صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







كلمات إلى .... (2)

صباح نوري محمد الضامن
شبكة المسك الإسلامية النسائية


بسم الله الرحمن الرحيم


2-
عندما وفي زمن سبق لما كنا في سلك التعليم كان لدينا ما يسمى بدقتر التحضير نصطحبه معنا كما الخيال ونستظل بظﻻل ما كتبنا فيه .. وأكثر ما كنت أتذكر في استهﻻلية كل درس جديد ما كنا نتوقف كثيرا ونقضي الساعات نملؤها تفكيرا ماذا نكتب فيه .. إنه الهدف الديني والهدف التربوي ثم الهدف العام والهدف الخاص ..
جرت أقﻻمنا وفق ما اجتهدت به مبراة شحذت مبادئنا .. أفكارنا وأهمه جديتنا في إيصال تلك الأهداف من خﻻل الدرس حقا دون رص العبارات المعلبة المستوردة من أجندة بالية قدمت مع الرغبة في كعبلة الدروس لينتهي اﻷسبوع على خير .
تلك اﻷهداف وخصوصا الدينية كانت محور نقاشاتنا حول صحون الفول والمناقيش أثناء فطورنا المفرح ذي الصخب العالي الذي يخفت لما نسمع قرع جرس الحصص.
تدور اﻷيام ولا زال ذاك السؤال يلح علي : الهدف الديني من الدرس هل أوفيته حقه؟ واليوم وبعد ما رأينا طيورا كانت ترفرف بأجنحتها مصفقة بكل معلومة ناشرتها في فضاءات الطﻻب نرى هذه اﻷجنحة ابتدأت تفقد ريشها لستقر في قاع بعيد سحيق يغوي عشاق سماع الصدى أن يرددوا فيه معلومات تفقد أصالتها ليعود رجعها غير ذاك المؤدي للفهم والحق والنقاء .. لما نرى أن المناهج والدروس وثقافة الجيل الجديد يصبح بعضها منزوع الدسم بﻻ رائحة عبق الدين النقي اﻷصيل أتوقف ، ﻷحاسب سنين تعليمي عن الهدف الديني والتربوي الذي كنت اساوم الموجهة فيه وأكرره بﻻ روح , اليوم لما أرى أن طبخة العلم يختلط المر والحلو فيها بحجة التنوير اﻷعمى وفتح نوافذ بها ريح صرصر غربية عاتية أعلم أن الهدف الديني والتربوي لكل درس كان يجب أن يتحدى الشرود ويتحدى الصدود ويتحدى الحدود ليصل بالطالب لما نقص وما غفل عنه صناع المناهج , اليوم لما أردد آية ( ولتصنع على عيني ) أعلم أن التربية هي صناعة وتشكيل ورعاية فأفهم أن البحث في طيات وهوامش الدروس عن أهداف تربوية ودينية هي مصنع ونشكل بها وعيا يحفظ من غائلة التغييب للهوية والتشرد في متاهات اﻹبعاد عن وطن يضم من بحمل ذات المبدأ وذات القدسية وذات الحب بﻻ زيف حضارة غربية تغرق كل يوم وتغرق غيرها .
كلماتي لمعلمة الجيل فكما تحرصين على تنميق ما تحملين من علم أمام موجهتك ومفتشك فتذكري أن الصمد الذي أوقفك وعلمك يعلمك اﻹخﻻص والصمود في وجه كل ما يغرب وﻻ محل له من اﻹعراب في قاموس لغتنا ..
إن زاحمت صفحات ﻻ تسمن وﻻ تغني من جوع ثر مناهجنا فأنت المعلمة وأنت المعلم من لديه ممحاة الفكر القويم ليصوب ما عفن وما شاب النقاء
كلمات إلى ذكرياتي في دفتر التحضير .. أكتبك وأنا في أسف أني أحيانا لم أبذل جل جهدي ﻷهداف كان يجب أن يبذل لها المطارف والحشايا حتى ﻻ تكون حمى الندم ما يبيت اﻵن في عظامي .
كلماتي ... للمعلم فاكتب منهاج الحق في قلب غض تجد دفتر تحضيرك يوم الحساب بنور يسعى بين يديك .. فاختر إما أن تصوب ما أفسد وإما أن تصاب يوم الحساب .
صباح الضامن

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
صباح الضامن
  • مـقـالات
  • أدبيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط