صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الهزيمة النفسية لليبرالين ..!!

مرفت عبدالجبار
@Mjabbar11


إن تمرد الليبرالية الغربية على العصر الاقطاعي قادهم نحو البحث عن الحقوق العامة التي تضمن لهم الاستقلالية على كافة المستويات، وبعيداً عن موقفهم المتباين من الدين، والانهيار الأخلاقي الذريع الذي لحقهم بتطرف بعضهم تجاهه، إلا أن الحراك العام سواء بظهور الحركات الأدبية ذات النزعة الإنسانية، أو حركة الإصلاح الديني بزعامة مارتن لوثر، أو العقلانية، وغيرها من أشكال التحرر العقلي والتفاعل الاجتماعي.. كان حقيقاً وهادفاً!.

بينما غالب من تلبسوها "اسماً" من أبناء جلدتنا لا يرتقون حتى لمسمى" ليبرالي"!، وأغلب نشاطهم محصور ما بين التهريج أو الارتزاق ولو على حساب الثوابت، وتجدهم أبعد ما يكونون عن المهنية الحرة خاصة في الإعلام ووسائل التواصل!

كما أن الاستماتة في استنساخ الصراعات الغربية القديمة مع الدين: دفعتهم لتطبيق ذلك النموذج مع دينهم الصحيح "كافل الحقوق والحريات" ( الإسلام )، ليتفوهوا بالهذيان الذي لا يرقى للصدامية معه وتشريعاته، ومن يمثله.

كما تجدهم يصادقون كل الطوائف والملل إذا كان الهدف مخالفة أي طيف إسلامي أو ما يدور في فلكه، ويدعوا لاحترامه، وتصهينهم الجديد الذي تلبسوه نيابة عن اليهود تجاه قضايا الأمة ونكباتها أقرب شاهد ..!.

وفي الوقت الذي يدعي الليبرالي العربي و"السعودي" على وجه أخص أنه يخدم مشروعاً ما، لا نجد أكثر من دعاوى في مجملها تدعوا للتحرر من تعاليم الدين والقيم والثقافة..!!

وهذ ينطبق على كافة المجالات السياسية والاجتماعية والفكرية والأدبية كلها بحذافيرها مستنسخة من الفكر الغربي، مُكتفين بتبني الشبهات والانحلال السلوكي والقيم المهلهلة لينافحوا عنها إرضاءً لرغباتهم الشخصية دون النظر إلى الإيجابيات الحقيقية فيها، والتي منها المدافعة عن الدين، وحريات الآخرين في المواطن التي تستدعي الدفاع عنه (الكاتب الفرنسي مارك إدوارد ودفاعه عن الحجاب مثالاً)، وهو أبعد ما يكون عند ليبراليو العرب، إن لم يكونوا أول المحاربين للدين بتلفيق التهم ومُحاربة أهله ( الموقف المخزي بتعليق الكاتب محمد المحمود على نقاب أختنا هديل القلمون –رحمها الله تعالى- ووصفه بالاستعراض مثالاً)!!

كما أنك لا تجد في أطروحاتهم وما يدعون إليه رؤية ومنهجاً ثابتاً، بل تتبدل أقوالهم بحسب الحالة المادية أو المرحلية الصاخبة!، يصف الدكتور عبدالوهاب المسيري هذه الحال بقوله: "من أجل ذلك ليس مُستبعداً أن تجد بعض الليبراليين يغيرون فِكرهم ومواقفهم كما يغيرون ملابسهم وبعضهم لديه قدرة فائقة على التلون فلا توجد معايير موضوعية أو أخلاقية تحكم تصرفاتهم وهذه الازدواجية من ثمار حداثتهم المتلونة!!".

ولنا أن نسأل: ما هو المشروع الحقيقي أو الأهداف السامية التي يقدمها الليبرالي للأمة؟! أو لمجتمع سمته المحافظة وحب الدين بالفطرة كالمجتمع السعودي؟! وهل هناك مشروع أصلاً ؟!!

فأنت تجدهم في قضايا الدين: لم يسلم حتى القرآن الكريم والسنة المطهرة من إقحام أنوفهم فيها بالتفكير العقلي الذي لا يستند إلا على الهوى المحض باسم البحث العلمي!

يقول أحدهم عن قول الله تعالى: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} أعيدوا تفسير القرآن..!! لا يمكننا أن نستمر في قبول ألا يكون للمرأة قسمة عادلة !!"، وآخر يقول: " إنَّ حد الزنا كان من الممكن تطبيقه في مجتمع البادية، أمَّا المجتمع الجديد، فلا يمكن تطبيقه كما اشترط الفقهاء..!!".

كما تجدهم يأخذون دور " الفزعة " في أي حدث يدور حول الإسلاميين، " الهيئة " مثلاً، ويهولونه ويتكلمون عنه بلا تثبت وإلمام بكافة تفاصيله، فقط كونه مُتعلقاً بمن يمثل الدين!!.

واتفقت أهدافهم في موقف المحاربة للاتجاه الإسلامي المحافظ بشكل عام في أي بلد من بلدان المسلمين، ودونكم الوجه الكالح للإعلام الليبرالي وجهوده الحثيثة في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، ومناهضة المشروع الإسلامي خاصة بعد الثورات العربية!
والعجيب أنهم يتهمون الإسلامي بالتقيد بالتراث والمخرجات المتحجرة، وتراهم متقوقعين في أذيال الغرب مُتغنين بهزيمتهم النفسية التي من صورها استبشار أحدهم بالغزو الأمريكي للعراق، أملاً في أن تصبح ياباناً جديدة!!، والذي تبين فيما بعد كم هتك ذلك الغزو من قيم إنسانية.

وتجدهم في القضايا الاجتماعية: أبعد ما يكونون عن الليبرالية التي يتلبسون بها، فلا نجدهم يحاربون الظلم، وتبني القضايا التي تخدم المجتمع أو حتى الإنكار على الحكومات المستبدة التي تعمل على عزل الدين عن شؤون الحياة، إن لم يكونوا أبواقَ التطبيلِ لها!.
أما قضايا المرأة : فالمرأة في عقل الليبرالي مشروع دسم لمسخِ هويتِها وسفورِها واختلاطِها بالرجالِ وتسطيحِ قضاياها الأصلية وتهميشها، وتجدهم رواداً في الاتفاقيات الدولية والحركات النسوية المشبوهة!!.

أيها الليبراليون: إذا كان الانحلال والتجاوزات والتشجيع عليها جُلَّ مشاريعكم العظيمة التي ترمون تحقيقها: فلا تخدعوا أنفسكم، وأعلونها صريحةً.

فلم تقدموا للأمةِ أكثرَ من بثِ أذيالَ الهزائم النفسية المتكررة، فلا دينكم نصرتم، ولا أُمتكم حفزتم، وما أنتم إلا نَبت سُوء ٍفي بساتين الأمةِ الموحِدة، حتى الديمقراطية التي أزكمتم بها أنوفنا وراهنتم عليها طويلاً ، كنتم أول كافرٍ بها، عندما خذلتكم الشعوب واختارت الإسلاميين..!!

خُلاصة:
إن الهزيمة النفسية في نفوس الليبراليين وصلت مبلغاً عظيماً !!، فهم من مُخلفات الرِّق الفِكري الغربي، وأسرى دهاليزه المُظلمة، وأين ما ذهبوا تجدهم عبيداً لطاعته، تتلون مبادئهم بحسب الغرض الجديد!، فتراهم تارة أبواقاً مُستأجرة، وتارةً مَحاكم تفتيشٍ الكترونية، وتارةً مُراسلين ومُعدين للتقاريرِ المشبوهةِ للجهات التي تستعبدهم !!
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
مرفت عبدالجبار
  • فكر وقضايا معاصرة
  • جهاد وهموم أمة
  • دعويات
  • أسرة ومجتمع
  • موقف وقصة
  • عامة
  • لقاءات
  • مع الحسبة
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط