اطبع هذه الصفحة


الليبرالية قناع أهل الأهواء
علي الشريمي أنموذجا

علي بن متعب الوسيدي


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم


- إن "داعش" منا وفينا، هدفها الأساس من هذا الزحف هو التخلص من أعدائها من أتباع الطوائف الأخرى، الذين شحن شيوخهم أدمغتهم بأنهم الأعداء الحقيقيون وليست إسرائيل أو الغرب".
-"داعش" هي نتائج خطابنا المتطرف الذي زين لهم التكفير والقتل بدم بارد".
-"كما خرجت "طالبان" و"الإخوان" من تحت عباءة آلاف المدارس الدينية ومراكز التحفيظ التي سيطرت عليها الجماعات المتطرفة، فإن "الكائنات الداعشية" أيضا خرجت من العباءة ذاتها، وهي ما زالت تتوالد بكثرة!"

المقطوعة السابقة جزء من المقال الذي نشرته صحيفة الوطن يوم الجمعة 2014-07-10 بعنوان "الدواعش الجدد" والذي استغل فيه كاتبه هذه الفتنة فدس السم بالعسل ولبس عباءة المصلح الحريص على وحدة المجتمع وأمن الوطن ليروج باطله ويطعن في خصومه وينشر عدد من المغالطات وهذا ماسنعرفه من خلال المحورين التاليين:

المحور الأول: بيان حقيقة الكاتب والخلفية التي يستند إليها:

1- كاتب المقال هو علي الشريمي النخولي والنخاولة يسكنون المدينة النبوية وينتسبون إلى الرافضة الإمامية الإثني عشرية وهم معروفون بعدائهم الشديد ﻷهل السنة وتكفيرهم للصحابة وعلى رأسهم الشيخين.
وقد وظف الكاتب هذا العداء في مقالاته التي لاتكاد تخلو من الطعن في علماء هذه البلاد ودعاتها ورميهم بالغلو والتطرف والطائفية والإقصاء ومن التشكيك في حلق تحفيظ القرآن والمؤسسات الخيرية والأنشطة الدعوية وإثارة الشبه حولها.
بينما نجده في المقابل لا يألوا جهدا في الدفاع عن أبناء جلدته من الرافضة يعرض بذلك أحيانا تحت شعار ذم العنصرية ووحدة المجتمع ونحوها.
ويصرح أحيانا كما في مقاله الذي هاجم فيه هاشتاق #حسينيات الشرك في المدينة ورمى المشاركين فيه بإثارة الفتنة وإقصاء الطوائف الأخرى والاعتداء على حرياتهم.....الخ
كما هاجم كاتبنا الوطني في مقال آخر الجامعة الإسلامية وانتقد الملتقى الذي عقدته كلية أصول الدين عن (الفرق والمذاهب المعاصرة) وذلك ﻷن أحد محاور الملتقى كان عن "خطر الرافضة".
وأيضا نجد كاتبنا الوديع في مقال آخر يهاجم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف لأنها صرحت ﻷحد الدعاة بإلقى محاضرة في منطقة تبوك بعنوان (خطر الرافضة).
قد يلبس بعض المثقفين ممن لايهتم لشأن العقيدة ولايغار ﻷعراض الصحابة أو ممن تلتقي مصالحه مع الرافضة فيدافع عن الكاتب بأن من حقه انتقاد تلك الأنشطة التي تفرق نسيج المجتمع وتمزق وحدة الوطن.......الخ
والجواب بأن الكاتب لو كان صادقا في وطنيته لما نظر بعين الأعور ولما كال بمكيالين!!!
فهذه مقالاته -وليراجعها من كان منصفا- لم أجد فيها مقالا واحدا عن خطر إيران أو حزب اللات ونحوهما من أعداء الوطن المنتمين للرافضة في الداخل أو الخارج!!!
ولقد فتشت في مقالات الشريمي الكثيرة والتي غالبها عن العنصرية والتطرف والغلو فلم أجد له حرفا واحدا عن تطرف الحوثي ولا نمر النمر ومن على شاكلتهما من خريجي المدرسة الصفوية الذين أعلنوا العداوة لحكام هذه البلاد وﻷهل السنة عموما والذين صدرت البيانات الرسمية في تجريمهم.
وكاتبنا الذي قد استفزه عنوان محاضرة في أقصى الشمال تحذر من خطر محدق بالبلاد فاعتبر ذلك من إثارة الطائفية
لماذا لم تستفزه -وهو من سكان المدينة- اجتماعات الشغب وطقوس الفوضى والطائفية التي يحدثها أبناء جلدته عند مقبرتي البقيع والشهداء والتي يجاهرون فيها بلعن الصحابة وسب رموز أهل السنة مثيرين بذلك نعرات بائدة وثارات جاهلية متمردين على أنظمة الدولة طاعنين في هويتها مستفزين ﻷهل البلد في أغلى مايملكون !!!
لماذا لم نجد للكاتب الوطني المبغض للطائفية مقالا ينتقد فيه هذه الممارسات المشينة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقل مثل ذلك فيما حدث في القطيف من العمليات التخريبية ومانتج عنها من اعتداءات على رجال الأمن وترويع للمواطنين واستعداء للصفويين على حكام هذه البلاد وأهلها فإنك لن تجد الكاتب يتطرق لذلك لا من قريب ولا من بعيد فعن أي وطنية تتحدثون!!!
إنك لتعجب أشد العجب من مهاجمة الكاتب لحلق تحفيظ القرآن والمؤسسات الدينية واتهامها بتخريج الجماعات المتطرفة ومهاجمته الخطباء وأئمة المساجد واتهامهم بنشر ثقافة الكراهية والعنصرية في الوقت الذي يدافع فيه عن حسينيات الرافضة التي تعقد فيها مجالس العزاء واللطميات التي يطال لعنها وتكفيرها الأحياء والأموات من أئمة السنة ورموز الإسلام!!!
تعصب الشريمي لبيئته وعشيرته ياكرام لم يعد سرا فقد كشف عن ذلك في أول مقال له في صحيفة الوطن عندما قال:
"إنني أتساءل لماذا إذا خاطبنا إنسانا عاقلا وقلنا له مثلا إن كلامك يوحي بالتعصب! نجده يلتهب غضباً ويعتبرها إهانة ومن ثم تجده يدافع عن نفسه سريعاً، في حين أن كلمة التعصب بماهي تعد كلمة جميلة في أصالتها فهي مأخوذة من العصبة (الجماعة) الجذر الذي يربط الفرد بجماعته الإنسانية لأجل أن ينهض حامياً وناصراً لتلك الجماعة.. كلمة تعبر عن الوجدان الجماعي والروح الجمعية والانتماء والإحساس بالآخر."
والذين على شاكلة الشريمي في صحفنا كثر سواء كان انتماؤهم إلى الرافضة أو المعتزلة أوالصوفية أوغيرهم من الفرق المخالفة لما عليه السلف ممن انتحل شعار الحرية وحقوق الانسان وتقنع بالليبرالية ليطعن ويشكك في علماء ودعاة هذه البلاد ويكسب تأييد الجهال من أبناء السنة.
وما أجمل ماوصف به الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله صحيفة الوطن بأنهم أصحاب توجه ونوايا سيئة يستكتبون أصحاب الأهواء ضد العقيدة وضد الوطن.

