|
مدخل ..
جلست في مناسبة ما بجانب مجموعة من الشباب وأستمعت لحديثهم لأحاديثهم ، فكانت
فكرة هذه المقالة .
بداية :
الشباب هم عماد المجتمع فكل مجتمع بشبابه يرتقي في سلم الحضارة .
الشباب هم الثمرة اليانعة الخضرة التي ننظر إليها بتفاؤل .
الشباب هم المستقبل لكل مجتمع .
إذا أردت أن تقيس المجتمع من جميع النواحي ثقافية علمية دينية اجتماعية فابحث
عن الشباب .
إذا أردت أن تقيس الشباب أنفسهم فابحث عن اهتماماتهم وميولهم وآمالهم وطموحهم .
الشباب الذين أعنيهم هم من يحمل هم الأمة والرقي بالمجتمع .
الشباب الذين أقصد هم الشباب الواعين ، المنطلقين للحياة بكل نشاط و حيوية .
الشباب الذين أعنيهم هم المتمسكين بدينهم و أخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم .
الشباب الذين أعنيهم هم المبتعدين عن كل رذيلة والمتمسكين بكل فضيلة .
الشباب هم صورة مشرقه لنا وصورة رائعة لحاضرنا وصورة مفرحة لمستقبلنا .
لا أعني الشباب اللاهين العابثين .
لا أعني الشباب المتمردين على مجتمعهم .
لا أعني الشباب الباحثين عن السراب والغارقين في الوحل والخراب.
هم موجودون ، بيننا وفي مجتمعنا .
نحن مسؤولون عنهم ، محاسبون إن تركناهم .
أعود للشباب لحديث الشباب وماسمعته منهم !
سمعت عبارة " دايخ في زمن بايخ " فتعجبت ، كيف بنا نسب الدهر أليس الزمن هو
الدهر .
سمعت عبارة أخرى وعبارة تليها .
عبارات تنوعت في تصوير حالة من الضياع الفكري واللغوي .
عبارات اتسمت بالبحث عن كل غريب وعجيب .
عبارات يقولها أحدهم وكأنه قام بشطر النواة وفي الواقع أنه في اللهو هوى .
عبارات لم تشطر النواة بل شطرت العقول في الخوض في كل مكروه وممنوع .
نظرت إليهم قلبتهم ، هم قريبين منا ولكن نحن بعيدون عنهم .
هم شبابنا ، إخواننا ، أحبابنا ولكنا انشغلنا عن نصحهم و إرشادهم .
عبارات كثيرة ، صالت في ذلك المكان وجالت .
بين مسموح بلا معني وبين مرفوض له مغزى .
مغزى فاضح وواضح .
أنا لا ارفض المزاح بحدود .
أنا لست أتتبع الأخطاء .
أنا أخطئ وكلنا يخطئ .
لكن هل نظل نتحدث لمدة أكثر من ساعة في كلام ليس له معنى .
سألتهم دايخ في زمن بايخ من هو ؟
قالوا : هذه عبارات جذابة ؛ لجذب البلوتوث .
قلت : نعم وصدق فقد أداخ نفسه و أداخ غيره .
سألني احدهم : أنت يا عبد الله وش حاط في جوالك ؟
قلت : لست دايخ والزمن خير ولكن نحن من نعمل كل سوء ونلوم الزمن .
ظللت أفكر .
كيف نريد التطور ونحن أقحمنا تلك العقول الصغيرة والشابة في كل ما هو تافه
أحياناً ومحرم أحياناً .
سألت نفسي :
من المسؤول عن ذلك .. ؟
من يتحمل تبعات ما هم فيه ؟
فجاءني الرد ، من النفس الأمارة بالسوء .
أفضل من غيرهم ، صلاة يصلون وصوم يصومون ، حتى الدخان لا يدخنون !
قلت : نعم الشباب الذي يصلي ويصوم جميل ولكن لا يضره إن يزيد جماله ويزيد بهاءه
بتنمية مهارات عقله وتفكيره .
وعادت نفسي لتقول : لا تتدخل فيما لا يعنيك فتلقى ما لا يرضيك .
رددت العبارة كثيراً وقلت هي أحسن من دايخ في زمن بايخ .
أحبابي :
عندما نبتعد عن نصح كل من اخطأ بالحسنى
ونتبع المقولة ، لا تتدخل فيما لا يعنيك .
عندها سوف يدوخ بعض الشباب في فكرهم البايخ .
اسأل الله أن يهدي الجميع لما يحب ويرضى .
ولازال هناك شباب فكرهم راقي يتعاملون بأدب عالي ويناقشون بحوار هادئ نسأل الله
أن يوفقهم ويحفظهم .
هـــدى :~
قال تعالى : { وقفوهم إنهم مسؤولــــون }
نور من السنة :~
قال صلى الله عليه وسلم : [ كلكم راعِ وكلكم مسؤول عن رعيته ] حديث صحيح .
همسة :~
إن الشباب و الفراغ
والجدة *** مفسدة للـمرء أي مفسـدة !
بقلم : عبدالله بن محمد بادابود
A.Badabood@gmail.com
السبت : 12/11/1427 هـ