طرق علىَ باب الفصل وانا منهمك في شرح درسي ، فتحت الباب وإذا بطالب من الصف
السادس يحمل بيده هدية " لعبة سيارة " مباشرة بادرني بسؤال أ . فهد ممكن أستأذن
لمشعل ؟
إستغربت هذا الطلب وسألته من أنت ؟ وما علاقتك بمشعل ؟
أنا صديق " مشعل " تعرفت عليه في الفسحة ! نعم ! ماذا يعني أنك صديق مشعل ، وهل
مشعل في عمرك حتى تصادقه وتحضر له الهدايا .. ؟!
ومن هنا بدأت أحداث القصة .
مباشرة ومن دون تردد تواصلت مع الإرشاد الطلابي في المدرسة ونقلت له تفاصيل ما
حدث ، جلسنا مع الطالب على الفور ، طلبنا منه أن يقدم لنا إجابات واضحة عن
طبيعة تلك العلاقة التي قد تربطه بطالب في الصف الاول .
كل المبررات التي قدمها كانت ضعيفة وتأكد لنا بأنها كانت علاقة مريبة ولكنها
بفضل الله لم تمض بعيدا .
" تعهد سلوكي " في حق ذلك الطالب بحضور والده وتحذير شديد اللهجة موجه إليه .
في صباح اليوم التالي والد مشعل في المدرسة فقد أرسلت في طلبه وأخبرته بما حدث
، تفاجأ وأخذ يعاتب مشعل أمامي ، طلبت من مشعل ان يرجع إلى فصله ، ثم خاطبت "
الاب " بكل صراحة بضرورة الجلوس مع " الإبن " وأن توضح له حقيقة الأمور ، رد
علىَ أنا ووالدته نشعر بالحرج أن نفاتحه بمثل هذه النوعية من المواضيع ، أقدر
الإحراج الذي تشعران به لكن المصير الذي قد يواجهه – لاقدر الله – أصعب من ذلك
الإحراج .
وثائقيات وبرامج ودورات وإستشارات تتحدث عن فكرة " الحماية الجسدية للطفل "
وحتى الوزارة نفسها لديها برنامج : ( جسمي أمانة ) ، تكفيك الإحراج الذي قد
يواجهك مع إبنك .