صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الفوائد المنتقاة من كتاب (المِرْقَاة) لسليمان العبودي.

جمع وانتقاء : عبدالعزيز محمد العاصمي

 
بسم الله الرحمن الرحيم


( من أجود وسائل ضبط العلم )

" من وسائل ضبط الأصول ما كان بعض العلماء قديمًا وحديثًا حفيًا بها، ومن جربها وجد ثمرتها يانعة، ولكنها كشأن بقية الوسائل في الطلب، نجاحها رهين قدرة الطالب على الجلد واحتمال إدامة النظر في كتاب واحدٍ، فأين من يصبر لموسم القطاف؟! ألا وهي وسيلة (التلخيص والاختصار) "

-----------------------

( الذهبي و"التلخيص والاختصار" )

" كانت لبعض أهلم العلم حفاوة زائدة بها، ومن أولئك مؤرخ الإسلام الإمام الذهبي، فحينما تحدث عن بعض مسائل الإيمان قال: (هذه مسألة كبيرة صنف فيها العلماء كتبًا، وجمع فيها الإمام أبو العباس شيخنا مجلدًا قد اختصرته) وقال في كتاب المستدرك للحاكم في السير: (وبكل حال فهو كتاب مفيد قد اختصرته)، وقال في ميزان الاعتدال: (وصنف أبو الفرج ابن الجوزي كتابًا كبيرًا في ذلك كنت اختصرته ثم ذيلت عليه ذيلًا بعد ذيل) وقد قال عنه الفاسي: (قل أن رأى كتابًا لغيره إلا اختصره أو استدرك فيه أو انتقى منه) "

-----------------------

( المُلَحيُّون ونتاج العلماء )

" ليس هذا هو ابن تيمية، وليس ذاك هو السيوطي، وليس هذا هو الشاطبي، ولو بُعِثَ أحدهم من قبره ورأى ما انهمك فيه المُلَحيّون من نتاجه؛ لارتفعت حواجب دهشته، فهو كمن بنى قصرًا مشيدًا، فوجدهم قد افترشوا عتبةَ بابِه !! "

-----------------------

( الندم على الإغراق في مُلَح العلم دون حقيقته )

" وإنما يجب أن يصارح طلاب العلم الأصيل وناشِدو الثقافة الرصينة وحَمَلة الهمِّ المعرفي الجادِّ بأن في العلم ملحًا وصلبًا، وأن هذه الموجة التي تصدِّرُها شبكات التواصل؛ ستقذف بهم بعيدًا عن مَرامِهم إن هم ركبوها، وأن هذا الغبار الذي تراكم حول كتب الأصول ومعاقد العلم في مكتباتهم؛ لن يزيحه أعاصير الندم ورياح الحسرة بعد انفراط سنوات البناء الضئيلة. "

-----------------------

( أنواع المعارف )

" من المعارف دورًا للسكنى ومنها حدائق للنزهة، والعاقل من يبني الدار قبل رصْفِ البساتين "

-----------------------

( فئة ممن انزلق في وحل التنازل )

" نعم .. لا ينتقلون لليمين إذا كان الحق في الشمال، ولكنه - أي نتاج الخصم - كثيرًا ما يدفعهم إلى شمال اليمين أو إلى يمين الشمال! إنه حق مضمَّخٌ برائحة تهيُّبِ الباطل! "

-----------------------

( المتنازل عن الثوابت لإقناع الخصم )

" أما العلامة المعلمي فضرب مثالًا بديعًا للمدافع السمسار بأنه: (كمن يكون على جسر غير محجّر فتستولي على ذهنه خشيةُ السقوط من جانب، فيتأخر عنه ويتأخر حتى يسقط بغير اختياره من الجانب الآخر). "

-----------------------

( الفرق بين السوءات الجسدية والسوءات الفكرية )

" والسوءات الفكرية لا توجب غضّ البصر كالسوءات الجسدية وإنما توجب على الغيارى إمعان النظر وتكراره واحتساب ذلك عملًا صالحًا حفظًا لأوقات طلاب العلم والهدى وصيانة لأذهانهم من الانزلاق في مغارات مظلمة تدكُّ صرح بنائهم العلمي الآخذ لتوِّه في الاكتمال "

-----------------------

( التأصيل من كتب النزاع والجدل )

" فحينما يُخصَفُ ثوب التصورات الأولية من قماش تجاذبته الأيدي فلا تسل عن الخروق في وسطه وعلى أطرافه! "

-----------------------

( الذنب من شهوة إلى عادة )

" وحين ينتقل الذنبُ من كونه نتيجة تفعل تحت ضغط الشهوة العارمة إلى عادة تُقضى بها أوقات الفراغ؛ فالمعركة مع الشيطان غير متكافئة مطلقًا! وإنما يوشك العبد أن يرفع راية الهزيمة كلما رفع غريمه لافتة الخطيئة! "

