|
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛ وبعد
فهذه عشر قواعد منهجية في الدعوة إلى الله مستفادة من سورة البقرة من الآية
السادسة إلى الآية الخامسة عشر .
أسأل الله أن ينفع بها وأدعو كل من يدعو إلى الله إلى تأملها وهي كالتالي :
أولا / ادع الله لكن مع هذا وطن نفسك على أن بعض الناس لن يتغير
سواء تكلمت أم لم تتكلم
قال تعالى :( إن الذين كفروا سواء عليهم آنذرتهم أم لم تتذرهم لا يؤمنون ).
ثانيا / من كتب الله عليه العذاب ظهرت عليه بوادره وعلاماته ومن
أظهرها حرمانه من الانتفاع بالعلم قال تعالى :( ختم الله على قلوبهم وعلى
سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ).
ثالثا /لا تغتر بالأقوال كثيراً ؛ فليس كل من تكلم صادق في قوله ؛
قال تعالى :(ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين ).
رابعا / إذا أحزنك تعامل أهل الإفساد معك ؛،فتأمل في تعاملهم
وتأدبهم مع ربهم سبحانه ؛فإنه سيهون عليك عند ذلك ما تلقى منهم ؛ قال تعالى
:(يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ).
خامسا / اعلم يقينا أن المخادع إنما يخادع نفسه ومع هذا لا يشعر
بذلك جزاء وفافا ؛قال تعالى :(يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا
أنفسهم وما يشعرون).
سادسا / ليكن حاضرا في ذهنك أنه مهما انتشر الإيمان وأقبل عليه
الناس فستبقى طائفة لا تعيش الفساد فقط بل تمارس الإفساد أيضا ؛ قال تعالى
( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ...).
سابعا / الداعية المخلص الصادق لا يهمه أذُكر اسمه أم لم يذكر ؛
المهم عنده أن يُبلغ دعوته؛ قال تعالى :( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس
...)
فذكر الله مضمون الدعوة ولم يسم الداعي .
ثامنا / لا تنتظر من المفسد أن يعترف بإفساده ؛بل سيدعي الإصلاح ؛
خصوصا عندما يكون القلب وعاء للنفاق ؛ قال تعالى :(وإذا قيل لهم لا تفسدوا
في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ).
تاسعا / لا تحزن من نظرة أهل الإفساد لك فإن المؤمن سفيه في نظر
المفسد والحقيقة أن السفيه هو المفسد وليس المؤمن ولكنه لا يعلم ؛ قال
تعالى (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء ألا
إنهم هم السفهاء ولكن لايعلمون).
عاشرا / خلوات السفهاء مع بعضهم أمر قديم ومنهج لهم من أسلافهم ثابت
عندهم ومدار خلواتهم على الاستهزاء بالمؤمنين ومكان انعقاد هذه الخلوات عند
كبرائهم ؛ قال تعالى :( وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إن معكم إنما نحن
مستهزؤون).
خاتمة : اللهم اجعل ما كتبته صوابا نافعا وعملا خالصا واجعله لنا
ذخرا وافتح علينا بتأمل كلامك والعيش مع كتابك .والسلام عليكم .
مصلح بن زويد العتيبي .
١٤٣٦/١/٦هـ .