|
لعلي أتحدث معكم بلغة القلب بعيداً عن العبارات المنمقة والجمل المنسقة
فاعذروا ضعف عبارتي وركاكة كلماتي .
تحدث أيها القلب واسرد ما تريد ولا تخجل فأنت تتحدث للأحباب ولا ترتبك فأنت
أمام الأصحاب .
في هذه الدنيا المليئة بالأحزان والآلام ، المليئة بالآهات والحسرات
المليئة بالأعين الباكية والقلوب المنكسرة .
بدأنا حياتنا بصرخة ودمعة ولمسات حانية من الأم الغالية والأب العطوف .
بدأت حياتي بخطى متعثرة ووجدت أب شفيق يحنو علي ويساعدني ، كم هي المرات التي
أدخل السعادة على قلوبنا وكم هي المرات التي مد يد العون والمساعدة لنا في أمور
يصعب علينا أن نجتازها بمفردنا .
الأب الذي تميز بتقديم النصيحة لنا ولغيرنا ممن يعرفه ويلاقيه .
صور كثيرة تدل على بصماته في حياتنا من مولدنا حتى وفاته رحمه الله .
من الناحية العلمية :
كان يعتز بنا نحن أبنائه وكان يعتز بكل متفوق ويشيد به عند الجميع .
من الناحية الأخلاقية :
كان يعتز بنا أمام الجميع وكان يحذر دائما من الرفقة السيئة .
من الناحية الدينية :
كان يعاتبنا كثيرا على التأخر عن الصلاة وعن الغياب عن صلاة الفجر أحياناً .
كان يقول دائماً عندما نظهر له قدر كبير من الضيق والغضب من بعض تصرفاته عندما
يخرج المال بلا حساب للمحتاج، فكان رحمه الله يسكت برهة ثم يقول " ما في شيء
يضيع عند الله " .
كم كنت رائع يا أبي !
صورة أخرى :
في احد المحلات التجارية وبالتحديد محل لبيع الأدوات المنزلية وكانت الليالي
الأخيرة من رمضان وفجأة جاءت امرأة مسكينة تطلب المساعدة فأعطاها ثلاجة شاي ذات
قيمة عالية ، تعجبت السائلة وأخذتها وارتسمت الفرحة على وجهها المتعب , ثم أكمل
ما تبقى من هذه الثلاجات وقام بتوزيعها على المساكين الذين كانوا على موعد مع
الفرحة , عندها جاء أحد أصدقائه رحمه الله وقال : يا محمد هل أصابك الجنون توزع
رزقك .. ؟؟
لو عطيتها ريال واحد يكفي !
قال " ما في شيء يضيع عند الله " .
ولنا عودة مع الحب والتقدير والنصيحة و التضيحة الرائعة
رحمك الله يا أبي
رحمك الله فقد علمتنا الكثير و الكثير
اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين أجمعين يا رب العالمين .
هــــدى :~
قال تعالى : ( وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون )[الأنفال
:60]
][ همسه ][
تموت الأجساد ويبقى الذكر الطيب لا يموت
نور من السنــــة :~
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد
إلى الله إلا الطيب، فإن الله يتقبَّلها بيمينه، ثم يربِّيها لصاحبها كما
يربِّي أحدكم فَلُوَّهُ، حتى تكون مثل الجبل) رواه مسلم .
بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
A.Badabood@gmail.com