-----------------------

( جنديا الشهوة المحببة والمعتادة )

" قال الغزالي: (لا سيما عن معصيةٍ صارت عادةً مألوفةً، إذ يتظاهر فيه على باعث الدين جُندان: جُند الهوى وجند العادة، فإذا انضمّ إلى ذلك سهولة فعله، وخفَّة المؤنة فيه .. لم يصبر عنها إلا صدِّيق). "

-----------------------

( تغيير طريقة مدافعة الشيطان )

" إنما انتصارات العبد الحتمية على كيد الشيطان وزخرفته للخطايا تحصل حينما يباغت الشيطان بتغيير طريقة المدافعة، فبدل النواح الدائم على ذنب معين؛ ينتقل العبد لمسار الاجتهاد في استصلاح صلاته مثلًا، ومن شأن الصلاة أنها إذا صلحت فإنها لا تصلح لوحدها، ويتشغل على غمر قلبه بفيوض الأعمال القلبية ومحبة مولاه، ويزداد إجلالٌا له بالتفقه في معاني أسمائه الحسنى وصفاته العليا، ويدأب على أن يملأ فؤداه بالأشواق العارمة لموعود الله الموشك للمتقين ".

-----------------------

( الشرب من غير الينابيع المحمدية ).

" قال الواسطي: (إياك أن تأخذ الفقر من أسفل، وتترك الشرب من رأس العين، وتشرب من المياه البعيدة عن منبوعها، التي قد خالطها السباخ المالحة، واصفرت ألوانها لبعد مائها عن منبوعها). "

-----------------------

( لا مفارقة للقديم إلا بالتزام الجديد ).

" من أراد مفارقة أحواله القديمة، فإن عليه أن يروض نفسه على معاناة الأحوال الجديدة، ولو لم يجد لها اعتيادًا وألفة وانقياد جوارح في أوائل العزم، ولو كان يجر أركانه إليها جرًا، ويكره نفسه عليها إكراهًا، فإن معركة الاصطبار على المشاقّ أكثرها ضراوةً إنما يكون في أوائل هذا الطريق ".

-----------------------

( مرحلة بين مرحلتين )

" ثمة مرحلةً حتميةً تلي عزيمة السير إلى الله، وتسبق بوارق التأييد الرحمانية؛ هذه المرحلة مفازةٌ تُقطع براحلتي الصبر والالتجاء .. وفي هذه المفازة ضلَّت طريقها أكثرُ الرواحل! "

-----------------------

( التواضع ليس معنى ترفيًا )

" التواضع ليس معنى ترفيًا يُقرأ في قراطيس أدب الطلب، ويلقى في مفتتح حلقات تحفيظ المتون، ويطوى بعد ذلك على الرف ليعلوه غبار السنين، وإنما بالإضافة إلى كونه واجبًا شرعيًا وردَ في تركه التهديد المخيف ... هو أيضًا من أعظم بواعث الاستفادة والانتفاع بالعلماء والاستزادة من المعارف، فالمزهوّ بعلمه المدلُّ بمعارفه قد وضع في قلبه حجازًا داخليًا يحول بينه وبين الانتفاع بما استهان به، كما قال تعالى ﴿سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير حق﴾ ".

-----------------------

( عاقبة تمدُّد الأنا )

" والسنّة الماضية أنه حيثما تمددت (الأنا) على أديم قلب بشري انكمشت فيه ضَراعةُ الاهتداء والائتساء! "

-----------------------

( الاستقلال التام يصهر الإبداع )

" ليتذكر السالك أن أول الإبداع محاكاة، ثم ينفرد الإنسان بعد حين بزيّه الخاص وطريقته التي جمعت المتفرق في الجميع، فكما قيل بأن الأسد هو عبارة عن مجموعة من الخراف المهضومة، والقماش هو مجموعة من الخيوط المبعثرة، فالإبداع هو تقليد منظم لعددٍ من المبدعين، وجمع جاد لمتفرق في الآخرين؛ ثم بعدها تكون خلقًا آخر .. فتبارك الله أحسن الخالقين! "

-----------------------

والله أعلم


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فوائد وفرائد
  • فوائد وفرائد من كتب العقيدة
  • فوائد وفرائد من كتب الفقه
  • فوائد وفرائد من كتب التفسير
  • فوائد وفرائد من كتب الحديث
  • فوائد وفرائد منوعة
  • غرد بفوائد كتاب
  • فوائد وفرائد قيدها: المسلم
  • فوائد وفرائد قيدها: عِلْمِيَّاتُ
  • الرئيسية