اطبع هذه الصفحة


امْتِثَالُ السّلَفِ الأَبْرَارِ لأَمْرِ النَّبِيِّ المُخْتَارِ(2/2)

بِقَلَمِ/ عِمَاد حَسَن أَبُو العَيْنَيْنِ


بسم الله الرحمن الرحيم


امْتِثَالُ السّلَفِ الأَبْرَارِ لأَمْرِ النَّبِيِّ المُخْتَارِ(1/2)


تكلمنا في مقالة سابقة عن امتثال الصحابة لأمره  صلى الله عليه وسلم  وضربنا لذلك الأمثال، ولما كانت الأمثلة كثيرة رأينا أن نُتْبِعَهَا أختها، فقد كانت حياتهم كلها امتثالاً لأمره  صلى الله عليه وسلم  فلم يكن في حياتهم غيره، ولم يكن في خواطرهم سواه!، وقد كان تقليدهم إياه أمرًا نابعًا من الامتثال والإذعان لأمره  صلى الله عليه وسلم  فعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  خَاتَمَ الذَّهَبِ فَلَبِسَهُ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ الذَّهَبِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  إِنِّي كُنْتُ أَلْبَسُ هَذَا الْخَاتَمَ وَإِنِّي لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا فَنَبَذَهُ فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ»([1])
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ فَخَلَعُوا نِعَالَهُمْ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَائِكُمْ نِعَالَكُمْ قَالُوا رَأَيْنَاكَ خَلَعْتَ فَخَلَعْنَا قَالَ إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي أَوْ آتٍ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا أَذًى أَوْ قَذَرًا فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيُقَلِّبْ نَعْلَيْهِ فَإِنْ رَأَى فِيهِمَا أَذًى فَلْيُمِطْ وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا»([2])

وهناك أمور عجيبة قام بها الصحابة الكرام تدل دلالة واضحة على الطاعة والامتثال قد لا تستسيغها عقول المسلمين اليوم ولكنهم الصحابة الكرام!، فعَنْ جَابِرٍ قَالَ لَمَّا اسْتَوَى رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ اجْلِسُوا فَسَمِعَ ذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَجَلَسَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  فَقَالَ تَعَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ»([3])
وعَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  مَنْ يَتَقَبَّلُ لِي بِوَاحِدَةٍ وَأَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ قُلْتُ أَنَا قَالَ لَا تَسْأَلْ النَّاسَ شَيْئًا قَالَ فَكَانَ ثَوْبَانُ يَقَعُ سَوْطُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ فَلَا يَقُولُ لِأَحَدٍ نَاوِلْنِيهِ حَتَّى يَنْزِلَ فَيَأْخُذَهُ»([4])
وعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  يَقُولُ لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ وَلَأَخَّرْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ قَالَ فَكَانَ زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ يَشْهَدُ الصَّلَوَاتِ فِي الْمَسْجِدِ وَسِوَاكُهُ عَلَى أُذُنِهِ مَوْضِعَ الْقَلَمِ مِنْ أُذُنِ الْكَاتِبِ لَا يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ إِلَّا أُسْتَنَّ ثُمَّ رَدَّهُ إِلَى مَوْضِعِهِ»([5])
وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  مِنْ ثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَعَلَيَّ رَيْطَةٌ مُضَرَّجَةٌ بِالْعُصْفُرِ فَقَالَ مَا هَذِهِ فَعَرَفْتُ مَا كَرِهَ فَأَتَيْتُ أَهْلِي وَهُمْ يَسْجُرُونَ تَنُّورَهُمْ فَقَذَفْتُهَا فِيهِ ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ الْغَدِ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا فَعَلَتْ الرَّيْطَةُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَلَا كَسَوْتَهَا بَعْضَ أَهْلِكَ فَإِنَّهُ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ لِلنِّسَاءِ»([6])
وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ جَاءَ نَاسٌ مِنَ الْأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  فَقَالُوا إِنَّ نَاسًا مِنْ الْمُصَدِّقِينَ يَأْتُونَنَا فَيَظْلِمُونَنَا قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُمْ قَالَ جَرِيرٌ مَا صَدَرَ عَنِّي مُصَدِّقٌ مُنْذُ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  إِلَّا وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ»([7])
وبعث النبي  صلى الله عليه وسلم  أَبَا مُوسَى عَلَى الْيَمَنِ ثُمَّ أَتْبَعَهُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ مُعَاذٌ قَالَ انْزِلْ وَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ مُوثَقٌ قَالَ مَا هَذَا قَالَ هَذَا كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ ثُمَّ رَاجَعَ دِينَهُ دِينَ السُّوءِ قَالَ لَا أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ قَضَاءُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ اجْلِسْ نَعَمْ قَالَ لَا أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ قَضَاءُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ»([8])
وعَنْ أَبِي لَبِيدٍ قَالَ كُنَّا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ بِكَابُلَ فَأَصَابَ النَّاسُ غَنِيمَةً فَانْتَهَبُوهَا فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  يَنْهَى عَنْ النُّهْبَى فَرَدُّوا مَا أَخَذُوا فَقَسَمَهُ بَيْنَهُمْ»([9])
وعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ  صلى الله عليه وسلم   سَهِرَ فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَالَ لَيْتَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِي صَالِحًا يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ سِلَاحٍ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ جِئْتُ لِأَحْرُسَكَ وَنَامَ النَّبِيُّ  صلى الله عليه وسلم  »([10])

