اطبع هذه الصفحة


الصراع جيني لا مذهبي

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
@OmaimaAlJalahma
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


ليتنا نعمد لسياسة إعلامية موحدة داخل البلاد وخارجها بهدف فضح السياسة الفارسية والقمع الذي تمارسه على مواطنيها الأحواز والفرس أيضا، وعلى تدخلاتها الخفية والمعلنة في شؤون دول الخليج والإقليم، وسعيها الحثيث إلى إحياء الإمبراطورية الفارسية البائدة.


كنت بحاجة إلى راحة أجدد فيها نشاطي، ولكني مع الأسف لم أتمكن رغم أني ولأكثر من أسبوع لم أقم بعمل يذكر، ولكن هل منكم من استمتع بإجازته؟! لا أعتقد..! فلا تغيير المكان ولا الأجواء ولا الروتين يكفي لتحقيق تلك الراحة النفسية التي نسعى إليها، فكلنا مريض إن لم يكن بجسده فبروحه التي كادت تصاب في مقتل..

لم تعلن نتائج التحقيق في تدافع منى .. ومن حقي كمواطنة ومسلمة معرفة المتسبب إن وجد ومحاسبته، فما تقدمه بلادي للحجاج الكرام ليس الغرض منه التباهي حتى نحسد عليه، هو واجب أنيط بهذه البلاد الخيرة، ولا أفهم كيف يحاول الفرس وأتباعهم التعرض لنا في كل حين في الحج وفي غيره.. فإن كانوا بريئين من ذاك التدافع فلن يكونوا كذلك من الحملة الإعلامية التي مارسوها وجنودهم وأذنابهم على هذه البلاد.. ومع أنها لا تعـدو أن تكون هباء منثورا إلا أنها سببت لنا صداعا نحن في غنى عنه.. وبالتالي علينا أن نعد العدة لرد الصاع صاعين.

ليتنا نعمد لسياسة إعلامية موحدة داخل البلاد وخارجها بهدف فضح السياسة الفارسية والقمع الذي تمارسه على مواطنيها الأحواز والفرس أيضا، وعلى تدخلاتها الخفية والمعلنة في شؤون دول الخليج والإقليم، وسعيها الحثيث إلى إحياء الإمبراطورية الفارسية البائدة، من خلال عرض برامج وتحقيقات إعلامية هادفة إلى فضح سياستها من خلال نقل العمليات الإقصائية والقمعية التي تمارسها حتى في بلادها.

وفي هذا الصدد أقف موقف إكبار من كندا التي أغلقت السفارة الإيرانية وأعلنتها "دولة راعية للإرهاب" وقامت بطرد دبلوماسيها، وقد برر وزير الشؤون الخارجية الكندي "جون بيرد" وفقا "للعربية نت" هذا القرار بقوله: (إن الحكومة الإيرانية هي التهديد الأكبر للسلم العالمي والأمن في العالم اليوم، مشيرا إلى البرنامج النووي الإيراني والدعم العسكري الإيراني للحكومة السورية)، وهو موقف مملكة البحرين التي سحبت سفيرها من إيران واعتبرت القـائم بإعمال السفارة الإيرانية لديها غير مرغوب فيه، وهنا أتساءل إن فعلت ذلك كندا والبحرين... فلم لا يفعل الآخرون؟

إن الترسانة العسكرية التي وجدت في البحرين أخيرا، والتي وجدت في الكويت قبلها تؤكدان أن لذلك النظام تطلعات إرهابية توسعية منظمة من قبل مافيا الخامنئي تجاه دول المنطقة، والتي يحركها رجل أرتا أنه من المناسب ارتداء ثوب الملالي لحاجة في نفسه... فعداؤه وأتباعه لنا كعرب لا يقف على فكر مذهبي كما يحاولون خداع من هم على مذهبه من العرب، فعداء الفرس ينصب على جيناتنا العربية وكرههم لبني يعرب متأصل ويمتدد لقرون طويلة.. فمن منا لم يسمع بالأغنية الفارسية المعنونة "اقتل عربيا"، والتي حملت عبارات عنصرية ضد بني يعرب. يقول مخاطبا العرب: "قسما بالخليج الفارسي سنقضي على أسمكم، وسنضرب رقابكم عند مقبرة قوروش)، وقوروش بالمناسبة مقبرة وثنية بنيت في القرن السادس قبل الميلاد أي قبل الإسلام والمسيحية، كما نلاحظ أن المؤلف والمغني لم يكتفيا بالتطاول على العرب، بل على من يعدونها رمزا للعروبة فقد جاء فيها: "لو أخطأتم ستدفعون الثمن في الرياض، ومن اليوم فصاعدا بات اسمي قاتل العرب". هؤلاء يحسدون هذه البلاد على مكانتها بين الأمم الإسلامية وعلى مكانتها السياسية الاقتصادية عالميا ، هؤلاء يريدون إحياء ماض أصبح في طي النسيان.

ويجدر بي هنا التوقف عند دلالة "خامنئي"، ففي دلالتها ما يدعو للعجب! إذ إن "أخمينيين": أسرة ملكية فارسية كونت إمبراطورية في فارس عام السادس ق. م. واستولت على غرب الأناضول، وبابل وفلسطين ومصر وليبيا وشمالا حتى مقدونيا وتمكنت من السيطرة على كافة الطرق التجارية إلى البحر الأبيض المتوسط برا وبحرا.. لقد لاحظنا أن لا علاقة لهذه التسمية بالمذهب الشيعي لا من قريب ولا من بعيد، فقد نشأت قبل الإسلام بل قبل المسيحية، ودلالتها واضحة على تطلع هؤلاء لأمجاد إمبراطورية بائدة لم تعد إلا في ذاكرة الفرس ليس إلا.. أمجاد يتحسرون عليها ويسعون إلى إحيائها ولو على حساب الشعوب، بل على حساب المنتمين للمذهب الشيعي من العرب الذين انخدع كثير منهم بالشعارات التي تطلقها بين الحين والآخر. فالصراع القائم بيننا الذي يروج له هذا النظام صراع جيني فارسي لا صراع مذهبي.

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط