|
كبار السنّ عالم آخر وروح عجيبة وقصص وحكايات وأخبار , يعيش بعضهم عزلة وهو مع
الناس يشعر ويحس بذلك , وربما تألّم ثم اكتفى بهزّ رأسه , فصبر وتسلّى , وقد
تلمس فجوة كبيرة بينك وبينه , فهل تستطيع أن تسدّها , لأنه لايملك ذلك إلا من
أجاد / فن التعامل مع كبار السنّ , نعم .. للتعامل مع كبار السنّ فنونه وطرقه
وأساليبه , فقد تثيره وتجعله يتفاعل معك ويضحك , وتتسلل إلى قلبه , ويشعرك
باهتمامه , وقد لاتحرّك فيه ساكناً !!.. لهم حقوق وواجبات , ومن المعروف
والإحسان صدرت منهم صور مشرقات , وينتظر ون منّا ردّ جميلهم في كل ما فات , وآن
لنا – حقيقة – أن نقدّم ونكافئ ..هذه الكلمات بين يدي شئ من إضاءاتهم والتي
تتمثل في :
1 –
كثرة ذكرهم لله تعالى قائمين قاعدين وعلى جنوبهم , حتى إننا لانشعر بدخولهم في
أيّ مكان إلا من خلال سماعنا لما تعطّرت به أفواههم من ذكر الله تعالى من مثل :
( لاإله إلا الله – لاحول ولاقوة إلا بالله – ياالله سترك – ياالله حسن الخاتمة
– ياالله عونك – سبحان الله – اللهم رحمتك ...) ومن طريف ما سمعته عن أحد
الأطفال الصغار قوله : جـاء جدّي من المسجد , قالت أمّه : وكيف عرفت ذلك حبيبي
؟ قال الصبي : أسمع صوته الآن يقول (لاإله إلا الله ) وهو لم يره , وهنا لفتة
جميلة في التربية وهي تعويد الأطفال الذكر ( ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب ) .
2 –
صبرهم على المرض - وفي ذلك عبرة وعظة - مع ضعف أجسامهم .
3 –
حرصهم على صلة الرحم , وقد سمعت شيخاً كبيراً يقول لأحد أحفاده : يابني متى
نذهب لزيارة عمّك وعمّتك نسلّم عليهم ونعود ؟
4 –
قوة عزيمتهم في العبادة فمن الطبيعي أن تجد الكبير المسنّ يصلي من الليل –
ويطيل الصلاة- واقفاً أو مستنداً على عصا , وشاهد ذلك في قيام رمضان , وكذلك
قوة عزيمتهم في صيام النافلة .. فأين الشباب ومن يتدفقون حيوية ؟ ومن يبكّر
لصلاة الجمعة ؟
5 -
الخبرة الواسعة والتجارب والحكمة والمعرفة بالأحوال والأمور لهم منها نصيب
الأسد فأين المستشير المستنير ؟.علي بن صالح الجبر البطيّح