الصلاة على سجادة خوف العدوى من الانفلونزا

الصلاة على سجادة خوف العدوى من الانفلونزا

كتبه عبدالعزيز الدغيثر في العاشر من جمادى الأولى ١٤٤٧

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 

 
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسوله ومصطفاه أما بعد:

فمع انتشار الانفلونزا هذه الأيام، يحسن للمصلين التحرز بالكمامة والصلاة على سجادة خاصة.
فقد قرر الفقهاء أنه
إن كانت الأرض تؤذي الجبهة والأنف بسبب حرارتها أو خشونتها (ومثله عند انتشار فيروس لمرض معد) ؛ فلا مانع من اتقائها بحائل من سجادة أو غيره، فقد صح عن جابر قال: كنَّا نصلِّي معَ رسولِ اللَّهِ ﷺ الظُّهرَ فأخذُ قبضةً من حصًى في كفِّي أبرِّدُه ثمَّ أحوِّلُه في كفِّي الآخرة فإذا سجدتُ وضعتُه لجبهتي. أخرجه أبو داود (399)، والنسائي (1081) واللفظ له، وأحمد (14507) وصححه الألباني وشعيب.

وقد كان للنبي ﷺ خمرة يسجد عليها اتقاء لحر الأرض فقد روى البخاري (379) ومسلم (513) عَنْ مَيْمُونَةَ رضي الله عنها قالت : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ . ويقصد بالخمرة فراش صغير على قدر الوجه يعمل من سعف النخل يسجد عليه المصلي يتقي به حر الأرض وبردها .

وقد تكون الخمرة كبيرة بحجم المصلي بحيث يجلس عليها ويسجد عليها ، لما رواه أبو داود (5247) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : جَاءَتْ فَأْرَةٌ فَأَخَذَتْ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ فَجَاءَتْ بِهَا فَأَلْقَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَلَى الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا فَأَحْرَقَتْ مِنْهَا مِثْلَ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ . والحديث الألباني في صحيح أبي داود (4369) .

‎قال البخاري – رحمه الله - :
‎باب السجود على الثوب في شدة الحر وقال الحسن كان القوم يسجدون على العمامة والقلنسوة ويداه في كمه .

‎وروى تحته :
‎عن أنس بن مالك قال : كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود . رواه البخاري ( 378 ) ومسلم ( 620 ) .

وفي البخاري ٣٨١ كان ﷺ يصلي على الخمرة.

هذا ما تيسر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.