وها هنا وقفة مع عمر بن الخطاب وآله فقد كان رضي الله عنه وأرضاه آية من آيات الامتثال والوقف على أمره  صلى الله عليه وسلم  والملاحظة لما يكون منه  صلى الله عليه وسلم  من أمر أو نهي أو إقرار حتى إن كان هذا على حساب الأهل والولد، فعن ابن عمر قال: فرض عمر لأسامة بن زيد أكثر مما فرض لي، فكلمته في ذلك، فقال: إنه كان أحب إلى رسول الله منك، وإن أباه كان أحب إلى رسول الله،  صلى الله عليه وسلم  ، من أبيك»([11])
وعَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  أَدْرَكَهُ وَهُوَ فِي رَكْبٍ وَهُوَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَسْكُتْ، قَالَ عُمَرُ فَوَاللَّهِ مَا حَلَفْتُ بِهَذَا ذَاكِرًا وَلَا آثِرًا»([12])
وعَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ قال لَمَّا بَلَغَ عُمَرُ سَرَغَ حُدِّثَ أَنَّ بِالشَّامِ وَبَاءً شَدِيدًا قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ شِدَّةَ الْوَبَاءِ فِي الشَّامِ فَقُلْتُ إِنْ أَدْرَكَنِي أَجَلِي وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ حَيٌّ اسْتَخْلَفْتُهُ فَإِنْ سَأَلَنِي اللَّهُ لِمَ اسْتَخْلَفْتَهُ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ  صلى الله عليه وسلم   قُلْتُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَكَ  صلى الله عليه وسلم   يَقُولُ إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَمِينًا وَأَمِينِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَأَنْكَرَ الْقَوْمُ ذَلِكَ وَقَالُوا مَا بَالُ عُلْيَا قُرَيْشٍ يَعْنُونَ بَنِي فِهْرٍ ثُمَّ قَالَ فَإِنْ أَدْرَكَنِي أَجَلِي وَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ اسْتَخْلَفْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَإِنْ سَأَلَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لِمَ اسْتَخْلَفْتَهُ قُلْتُ سَمِعْتُ رَسُولَكَ  صلى الله عليه وسلم   يَقُولُ إِنَّهُ يُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيْ الْعُلَمَاءِ نَبْذَةً»([13])
وعَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ لَمَّا أَقْبَلَ أَهْلُ الْيَمَنِ جَعَلَ عُمَرُ يَسْتَقْرِي الرِّفَاقَ فَيَقُولُ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ قَرَنٍ حَتَّى أَتَى عَلَى قَرَنٍ فَقَالَ مَنْ أَنْتُمْ قَالُوا قَرَنٌ فَوَقَعَ زِمَامُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوْ زِمَامُ أُوَيْسٍ فَنَاوَلَهُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ فَعَرَفَهُ فَقَالَ عُمَرُ مَا اسْمُكَ قَالَ أَنَا أُوَيْسٌ فَقَالَ هَلْ لَكَ وَالِدَةٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَهَلْ كَانَ بِكَ مِنْ الْبَيَاضِ شَيْءٌ قَالَ نَعَمْ فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَذْهَبَهُ عَنِّي إِلَّا مَوْضِعَ الدِّرْهَمِ مِنْ سُرَّتِي لِأَذْكُرَ بِهِ رَبِّي قَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَغْفِرْ لِي قَالَ أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  »([14])
وعَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ رَأَيْتُ عُمَرَ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ فَقَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ ثُمَّ دَنَا مِنْهُ فَقَبَّلَهُ»([15])

وهذا ابنه عبد الله بن عمر بن الخطاب ينشأ على حب رسول الله  صلى الله عليه وسلم  والامتثال لأمره فكان رضي الله عنه يطيعه حيًّا وميتًا، فعَنْه رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  قَالَ اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ فَإِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ وَيُسْقِطَانِ الْحَبَلَ. قَالَ سَالِمٍ بن عَبْدِ اللَّهِ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْتُلُ كُلَّ حَيَّةٍ وَجَدَهَا فَأَبْصَرَهُ أَبُو لُبَابَةَ أَوْ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُطَارِدُ حَيَّةً»([16])
وعَنْه رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  قَالَ أَجِيبُوا الدَّاعِيَ إِذَا دُعِيتُمْ. قَالَ نَافِعٍ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَأْتِي الدَّعْوَةَ فِي الْعُرْسِ وَفِي غَيْرِ الْعُرْسِ وَيَأْتِيهَا وَهُوَ صَائِمٌ»([17])
وعَنْه رضي الله عنه قَالَ كُنْتُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم  وَمَا لِي مَبِيتٌ إِلَّا فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم  وَكَانَ النَّبِيُّ  صلى الله عليه وسلم  إِذَا أَصْبَحَ يَأْتُونَهُ فَيَقُصُّونَ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا قَالَ فَقُلْتُ مَا لِي لَا أَرَى شَيْئًا فَرَأَيْتُ كَأَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ فَيُرْمَى بِهِمْ عَلَى أَرْجُلِهِمْ فِي رَكِيٍّ فَأُخِذْتُ فَلَمَّا دَنَا إِلَى الْبِئْرِ قَالَ رَجُلٌ خُذُوا بِهِ ذَاتَ الْيَمِينِ فَلَمَّا اسْتَيْقَظْتُ هَمَّتْنِي رُؤْيَايَ وَأَشْفَقْتُ مِنْهَا فَسَأَلْتُ حَفْصَةَ عَنْهَا فَقَالَتْ نِعْمَ مَا رَأَيْتَ فَقُلْتُ لَهَا سَلِي النَّبِيَّ  صلى الله عليه وسلم  فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ، قَالَ نَافِعٌ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي اللَّيْلَ»([18])
وعَنْه رضي الله عنه قَالَ كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ وَكُنْتُ أُحِبُّهَا وَكَانَ أَبِي يُبْغِضُهَا فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ  صلى الله عليه وسلم  فَأَمَرَنِي أَنْ أُطَلِّقَهَا فَطَلَّقْتُهَا»([19])
وعَنْه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم : لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ. قَالَ نَافِعٌ: فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ»([20])
وكان رضي الله عنه يعلم أولاده الامتثال لأمره  صلى الله عليه وسلم  ومن يخالف منهم ذلك يعنفه تعنيفًا شديدًا، فعَنْه رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  يَقُولُ لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا. قَالَ سَالِمُ: فَقَالَ بِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ وَقَالَ أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  وَتَقُولُ وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ»([21])

هؤلاء هم الصحب الكرام والجيل الذي مكن الله له في الأرض بفضل الامتثال والطاعة لأمره  صلى الله عليه وسلم  فهل لنا مسلمُو القرن الخامس عشر من عودة حميدة إلى ديننا وسنة نبينا نستجلي منها طريقًا لحياتنا الدنيا لنصل إلى علو في الحياة وفي الممات.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا إنه على كل شيء قدير. والحمد لله رب العالمين.



-----------------------------
([1]) رواه البخاري5865، مسلم 2091، أبو داود 4227، الترمذي 1741، النسائي 5164، ابن ماجة 3645.
([2]) رواه أبو داود 650، إرواء الغليل 284.
([3]) رواه أبو داود 1091، صحيح أبي داود 1/286.
([4]) رواه أبو داود 1643، النسائي 2590، ابن ماجة 1837، صحيح الترغيب 813.
([5]) رواه أبو داود 47، الترمذي 23، المشكاة 390.
([6]) رواه أبو داود 4066، ابن ماجة 3603، صحيح أبي داود 4/52.
([7]) رواه مسلم 989، أبو داود 1589، الترمذي 647، النسائي 1460.
([8]) رواه البخاري 6923، مسلم 1733، أبو داود 4354، النسائي 4.
([9]) رواه أبو داود 2703، صحيح أبي داود 3/66.
([10]) رواه البخاري 2885، مسلم 2410، الترمذي 3756.
([11]) سير النبلاء 1/228، وذكره الحافظ في الاصابة  4/50 وقال: صحيح.
([12]) رواه البخاري 6108، مسلم 1646، أبو داود 3249، الترمذي 1533، النسائي 3766، ابن ماجة 2094.
([13]) رواه أحمد 106، السلسلة الصحيحة 1091.
([14]) رواه مسلم 2542، أحمد 268.      
([15]) رواه البخاري 1597، مسلم 1270، أبو داود 1873، الترمذي 860، النسائي 2937، ابن ماجة 2943.
([16]) رواه البخاري 3299، مسلم 2233، أبو داود 5252، ابن ماجة 3535.
([17]) رواه البخاري 5173، مسلم 1429، أبو داود 3736، الترمذي 1098، ابن ماجة 1914.
([18]) رواه البخاري 23، مسلم 2390، الترمذي 2285، النسائي 5011.
([19]) رواه أبو داود 5138، الترمذي 1189، ابن ماجة 2088، صحيح ابن ماجة 1/675.
([20]) رواه أبو داود 462، الثمر المستطاب 1/485.
([21]) رواه البخاري 865،مسلم 442، أبو داود 566، الترمذي 570، النسائي 706، ابن ماجة 16.

 

مقالات الفوائد