|
لا يشُكُّ أحدنا بأن كلمة ' إن شاءَ اللهِ ' لها أثرٌ في تحقيق المستقبل _ إن
كان مكتوباً _ ، و لكن ألحظُ مِن خلال ما أستقبله من مكالمات و محادثات في
مجالسَ و غيرها الكثيرَ يستعملها عند عَزْمِهِ على التغيير ، و البَدْءِ
بالخطوة العملية الأولى ، و كنتُ أتعقَّبُ من ينطقُها بألا يقولها أبدا في هذا
المجال ، استغربَ الكلُّ و ستستغربون .
إن من يعقد عزيمته على فعل شيءٍ بقوة و يقينٍ و همةٍ و شجاعةٍ ، متخذاً قرارهُ
في ذلك إن تلفظَ بالكلمة الشريفة ' إن شاء الله ' يكون في صراعٍ قادمٍ بين
أمرين :
الأمر الأول : أنه قالها بعزيمةٍ و قوةٍ ، و اتخذ قراره ، و قرَّرَ أن يبدأ
الخطوة الأولى ، فيكون متعلِّقاً بالكلمةِ على معناها القوى : ' التحقيق '
فإنَّها تأتي بمعنى القوة ، و هذا ما يقصده المتلفظ بها ، و منعناه من نطقها لـ
:
الأمر الثاني : أنَّ النفسَ تأخذُ المعنى الآخرَ : ' التعليق ' ، فتستغلَّ
بدايتَه في التغيير فتَزِنُّ عليه و توسوسُ له بأنَّك ما قلتها و أنت واثق ، و
الشيطان و الهوى سيدخلان بأمرِ من نفسِ السوءِ ، فلقطع الطريق عليهم _ النفس و
الهوى و الشيطان _ نمنعه منها في حال العزيمة على فعلِ شيءٍ .
و هذا موجودٌ في شرْعنا في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم : ' لا يَقُل
أحدكم اللهم اغفر لي إن شئْتَ ' و السببُ وجود الأمر الثاني بأنه ليس عازما ، و
آية : { و لا تقولنَّ لشيءٍ إني فاعلٌ ذلك غداً إلا أن يشاءَ الله } ذكرٌ لها
خطاباً لصاحب العزيمة القوية صلى الله عليه و سلم ، و هو الذي نوى أمراً أمضاه
.
لاحظتُ ذلك مراتٍ عديدة ، فَمن كان يَعزمُ فينطقَها يبدأُ عملُ الجيش الثلاثي ،
و من قطعَ سبيلها فتلفظ بقرارهِ دون نُطقها استمرَّ بالخطوة الأولى .
إذا قَرَّرْتَ فاشْدُدْ على قرارك بقوةٍ ، و أحذرْ ثُغورَ الترَدُّدِ .
دمتم سعداء
كتبَ
عبدُ اللهِ العُتَيِّق
الجمعة ، 25/2/1428هـ
الرياض