كتبه الدكتور عبدالعزيز الدغيثر في ١٣ ربيع
الأول ١٤٤٧
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله وصلى الله وسلم على رسوله ومصطفاه أما بعد.
فيعاني الكثير من متوسطي الأعمار من عرق النسا، وهو عرض ناتج عن انضغاط أو
تهيّج العصب الوركي (أطول عصب في الجسم يمتد من أسفل الظهر إلى القدم)،
ويشعر المصاب به بألم يبدأ من أسفل الظهر أو الورك ويمتد إلى الفخذ والساق
وحتى القدم، مع شعور بالوخز أو تنميل أو ضعف عضلي في الساق. ويزداد الألم
مع الجلوس الطويل أو العطس أو السعال.
وأهم مسبباته:
الانزلاق الغضروفي (الديسك).
وخشونة الفقرات القطنية.
أو مجرد شدّ عضلي أو إصابة في أسفل الظهر أو الأرداف.
ووفقا للطب الحديث فإن تخفيف الوزن وممارسة تمارين الاستطالة وتقوية عضلات
الظهر والأرداف تخفف الآلام كثيرا وقد تزيلها تماما.
وقد يلجأ للجراحة في حالات خاصة يحددها الطبيب المختص.
وقد بحثت في السنة النبوية فوجدت أن عرق النسا معروف، وله أدوية مذكورة ،
فجمعتها لمن يحتاجها.
أولا: علاج عرق النسا بالفصد:
عن ابن شفيع وكان طبيبا قال: دعاني أسيد بن حضير فقطعت له عرق النسا فحدثني
بحديثين . أخرجه أبو يعلى (945)، والطبراني (1/209) (571) باختلاف يسير،
وابن حبان (7279)
ثانيا: الحمية من اللحوم:
عن ابن عباس أن اليهود قالوا: أخبِرْنا: ما حرَّم إسرائيلُ على نفسِه؟ قال:
كان يَشْتكي عِرقَ النَّسا، فلم يجِدْ شيئًا يُلائِمُه إلَّا ألبانَ كذا
وكذا -قال أبي: قال بعضُهم: يعني: الإبِلَ- فحرَّم لحومَها، قالوا: صدَقتَ.
أخرجه أحمد (2483)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (9072) بسند صحيح
ثالثا: علاج عرق النسا بأكل جزء من إلية كبش ترعى في
المراعي البرية:
روى أحمد 20742 عن رجل من الأنصار أنَّ رَسولَ اللهِ ﷺ نعَتَ مِن عِرْقِ
النَّسا، أنْ تُؤخَذَ أَلْيَةُ كَبشٍ عَرَبِيٍّ، ليست بِصَغيرةٍ، وَلا
عَظيمةٍ، فتُذابَ، ثم تُجَزَّأَ ثَلاثةَ أجزاءٍ، فيُشرَبَ كُلَّ يَومٍ على
ريقِ النَّفَسِ جُزءٌ.
وروى الحاكم 3194 عن أنس قال: أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قالَ في عِرْقِ النَّسا:
«يَأخذُ أَلْيَةَ كبشٍ عربيٍّ ليستْ بأعْظَمِها، ولا أصْغَرِها،
فيُقطِّعُها صِغارًا، ثُمَّ يُذيبُها، فيُجيدُ إذابَتَها، ويَجعلُها ثلاثةَ
أجزاءٍ، فيشربُ كُلَّ يومٍ جُزءًا على ريقِ النَّفْسِ». قالَ أنَسُ بنُ
سِيرينَ: فلقد أَمَرتُ بذلك ناسًا -ذَكَرَ عددًا كثيرًا- كُلُّهم يَبرَأُ
بإذنِ اللهِ. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين
وفي المعجم الكبير – للطبراني] جـ ١٣، ١٤ (13/ 239)
برقم 13977 - قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثني أبي ، قال: وجدت
في كتاب أبي بخطه: ثنا [مستلم] بن سعيد، ثنا منصور بن زاذان، عن أنس بن
سيرين، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله ﷺ قال: من اشترى- أو أهدي إليه-
كبشا ، فليقسمه على ثلاثة أجزاء، فيطعم كل يوم جزءا على الريق؛ إن شاء
أسلأه ، وإن شاء أكله ، يعني: ألية الكبش يتداوى به من عرق النسا . قال
أبو القاسم: أسلأه ، أي: ذوبه. قال الهيثمي في المجمع جزء ٥ صفحة ٩١: رجاله
ثقات
رابعا: الرقية من عرق النسا:
. روى البيهقي في ((الدعوات الكبير)) (2/ 252) (606)قال: أخبرنا أبو زكريا
بن أبي إسحاق حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا بحر بن نصر حدثنا ابن
وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يحيى بن سعيد عن ابن لعبد الله بن مسعود رضي
الله عنه أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يرقي من عرق النسا يقول اللهم رب
كل شيء وإله كل شيء ومليك كل شيء وخالق كل شيء أنت خلقتني وخلقت النسا فلا
تسلطني عليه ولا تسلطه علي يا رب اشف أنت الشافي ولا شافي إبراهيم أنت. هذا
موقوف.
شفى الله مرضانا ومرضى المسلمين.
والحمد لله رب العالمين.