| 
       | 
      
  
   
	رأيت كتاب العقاد : " أنا " ..
	فأعجبني العنوان وشدني ، وطالعت الكتاب بشغف ، فوجدت فيه تجارب وخبرات ، وعبر ، 
	وعبارات ، ودموع ، وآهات .. وفوائد ، وذكريات .. فأعجبني ..
	وإن كنت لا أوافقه على كل ما قال .. 
	وإن كان منهجه فيه نظر ، ولكن الحكمة ضالة المؤمن ..
	وقد شغفت منذ زمن بمطالعة الذكريات ، والتراجم الشخصية ، لأقف على فوائد من 
	حياة القوم ، وأفيد من تجاربهم ...
	والعقاد كتب عن مراحل حياته مقالات ، وجمعت في " أنا " ، فتكلم عن طفولته ، وعن 
	فتوته ، وعن شبابه ، وعن وحي الخمسين ووحي الستين ، وسرد تجارب له في السجن ، 
	والحب ، وفلسفة الحياة ، والعلم ، والكثير .. والكثير .. والمهم أنني كنت أطالع 
	هذا الكتاب ، وفي ضميري الإفادة منه في تجاربي ، و مجانبة ما أخطأ فيه العقاد ، 
	والحذر من ذلك ، وقد وجدت كلامه عن الصيف وكرهه له وحبه للشتاء , فأعجبنى كلامه 
	، ووافق شيئا في نفسي ، فإن حريتي ، وراحتي في فصل الشتاء ...
	ولقد طالعت ملله من العمل الوظيفي ، وسأمة منه وإن كان هنالك فرق بين العمل 
	والعمل ، والوقت والوقت ، ولكن العقاد كانت لا تحيط الوظيفة بإبداعه ، 
	وبطموحاته ، فمل منها ، وسأمها ، وأعجبني ما كتب في ذلك .. على ما فيه من هنات 
	.. ولو أن البون شاسع ..
	ولكن النفس ملولة ..
	وطالعت في أغلب كتب الرجل ، فوجدت نفسي تميل كثيرا إلي ما كتبه في (أنا) اكثر 
	من غيره من الكتب ، وذلك لأن الكلام عن الحياة كلام محبب إلي قلبي ، وهو خلاصة 
	تجربه الرجل ...
	وكذلك من الفوائد في قراءة هذه الكتب ... 
	رصد بعض الأحداث التأريخيه في حياة الأمة ، والنظر في تأريخ التغيرات السياسية 
	، والاجتماعية ، ورصد إنفتاح الأمة على حضارات دول الغرب ... وغيرها ..
	وأسباب ذلك ، وبعض سبل الخلاص منه ، وأهم من قاوم ذلك ، وأبرز من قام بالدعوة 
	ونشر الدين ، والذود عن الحياض والحذر من رموز السوء ، وكلاب الشيطان ، الذين 
	كان لهم الدور في إسقاط القدوات وهتك الحرمات 
	ونشر التحلل في تأريخ الأمه ، ودعوا الي مساواه المرأة للرجل في كافة الأحوال 
	والاعمال .. 
	وكذلك من الفوائد في قراءة هذه الكتب معرفة أن المؤمن يتقلب في نعم الله جل في 
	علاه ، وهو في حال السراء شاكر وفي حال الضراء صابر ، عجباً لأمره ، إن أمره 
	كله له خير .. وكذلك من أبرز ما طالعت وأفدت منه في هذا الباب " ذكريات" 
	الطنطاوي رحمه الله ، ولنا وله وقفه ..
	ومن الفوائد أيضا:
	قوله : " ولا تنتظر من الناس كثيراً تحمد عاقبته بعد كل انتظار"
	وهذا كلام لذيذ ، وصدق ، فإن ما في أيدي الناس بعيد المنال ..
	ورضى الناس غاية لا تدرك ، ومن راقب الناس مات هما وكما صرح بذلك الشعراء 
	وغيرهم ..
	والمقصود أخلص لله رب العالمين ، والدنيا تبع ، هذا على حد فهي ..
	يقول الشافعي رحمة الله :-
	طلنا هذا العلم للدنيا ، فابي الله إلا ان يكون له ..
	والمقصود : 
	إذا رضيت عني كرام قبيلتي *** فلا زال غضبان على لأمها 
	رضى الرب المعبود هو الأصل في هذا 
	" إنما نطعمكم لوجه الله " .. " يريدون وجهه " ..
	والدنيا تأتي منقادة تابعة .. ، ولهذا يقول " ولم أشعر قط بتعظيم إنسان لأنه 
	صاحب مال " .. قلت:
	ولا كل عاقل منصف شعر بذلك يا عباس ...
	
	- رائعة -
	• لا حكيم إلا ذو تجربة .
	• الحمقى وحدهم يحتقرون تجارب غيرهم .
	• أن الرجال صناديق مقفلة , وما مفاتيحها الا التجارب
	• خير مدرسة للإنسان ، تجارب الناس