دوّن مايعجبك ويستوقفك |
|
علي بن صالح الجبر البطيّح |
العلم صيد والكتابة قيــده *** قيّد صيودك
بالحبال الواثقة
وتذكّرت صحبةً لي كانوا على هذا النهج فاجتمع لهم
ما لو وقع بين يدك لسلّاك إلى حين , واستمتعت به أيّما استمتاع ! ومن هذا
المنطلق أقترح على قارئ أسطري هذه : أن يشحذ قلمه عند كل قراءة لأيّ من الكتب
ليدوّن ما راق له وأعجبه , فسيجد حينها أشياء جميلة وغريبة وعجيبة ومفيدة , من
ذلك على سبيل المثال لا الحصر ماذكر في صيد الخاطر بعنوان (فصل : خطر الرفاهية
) ما نصه : (تأملت مبالغة أرباب الدنيا في اتقاء الحر و البرد فرأيتها تعكس
المقصود في باب الحكمة و إنما تحصل مجرد لذة و لا خير في لذة تعقب ألما فأما في
الحر فإنهم يشربون الماء المثلوج و ذلك على غاية في الضرر و أهل الطب يقولون :
إنه يحدث أمراضا صعبة يظهر أثرها في وقت الشيخوخة و يضعون الخيوش المضاعفة و في
البرد يصنعون اللبود المانعة للبرد و هذا من حيث الحكمة يضاد ما وضعه الله
تعالى فإنه جعل الحر لتحلل الأخلاط و البرد لجمودها فيجعلون هم جميع السنة
ربيعا فتنعكس الحكمة التي وضع الحر و البرد لها و يرجع الأذى على الأبدان و لا
يظنن سامع هذا أني آمره بملاقاة الحر و البرد و إنما أقول له : لا يفرط في
التوقي بل يتعرض في الحر لما يحلل بعض الأخلاط إلى حد لا يؤثر في القوة و في
البرد بأن يصيبك منه الأمر القريب لا المؤذي فإن الحر و البرد لمصالح البدن و
قد كان بعض الأمراء يصون نفسه من الحر و البرد فتغيرت حالته فمات عاجلا و قد
ذكرت قصته في كتاب لقط المنافع في علم الطب ..) انتهى كلامه – رحمه الله – إذاً
عليك بالغوص واستخراج اللآلئ ..
محبك / علي بن صالح الجبر البطيّح |