| 
       | 
      
  
   
	بسم الله الرحمن الرحيم
		
  
	سنتحدث في محورين مهمين في هذا اللقاء بإذن الله تعالى .
	المحور الأول : مصافحة النساء :
	لا يجوز للمرأة أن تصافح الرجل ، ولو كانت مرتدية حائلاً كالقفاز وغيره ، إلا 
	ذي المحرم ، ومن هو المحرم ؟
	المحرم : هو كل من يحرم عليه نكاح المرأة تحريماً مؤبداً ، كالأب والأخ والولد 
	والعم والخال والجد لأب أو لأم ، ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب .
	فيحرم على المرأة أن تصافح الرجال أو تمسها أيديهم للأدلة التالية :
	الدليل الأول :
	عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " 
	لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ ، خَيْرٌ لَهُ 
	مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ " [ رواه الطبراني في الكبير ، 
	وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 5045 ، وهو في السلسلة الصحيحة رقم 226 ] .
	فالحديث نص في تحريم لمس المرأة مطلقاً في أي موضع من جسدها والمصافحة كذلك .
	وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط : وهو ما 
	يخاط به كالإبرة والمسلة ونحوها ، " من حديد " ، وخص الحديد لأنه أصلب من غيره 
	، وأشد بالطعن ، وأقوى في الإيلام ، " خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " أي 
	لا يحل له نكاحها ، وإذا كان هذا في مجرد المس البريء كما يقولون ، أي إذا كان 
	بغير شهوة ، فما بالكم بما فوقه لهو أشد إثماً ، وأعظم جرماً عند الله تعالى _ 
	قاله المناوي _ .
	و قد روي مرسلا من حديث عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي . قال : قال رسول الله 
	صلى الله عليه وسلم : " لأن يقرع الرجل قرعا يخلص إلى عظم رأسه خير له من أن 
	تضع امرأة يدها على رأسه لا تحل له ، و لأن يبرص الرجل برصا حتى يخلص البرص إلى 
	عظم ساعده خير له من أن تضع امرأة يدها على ساعده لا تحل له " [ أخرجه أبو نعيم 
	في الطب ، السلسلة الصحيحة 1/225 ] .
	فما يحدث في المسلسلات والتمثيليات والأفلام والبرامج الساقطة الهابطة كبرنامج 
	استار أكاديمي ، ذلكم البرنامج الذي يدعو إلى الفضيحة والعار ، ويدعو إلى 
	الرذيلة ، ويقتل الفضيلة ، حيث يجتمع فيه شباب وشابات في منزل واحد ، لا يحل 
	بعضهم لبعض ، كلهم غرباء ، فسقة جهلاء ، يعصون الله تعالى جهاراً نهاراً ، 
	يريدون الشهرة بمعصية الله ، أقول : إن هذا البرنامج داع إلى العصيان ، داع إلى 
	الإثم والعدوان ، برنامج يدعو إلى الدياثة ، إذ كيف يسمح رجل عاقل لابنته أو 
	أخته بأن تخالط الرجال الأجانب ، يقبلونها ، ويصافحونها ، ويلمسونها ، وإذا ما 
	جن الليل ، فعلوا بها الأفاعيل ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا 
	يدخلون الجنة أبداً : الديوث ، والرجلة من النساء ، ومدمن الخمر " [ رواه 
	الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 3062 ] . 
	فمصافحة الرجل للمرأة حرام وكبيرة من كبائر الآثام ، وجريمة من الجرائم العظام 
	، وكذلك وضع يد الرجل على المرأة ، ووضع المرأة يدها على جسد الرجل ، كل ذلك 
	مما يفضي إلى وقوع الفاحشة ، وانتشار الأمراض المهلكة ، لما فيه من تعد لحدود 
	الله ، وتحليل لما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
	قال الألباني رحمه الله تعالى : " وفي الحديث وعيد شديد لمن مس امرأة لا تحل له 
	، ففيه دليل على تحريم مصافحة النساء لأن ذلك مما يشمله المس دون شك ، وقد بلي 
	بها كثير من المسلمين في هذا العصر ، بل إن بعض الأحزاب الإسلامية ، قد ذهبت 
	إلى القول بجواز المصافحة المذكورة ، وفرضت على كل حزبي تبنيه ، واحتجت لذلك 
	بما لا يصلح ، معرضة عن الاعتبار بهذا الحديث ، والأحاديث الأخرى الصريحة في 
	عدم مشروعية المصافحة " .
	الدليل الثاني :
	عن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : 
	كَانَتِ الْمُؤْمِنَاتُ إِذَا هَاجَرْنَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه 
	وسلم يُمْتَحَنَّ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : { يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ 
	إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لاَ يُشْرِكْنَ بِاللهِ 
	شَيْئًا وَلاَ يَسْرِقْنَ وَلاَ يَزْنِينَ . . . إِلَى آخِرِ الآيَةِ } ، 
	قَالَتْ : فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ فَقَدْ أَقَرَّ 
	بِالْمِحْنَةِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَقْرَرْنَ 
	بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِنَّ قَالَ لَهُنَّ : " انْطَلِقْنَ فَقَدْ 
	بَايَعْتُكُنَّ " قالت : وَلاَ وَاللهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى 
	الله عليه وسلم يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ ، غَيْرَ أَنَّهُ يُبَايِعُهُنَّ 
	بِالْكَلاَمِ ، ووَاللهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى 
	النِّسَاءِ قَطُّ إِلاَّ بِمَا أَمَرَهُ اللهُ تَعَالَى ، وَمَا مَسَّتْ كَفُّ 
	رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَفَّ امْرَأَةٍ قَطُّ ، وَكَانَ يَقُولُ 
	لَهُنَّ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ : " قَدْ بَايَعْتُكُنَّ " كَلاَمًا " [ رواه 
	البخاري ومسلم واللفظ له ] .
	وقد فسّر ابن عبّاس رضي اللّه عنهما المحنة بقوله : " وكانت المحنة أن تستحلف 
	باللّه أنّها ما خرجت من بغض زوجها ولا رغبةً من أرض إلى أرض ولا التماس دنيا 
	ولا عشقاً لرجل منّا بل حباً للّه ولرسوله " . 
	مع أنه صلى الله عليه وسلم كان يستطيع أن يصافحهن وعلى يده حائل ، لكن لم يفعل 
	، لأن مفسدة المصافحة قائمة ، ولم يثبت في حديث صحيح أنه صلى الله عليه وسلم 
	صافح النساء مطلقاً ، وإنما جاء ذلك في ذلك حديث ضعيف ولا عبرة به بعد قسم 
	عائشة رضي الله عنها أنه لم يصافح النساء مطلقاً .
	قال الإمام النووي في شرح مسلم 6/337 : فِيهِ : أَنَّ بَيْعَة النِّسَاء 
	بِالْكَلَامِ مِنْ غَيْر أَخْذ كَفّ ، وَفِيهِ : أَنَّ بَيْعَة الرِّجَال 
	بِأَخْذِ الْكَفّ مَعَ الْكَلَام " .
	
