بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ عَوِّدْ لِسَانَكَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ
لِي، فَإِنَّ لِلَّهِ سَاعَاتٍ لَا يَرُدُّ فِيهَا سَائِلًا.
ص16.
قال مُوسَى الْجُهَنِيِّ: مَا مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا تَقُولُ: ابْنَ آدَمَ،
أَحْدِثْ فِيَّ خَيْرًا فَإِنِّي لَنْ أَعُودَ إِلَيْكَ أَبَدًا.
ص17.
قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: الدَّهْرُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ: أَمْسِ
خَلَتْ عِظَتُهُ، وَالْيَوْمُ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ لَكَ، وَغَدًا لَا تَدْرِي
مَا يَكُونُ.
قَالُوا لِلْحَسَنِ: صِفْ لَنَا الدُّنْيَا؟ قَالَ: أَمْسِ أَجَلٌ، وَالْيَوْمَ
عَمَلٌ، وَغَدًا أَمَلٌ.
ص19.
قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: الْأَيَّامُ ثَلَاثَةٌ: مَعْهُودٌ،
وَمَشْهُودٌ، وَمَوْعُودٌ، فَالْمَعْهُودُ أَمْسِ، وَالْمَشْهُودُ الْيَوْمُ،
وَالْمَوْعُودُ غَدًا.
ص20.
قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْحَنَفِيَّ: أَمْسِ مَذْمُومٌ،
وَيَوْمُكَ غَيْرُ مَحْمُودٍ، وَغَدًا غَيْرُ مَأْمُونٍ.
ص22.
قال مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: إِنَّ هَذَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خَزَانَتَانِ،
فَانْظُرُوا مَا تَضِعُونَ فِيهِمَا.
وقال مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: اعْمَلُوا لِلَّيْلِ لِمَا خُلِقَ لَهُ،
وَاعْمَلُوا لِلنَّهَارِ لِمَا خُلِقَ لَهُ.
قال شَيْبَةُ الْمَهْرِيِّ: اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ غَنِيمَةُ
الْأَكْيَاسِ.
ص24.
قال الحسن: ابْنَ آدَمَ الْيَوْمُ ضَيْفُكَ، وَالضَّيْفُ مُرْتَحِلٌ بِحَمْدِكَ
أَوْ بِذَمِّكَ، وَكَذَلِكَ لَيْلَتُكَ.
ص25.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ لِرَجُلٍ: «اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ لِيَوْمِ
سُوءٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ» . ثُمَّ بَكَى.
ص26.
قال مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: كَانَ رَجُلٌ إِذَا رَأَى اللَّيْلَ مُقْبِلًا
بَكَى وَقَالَ: هَذَا يُمِيتُنِي.
ص28.
قال أبو مُحْرِزٍ الطُّفَاوِيِّ: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ غَفِلْتُمْ، إِنَّ
لِلَّهِ عِبَادًا لَا يَغْفَلُونَ عَنْ طَاعَتِهِ فِي هَذَا اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ.
ص33.
قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ كَانَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ مَطِيَّتَهُ
سَارَا وَإِنْ لَمْ يَسِرْ.
كَانَ يُقَالَ: جَزِّئْ دَهْرَكَ بِيَوْمِكَ.
ص34.
قال عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ: قَرَأْتُ كِتَابَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ إِلَى أَبِي:
أَبَا عُمَرَ، كُلُّ يَوْمٍ يَعِيشَهُ الْمُؤْمِنُ غَنِيمَةٌ.
ص36.
قال الحسن: إِنَّمَا الدُّنْيَا ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ: مَضَى أَمْسِ بِمَا فِيهِ،
وَغَدًا لَعَلَّكَ لَا تُدْرِكُهُ، فَانْظُرْ مَا أَنْتَ عَامَلٌ فِي يَوْمِكَ.
ص41.
27/2/1442هـ
14/10/2020م
|