميع من مغبة 
		الولوغ في براثن دعاة الشر والفساد ، دعاة الفاحشة والرذيلة ، وإليكم طرفاً 
		من الأدلة الدالة على ذلك :
		عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ - وَهَذَا حَدِيثُ أَبِى بَكْرٍ - قَالَ أَوَّلُ 
		مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلاَةِ مَرْوَانُ 
		فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ الصَّلاَةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ . فَقَالَ 
		قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ . فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : أَمَّا هَذَا فَقَدْ 
		قَضَى مَا عَلَيْهِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ 
		: " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ 
		يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ 
		أَضْعَفُ الإِيمَانِ " [ رواه مسلم ] .
		وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ 
		جَدِّهِ قَالَ : بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى 
		السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ ، وَالْمَنْشَطِ 
		وَالْمَكْرَهِ ، وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا ، وَعَلَى أَنْ لاَ نُنَازِعَ 
		الأَمْرَ أَهْلَهُ ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا لاَ 
		نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ " [ رواه البخاري ومسلم ] .
		وَعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِىَّ صلى الله 
		عليه وسلم وَقَدْ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ : أَيُّ الْجِهَادِ 
		أَفْضَلُ قَالَ : " كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ " [ رواه 
		النسائي بسند صحيح ] .
		وقد رأينا من علمائنا غفر الله لهم وحفظهم ، أنهم لا يخافون في الله لومة 
		لائم في قول كلمة الحق والصدع بها ، والنصيحة المتتالية لولاة الأمر في 
		منكر يرونه ، وكذلك حكامنا رعاهم الله ، في استماعهم للعلماء والإصغاء لهم 
		، وتحريم ما حرم الله ورسوله ، وهذا لو تعلمون فضل من الله على الناس عامة 
		، والولاة خاصة ، فهؤلاء العلماء أدوا ما أخذ الله عليهم من الميثاق من 
		بيان العلم وتوضيحه والنصيحة والدعوة إليه ، لأنهم يخافون على الأمة من 
		عذاب الله تعالى ، ولولاة الأمر أن يحمدوا الله تعالى على نعمة العلماء 
		الناصحين المخلصين ، وهاك ما يدل تعلى ذلك عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ 
		رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا 
		اسْتُخْلِفَ خَلِيفَةٌ إِلاَّ لَهُ بِطَانَتَانِ : بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ 
		بِالْخَيْرِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ 
		وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ ، وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ " [ رواه 
		البخاري ] .
		فالمعصوم من الحكام من وقي بطانة الشر الخائنة التي تدعوه إلى نار جهنم من 
		خلال ما يملونه عليه من مخالفة كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه 
		وسلم ، وترك ما يمليه عليه علماء الشريعة من إخلاص وصدق ، فمن أطاع تلك 
		البطانة السيئة فقد وقع في الإثم والعدوان .
		ومن أطاع بطانة الخير من علماء الأمة المخلصين فهو على خير عظيم ، وقد أدى 
		ما عليه لله تعالى من أداء الأمانة للأمة ، وتحكيم شريعة الله عز وجل ، 
		والعمل بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، واتخذ من العلماء بطانة له ، ومجلس 
		شورى ، فقد فاز فوزاً عظيماً . 
		وللصدع بكلمة الحق أجر عظيم ، فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضي الله 
		عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أَفْضَلُ 
		الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ أَوْ أَمِيرٍ جَائِرٍ 
		" [ رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجة وقال : الألباني : صحيح 
		لغيره ] .
		وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى 
		الله عليه وسلم قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ 
		بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ 
		اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْ عِنْدِهِ ثُمَّ 
		لَتَدْعُنَّهُ فَلاَ يَسْتَجِيبُ لَكُمْ " [ رواه أحمد ] .
		وَعَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله 
		عليه وسلم يَقُولُ : " مَا مِنْ رَجُلٍ يَكُونُ فِي قَوْمٍ يُعْمَلُ 
		فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ فَلاَ 
		يُغَيِّرُوا إِلاَّ أَصَابَهُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ 
		يَمُوتُوا " [ رواه أبو داود ] .
		وَعَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : " أَيُّهَا 
		النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ 
		آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا 
		اهْتَدَيْتُمْ } ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم 
		يَقُولُ : " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا 
		عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ " [ 
		رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة والنسائي ] .
		وَعَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه 
		وسلم : " مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ 
		مِنْهُمْ وَأَمْنَعُ لاَ يُغَيِّرُونَ إِلاَّ عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ 
		" [ رواه ابن ماجة ] .
		أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يهدي ضال المسلمين ، وأن يردنا جميعاً إلى 
		دينه رداً جميلاً ، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال ، لا يهدي 
		لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيئها ، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ، اللهم ول 
		علينا خيرانا ، وجنبا شرارنا ، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد ، يؤمر فيه 
		بالمعروف ، وينهى فيه عن المنكر ، ويعز فيه أهل طاعتك ، ويهدى فيه أهل 
		المعصية ، اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، اللهم وفق ولاة أمرنا 
		لما تحب وترضى ، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى ، اللهم أرنا وإياهم الحق حقاً 
		وارزقنا اتباعه ، وأرنا وإياهم الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، برحمتك يا 
		أرحم الراحمين .
 
		كتبه
		يحيى بن موسى الزهراني
		إمام جامع البازعي بتبوك