	أقسام المصافحة بالنسبة للنساء :
	قسم الفقهاء مصافحة النساء إلى قسمين :
	القسم الأول : مصافحة العجوز :
	فمصافحة الرّجل للمرأة العجوز الّتي لا تشتهي ولا تشتهى , وكذلك مصافحة المرأة 
	للرّجل العجوز الّذي لا يشتهي ولا يشتهى , ومصافحة الرّجل العجوز للمرأة العجوز 
	, جائز عند الحنفيّة والحنابلة ما دامت الشّهوة مأمونةً من كلا الطّرفين , 
	ولأنّ الحرمة لخوف الفتنة , فإذا كان أحد المتصافحين ممّن لا يشتهي ولا يشتهى ، 
	فخوف الفتنة معدوم أو نادر .
	ونصّ المالكيّة على تحريم مصافحة المرأة الأجنبيّة وإن كانت متجالّةً , وهي 
	العجوز الفانية الّتي لا إرب للرّجال فيها , أخذاً بعموم الأدلّة المثبتة 
	للتّحريم .
	وعمّم الشّافعيّة القول بتحريم لمس المرأة الأجنبيّة ولم يستثنوا العجوز , فدلّ 
	ذلك على اعتبارهم التّحريم في حقّ مصافحتها , وعدم التّفرقة بينها وبين 
	الشّابّة في ذلك .
	القسم الثاني : مصافحة الشابة :
	وأمّا مصافحة الرّجل للمرأة الأجنبيّة الشّابّة فقد ذهب الحنفيّة والمالكيّة 
	والشّافعيّة والحنابلة , وابن تيميّة إلى تحريمها , وقال الحنابلة : وسواء 
	أكانت من وراء حائل كثوب ونحوه أم لا .
	واستدلّ الفقهاء على تحريم مصافحة المرأة الأجنبيّة الشّابّة بحديث عائشة رضي 
	اللّه عنها السابق ، وبحديث معقل بن يسار المتقدم .
	وقد استطردت في هذا المحور حتى يتبين لطالب الحق ، أنه لا يجوز لرجل أن يصافح 
	امرأة لا تحل له ، ولا أن ينظر إليها ، إلا المخطوبة ، وما عدا ذلك فحرام .
	فعلى الآباء والأولياء أن يحذروا مغبة هذا الأمر المحرم .
	الدليل الثالث : 
	قَالَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : " إِنِّي لاَ أُصَافِحُ النِّسَاءَ " [ 
	رواه النسائي وأحمد وابن ماجة وغيرهم ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 
	2513 ] . 
	
