|
في كل وادي يعصى الله فيه تجدني !
في طرق الشر ونحو الشر تبصرني !
أكتب هذه الكلمات ليس مجاهرة بالمعصية فمن يجاهر بالذل والهوان ويشهر للناس
عصيانه إنما هو أسير للشيطان .
إنما أتكلم لأحاول أن أزيل هم جاثم على صدري وأحكي ذكريات تؤرقني .
ذنبي يؤلمني وأخطائي تحاصرني .
سواد المعصية قد كسا وجهي .
نور الطاعة لم أره في حياتي .
أسمع عن نور الإيمان ولا أراه ويقولون هناك لذة في الطاعة ولا أجدها .
ترددت بين المعاصي فأصبحت لها مدمناً .
تجاوزت حدود الله حداً حداً , وأصبح القلب يألف الشر ويحبه ويبغض الخير ويكره .
أحس بألم نفسي كبير ، هي المعيشة الضنكا التي توعد الله بها العُصاة .
وهبني عينان للتأمل في مخلوقاته فاستخدمت نعمته في معصيته بالنظر للكاسيات
العاريات المائلات والمميلات من الممثلات الغانيات والمذيعات الفاتنات وقلبت
البصر للصور الفاضحات .
وهبني لساناً لذكره وشكره وعبادته فللغيبة سخرته وبالكذب أشغلته وللكلام الفاحش
استخدمته .
وهبني أذنان لسماع الذكر والقران وصالح الكلام فسمعت بهما المعازف والأغاني وكل
هابط من سقط الكلام .
وهبني قلب لينبض بذكره فنبض بالتعلق لغيره .
وهبني كل خير فسخرته لكل شر .
تهت في هذه الحياة وجانبت الصواب ولا يجدي العتاب .
اغتسلت وللصلاة ذهبت , وللمصحف قرأت , وفي السجود بكيت , وللهموم والأحزان غسلت
.
جلسات السحر والناس نيام أدمنت ، فزالت الآلام وسعدت بالقرب من رب الأنام .
عدنا ربنا لطريق الصواب , فيسر علينا يوم القيامة الحساب , فلم يبقى من عمر في
زمن الشباب .
فأنا العاصي الذليل يا رب على الباب .
فأغفر لي و ارحمني واجعلني من ذوي الألباب الذاكرين الله سجوداً وقياماً
وركوعاً وجلوساً أولئك هم الأحباب .
ارزقني الصحبة الخيرة والصالحة من الأصحاب .
فاتقوا الله يا أولي الألباب .
هـــــدى :~
قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن
الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ( 53 ) } سورة ص .
نور من السنــــة :~
ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لله أشد فرحا بتوبة عبده
حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه
وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك
إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي و أنا
ربك – أخطأ من شدة الفرح – "
همسة :~
انوها توبة صادقة الآن فما زال الباب مفتوح !
بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
A.Badabood@gmail.com