المحور الثاني: مناقشة الكاتب فيما ذكره من أسباب ظهور "داعش" وذلك في النقاط التالية:

1- من الأصول العظيمة التي تميز بها أهل السنة عن غيرهم من أهل البدع "وجوب السمع والطاعة لمن ولاه الله أمرهم في اليسر والعسر والمنشط والمكره وتحريم الخروج عليه وإن جار أو أظلم" وهذا أمر مجمع عليه عند أهل السنة ومقرر في جميع كتبهم العقدية فهو ديانة وعقيدة لا خوفا ولا تقية.
أما الطائفة التي ينتمي إليها الكاتب فإن من أصولهم المقررة في كتبهم والتي تتابع عليها أئمتهم "الخروج على أئمة الظلم والجور" وهو أصل عند المعتزلة والإباضية أيضا.

2- لقد اتفق علماء ودعاة هذه البلاد على أن "داعش" فرقة ضالة ومجرمة خارجة على جماعة المسلمين.
وجهود العلماء في محاربة فكر "داعش" وبيان خطره عبر مؤلفاتهم ودروسهم وخطبهم وغيرها من الوسائل بارزة لاتخفى على من كان منصفا.
بل إن العلماء والدعاة قد نالهم كثير من الأذى من قبل تلك الجماعات المتطرفة بسبب مايبذلونه في التحذير منها ومحاربتها.
والمتابع لما يثار في مواقع التواصل من قبل أولئك الغلاة وماينبزون به علماء ودعاة هذه البلاد من الألقاب المنفرة ك"الجامية" و "السرورية" و "علماء الطواغيت" يدرك أن العلماء والدعاة في واد وأولئك الغلاة في واد.

3- أما مايتعلق بأسباب ظهور داعش فأعتقد أنه ليس من حق الكاتب ولاغيره أن يجيرها لصالحه ويختزلها فيما يخدم مذهبه تضليلا للرأي العام وإثارة للفتنة بين أفراد المجتمع إذ الموضوع يحتاج أن تشترك في دراسته الوزارات المعنية والمؤسسات العلمية فتستكتب البحوث وتعرض على طاولة النقاش بكل شفافية ووضوح ممايصدر عنه نتائج دقيقة وسليمة
ولا أظن وزارة الداخلية تألوا جهدا في تقصي أسباب هذه الظاهرة ومعالجتها والقضاء عليها.
وما زعمه الكاتب من أن داعش صنيعة التعليم العام والمدارس الدينية ومراكز التحفيظ فهو كذب وبهتان يشهد الواقع بخلافة وذلك أن غلاة "داعش" وغيرها من الجماعات المتطرفة عامتهم من الجهال الذين لم يعرفوا بعلم ولا مجالسة للعلماء بل إن كثيرا منهم كانوا أرباب سوابق وفسق فتابوا مما هم عليه من المعاصي والتحقوا بهذه الفئة المتطرفة ولو وجدوا من يحتويهم ويوجههم من أهل العلم ويوضح لهم معاني القرآن الكريم ويبين لهم منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه لكان ذلك سببا بإذن الله في اعتدالهم وانتشالهم من بؤر الجهل والضلال.

أخيرا:
ليس غريبا على هذا الكاتب وأشباهه من الكتاب المنتمين للفرق المخالفة لأهل السنة انتصارهم لعقائدهم وانتهازهم الفرص للإيقاع بخصومهم تحت شعار الوطنية وحقوق الإنسان ومحاربة العنصرية والغلو ونحوها من العبارات البراقة التي يروجوا بها باطلهم.
لكن الغريب حقا عندما يشاركهم أبناء أهل السنة في تقويض بناء مجتمعهم فيسارعوا في نشر الشتائم والطعن المبطن الذي يكيله أولئك المبتدعة لرموز هذه البلاد من العلماء والدعاة ومايثيرونه من الكذب حول الأنشطة الدعوية وحلق تحفيظ القرآن والتي تشرف عليها الجهات الرسمية في هذه البلاد.

وفي ختام هذا المقال أجد من المناسب أن أنقل جزء مما كتبه خالد الغنامي الكاتب الصفحي الذي انخدع بتلك الشعارات فترة من الزمن فركب الموجه وحارب العلماء والدعاة مغترا بزيف الليبرالية فلما تبين له الأمر وتكشفت الأقنعة فإذا به يجد نفسه واقفا في صف أعداء الأمة من أهل الأهواء فأعلن رجوعه وكتب عدة من مقالات حذر فيها شباب الأمة ممن يقف وراء تلك المنتديات من أهل الأهواء بعد أن عرفهم عن قرب واطلع على أسراراهم
حيث قال في مقال له بعنوان "سدنة المعبد في المنتديات الليبرالية"
"عندما تنظر نظرة إجمالية للموضوعات التي تُطرق في تلك المنتديات، حتى لو كان مرورك كما يقال مرور الكرام، فستجد أن المواضيع هي نفس المواضيع، والأفكار هي نفس الأفكار، وربما المعرفات هي نفس المعرفات. المواضيع في الغالب عن الصحوة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد يكون هناك مواضيع موسمية غير هذين الموضوعين.
لكن موضوع الصحوة والهيئة ليسا موسميين، بل يتم علاجهما كل يوم بلا ملل.
وحتى المواضيع الموسمية، يتم ربطها بطريقة أو بأخرى بالموضوعين «الأم» وأن الإسلاميين هم أساس كل بلاء… إلخ..
أما الأفكار فتنطلق من رؤية مضادة لدين ومذهب وثقافة هذا البلد، والأعضاء تعرفونهم.
الغريب في الأمر أن هؤلاء الأشخاص ليسوا ملاحدة! بل متدينون جداً، لكن ينتمون لمذاهب أخرى!
إنني لا أشك في وجود أيد باطنية تعمل في الخفاء. إنني لا أشك لحظة، أننا أمام غزو فارسي استطاع أن يجمع قلوب البعض ممن يختلف مذهبه عن المذهب الأم في المملكة. غزو ثقافي فارسي يدرك بمكر ودهاء شديد أنك عندما تفقد هويتك، تفقد تبعاً لذلك كلَّ شيءٍ. نعم أنا أكرر سؤال الهوية كثيراً، لكنه يستحق فهو أهم الأسئلة: من أنت؟ وماذا سيبقى منا إن سمحنا لهم أن يُلغُوا هويتنا هكذا ؟
http://m.alsharq.net.sa/2012/03/17/168751

أسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل سؤ وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان وأن يعيذنا من الفتن ويثبتنا على الحق إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


 

مقالات الفوائد