	المحور الثاني : الرياضة في مدارس البنات :
	والداعي كما يزعمون ، أن الوقت قد حان في تطبيق الرياضة في مدارس البنات في 
	التعليم العام والأهلي ، لماذا يا تُرى ؟ 
	قالوا : نتيجة تزايد الأمراض المرتبطة بالسمنة ، وعدم الحركة ، والتي أصبحت 
	خطراً محدقاً بفتيات اليوم ، وأمهات المستقبل , وأن تكون ممارستها في إطار 
	الشريعة الإسلامية ، والخصوصية للفتاة السعودية .
	هذه دعوة لتحرير المرأة من قيود الشريعة ، التي حمتها ممن يريد النيل من شرفها 
	وعفافها وحيائها ، وإلا فهل حلت الرياضة السمنة لدى أبنائنا الطلاب الذكور ، 
	حتى تحل أمر السمنة لدى البنات والمعلمات .
	إنها دعوة صريحة إلى لعب المرأة للرياضة ، وتقبلها لها ، وكذلك تقبل أولياء 
	الأمور لهذا الأمر الخطير الذي لا يخفى على عاقل لبيب ، شريف بصير .
	دعوة إلى معصية الله ، والخروج عن تعاليم الكتاب والسنة ، وإلا فمتى عرفنا 
	الرياضة في مدراس البنات ؟
	أبناء وبنات القبائل والحمائل ، لا يرضون أبداً بمثل هذه الدعاوى الكاذبة ، 
	التي يخطط لها أعداء الملة والدين . 
	لأن الهدف أكبر وأخطر ، والله لهم بالمرصاد ، ويمكرون ويمكر الله والله خير 
	الماكرين .
	وهناك ثمة أسئلة يجب الإجابة عليها وهي :
	1- السمنة عند الموظفين كيف يمكن القضاء عليها ، هل توضع لهم حصة رياضية ؟
	2- العسكريين لديهم سمنة واضحة ، مع أنهم في الميدان كل يوم ، فهل خفف ذلك عنهم 
	ما يعانونه من سمنة .
	أيها الأخوة انظروا إلى الدول التي يسمح للنساء فيها بمزاولة الرياضة علناً في 
	الأندية والمدارس العامة والأهلية ، هل حلت موضوع السمنة لديهم ؟ لا لم تحل 
	الأمر ، فأمريكا مثلاً أكبر بلد تعاني من السمنة ، وهي دولة الديمقراطية 
	والانفتاحية والحرية المطلقة .
	فمن تريد أن تخفف وزنها فهناك الرياضة المنزلية ، والتخفيف من كمية الطعام ، 
	والجري على السير الكهربائي ، فهذه الأمور والله تنزل الوزن وتنقصه ، وهذا أمر 
	معلوم معروف . 
	قال أحدهم الحل : " على النساء أن يخففن من الحلويات والسكريات ، ويسفروا 
	الشغالات ، وسترون القوام الرشيق ، والجسم النحيل " .
	أعود فأقول : مذكراً بما سبق ، مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية حرام لا يجوز ، 
	ولا شكّ أنّ مسّ الرجل للمرأة الأجنبية ، من أسباب الفتنة ، وثوران الشهوات ، 
	والوقوع في الحرام ، ولا يقولنّ قائل : النيّة سليمة ، والقلب نظيف ؟ فإنّ صاحب 
	أطهر قلب ، وأعفّ نفس ، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يمسّ امرأة 
	أجنبية قطّ ، حتى في بيعة النساء لم يبايعهن كفّا بكفّ كالرّجال ، وإنّما 
	بايعهن كلاماً كما روت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا .
	المقصود . . . فلنحذر أيها الأخوة والأخوات عواقب المعاصي ، وآثار الذنوب ، 
	فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هزموا يوم أحد لمخالفتهم أمر رسول الله 
	صلى الله عليه وسلم ، وهزموا يوم حنين لأنهم نسوا التوكل على الله ، وقالوا لن 
	نهزم اليوم من قلة ، ونسوا أن النصر من عند الله ، ولا يكون النصر بكثرة العدد 
	والعتاد ، وتزلزلت بهم الأرض في عهد عمر رضي الله عنه ، وهم صفوة الخلق ، وأفضل 
	البشر بعد الأنبياء ، فكيف بحالنا اليوم ، ونحن لا نعدل معهم جناح بعوضة ، 
	لنحذر عقوبة الله ، وسخط الله ، إذا عصينا أمره ، وخالفنا نهيه ، ولنعتبر بهذه 
	البلايا والرزايا ، والفتن والمحن ، التي تدك كل أرض اليوم ، من أمراض مهلكة 
	مستعصية ، وأحوال جوية غريبة ، زلازل وبراكين وغبار وأتربة ونفوس مريضة ، فالله 
	الله بالتوبة النصوح ، باتباع الكتاب والسنة ، ففيهما الخير كل الخير لمن تمسك 
	بهما ، وترك ما سواهما من مطالبات يطالب بها أعداء الله من المنافقين 
	والمنافقات . 
	والله من وراء القصد ، وهو حسبي ونعم الوكيل { إِنْ أُرِيدُ إِلَّا 
	الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ 
	تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } .