قصص قصيرة مع طلابي : ( الطالب الحزين )

فهد بن محمد الهاجري

 
بسم الله الرحمن الرحيم

   ( الطالب الحزين )
( حزنك ثمين اجعله على شئ يستحق )


كان إذا لم يجاوب طأطأ رأسه وأخذ يبكي ، شعرت بغضب داخلي وحنق ، كيف يتعامل مع المعرفة بهذه الطريقة ، بل كيف يتعامل مع نفسه بهذه الطريقة الهشة الضعيفة ، مرة ، مرتين ، ثلاث ظننتها حالة وقتية وتمضي ، بعد بضعة أشهر أدركت بأنها عقدة وبأني أمام مسؤولية تجاه إبني وعلي أن أبذل مابوسعي في المعالجة، فأصبحت أقلل من فرص مشاركته إلى أدنى مستوياتها .
وفي كل مرة يضع رأسه على الطاولة ويبكي ، ينتحب هي العبارة الأنسب إلى أن جاء اليوم الموعود ناديته بالإسم أمام كل التلاميذ ، رفع رأسه من نوبة البكاء ، ليس بهذه الطريقة تتعامل مع تحصيلك العلمي ، مع العلم والتعليم والمعرفة " حزنك ثمين إصرفه على شىء يستحق " .
تفاجأت بعد بضعة أسابيع، تدريجياً توقف عن البكاء .
وشرحت له ليس بإمكانك الإجابة في كل مرة العدد العدد كبير وزمن الحصة محدود ، الأخرون مثلك يريدون المساهمة في الجواب ، أنت لست أناني لكني أحذرك أن تقع في فخ الأنانية . ثم إني أعرف مستواك أصلا أنت طالب متفوق / لكن إنتبه لايتحول الأمر إلى عقدة حتى في غير طاولة الدرس ، فإذا لم تحصل على أشيائك في الحياة ، تحطمت ، بكيت ، ليس كل ما تريده في الحياة ستحصل عليه ، عليك أن ُتحضّر نفسك لهذه الحقيقة ، نعم لأني أحبك وأهتم جدا لأمرك ، أقدم لك هذه المهارة ، من مهارات الحياة .
وهذا هو المكان الأنسب في العالم لتلقيها " التعليم / المدارس "
قاعات الدرس ، المعلمون المخلصون في حبك والمهتمون لشأنك لتهنأ بك أرض السودان يابنيَ ، ويهنأ بك العالم بأسره ، طالب علم بلا عقد ، شخصيه متميزة ، مؤثرة بلا ضغط !
أرجو أن تصلك كلماتي ، أن تصلك قصتي معك وأنت في خير حال .
...

شاركوني أراؤكم وقصصكم :
fmh0021@gmail.com
09/07/1446هـ