اطبع هذه الصفحة


في محراب الربانية (1)

نبيل جلهوم


بسم الله الرحمن الرحيم


هل تريد أن تكون عبدا ربانيا .. ؟
إذاً دعونا سويا ندندن حول تلك الكلمة الجميلة فى المعنى.. العميقة فى المفهوم ..المريحة للنفس ..

الربانية .


نعم .. ما أجملها من كلمة حين التلفظ بها وما أجملها من كلمة حين نترجمها واقعا وعملا ترجمة عملية لتكون لنا نورا نبصر به ونسير به بين الناس , فلا توقفنا أو تعرقلنا عتمات طريق ولا تكبلنا أو تقعدنا مكائد الحاقدين والعائنين والحاسدين والساحرين و المفسدين , ولاتحبطنا أحزان ولا مصاعب , فنظل بربانيتنا نتحصن , نستظل , ومعها نعيش وبها نحيا , وبتطبيقها نسعد , وفى فلكها يطيب عيشنا ونسكن ونفوز

دعونا نقرأ عنها , دعونا نحبها , دعونا نتدرب عليها , دعونا نمارسها , دعونا نسقطها على حياتنا قلبا وقالبا ظاهرا وباطنا , صباحا ومساءا , سلوكا ومنهجا . دعونا نعيش سويا ونحلّق فى رحابها , وإلى سمائها نصعد , وبنورها نستنير , وفى بحرها نسبح , ومن فيضها نشرب ونتغذى

العبد الربانى :.


1. العبد الربانى , عبد يجعل من ربه قصده وغايته ووجهته فى كل صغيرة ظاهرة كانت أو باطنة, إذا قال فقوله لله الرب واذا كتب فحروفه لله الرب واذا تزوج فزواجه لله الرب واذا عاشر فعشرته بالمعروف حسبة لله الرب و بما يرضى الله الرب واذا اكتسب المال اكتسبه بما يرضى الله الرب , فالله الرب عنده هو الرب ولا أحد سواه وهو وحده الله المنتهى والغاية والمقصد والوجهه والقبلة والإبتداء والانتهاء , هو كل مايشغل البال ويأخذ الفكر ويستحق وحده الشكر والثناء والعبادة وعظيم الذكر .

2. العبد الربانى ,, عبدُ خطراته وسكناته وحركاته لله الرب يتكلم بكلام الله الرب ويعمل لنيل رضى مولاه الرب , يجتهد فى طاعته وعبادته لا يكلّ ولا يملّ بحركات لسانه يرطبها لله وبالله , ينشغل بالذكر , يسيطر عليه الخوف من الرب والرجاء فيه واليه , يسعى دوما نحو التقيد بكل بما أمر به الله ونهى وبكل ما أرشد اليه ونصح به الحبيب محمد صل الله عليه وسلم.

3. العبد الربانى ,, عبدٌ يستمر فى مسيرته مع الله لايعرف أثناء مسيرته اليه وقتا للراحة , يدخل دائما فى خلوة مع ربه , لا يهمد ولا يكسل , يظل يواصل ويواصل ويتواصل مع الله , حتى يوصله ربه الى حالة من القرب لا يصل الي مثلها غيره فيصير اكثر تعلقا بالله من غيره من الخلق , فتكون جائزته الحتمية أن يتحصل على هدايا ربانية كنوز وبصيرة يرى بها ويبصر هدية من العاطى المعطى جل وعلا جزاءا من الله لعبده وتقديرا وإحسانا .

4. العبد الربانى ,. عبدٌ قد تعلق بالذكر وانشغل به ليله ونهاره , أسحاره وأسفاره , قعوده وسيره , أكله وشربه , نكاحه وعيشه , دراسته ووظيفته .

5. العبد الربانى ,, عبدٌ أحب الله كثيرا فحرص على ديمومة الحب والاهتمام به وتفعيله وتطويره وتنميته , ولم لا وهو من جعل ربه غايته وبغيته ومقصده , وهو من أحب الرسول محمد حبا كثيرا فصار له متبعا وبه مقتديا وهو من أحب القرآن فجعله له منهجا ودستورا .

6. العبد الربانى ,, عبدٌ قد وفقه الله باتصاله الغير منقطع النظير بالسماء وانصراف تعلقه عن الارض مما أوصله
بسماء الله وصالا قويا حتى صار مع الرب أبدا ودوما ليلا ونهارا لايقدر أن يبتعد عنه , حتى إذا ابتعد ولو للحظة لا يجد لنفسه قائمة ولا يشعر بعقله ولا بكونه بالمرة إنسانا فى عداد البشر يستحق التكريم من ربه .

7. العبد الربانى ,, مؤمن توّاب عابد حامد سائح راكع ساجد آمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر حافظ لحدود الله مؤمن.

وإلى حلقة أخرى نعيش فيها سويا فى رحاب ما نتمنى رحابه والتحلى به
فى محراب و رحاب الربانية

 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية