صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مراجعة لكتاب (عبودية المراغمة)
من تأليف الشيخ سهل بن سعود العتيبي

وضاح بن هادي
@wadahhade
خبير فن صناعة القراءة

 
بسم الله الرحمن الرحيم


تأتي هذه الرسالة الصغيرة في حجمها – لا تتجاوز عدد صفحاتها 75 صفحة من القطع المتوسط -، واللطيفة في مضمونها، وقد قدّم لها وأوصى بها فضيلة العلامة عبدالرحمن البراك، والدكتور الشيخ خالد المشيقح، والدكتور الشيخ ذياب الغامدي ..
وحيث انطلق كاتبها من خلال الإشارة إلى مقال للدكتور حاتم العوني الذي عنونه (من معالم الدعوة الغائبة)، والذي وصل فيه إلى قوله : (حتى بالقرآن لا يحق لنا تعمّد إغاظة الكفار)، فعقّب المؤلف بقوله : (بل والله إن عبودية المراغمة والمغايظة للكفار هي العبودية الغائبة، التي غيّبها : التسامح المزيف، والتيسير المعاصر، والتعايش المبتدع، والانهزامية.. وغيرها).

ثم عرّج بعدها صاحب الرسالة في أكثر من 16 صفحة على أدلة الوحيين المبررة لحقيقة هذه العبودية الغائبة (عبودية المراغمة والمغايظة لأعداء الله)، كيف لا؟ وهم من قالوا : {إن الله ثالث ثلاثة}، {يد الله مغلولة}، {عزير ابن الله}، {المسيح ابن الله}، {إن الله فقير ونحن أغنياء}، {اتخذ الله ولدا}، {لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا}، {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه}... الخ.
بل هم الذين : {يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس}، {يحرفون الكلم من بعد مواضعه}، {ودّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء}، {يفترون على الله الكذب}، {ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض}، {يصدّون عن سبيل الله ويبغونها عوجا}، {لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة}.. الخ.
وهذا غيض من فيض مما ذكره المؤلف من نصوص تعضد مذهبه، بل ومذهب أهل السنة والجماعة في هذا الباب.
ثم يأتي صاحب الرسالة لحل إشكال يرد على الذهن بداية وهو : أن الإعراض عن الكفار وعدم التعلق بهم والتودد إليهم، ومنابذتهم وكرههم وبغضهم ومراغمتهم، لا يتعارض بحال مع دعوتهم والإحسان إلى القريب منهم والجار؛ وهذا يظهر أولا من قول الله لنبيه : {فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا}، ثم من خلال ترجمة النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الآية من خلال فعله وهديه.

ليأتي المؤلف بعد هذا إلى تعريف (المراغمة والمغايظة) لغة وشرعا، ويعضدها بالنصوص الواردة في كتاب الله وفي سنة رسوله، سواء وردت فيها اللفظة بذات النص، كقول الله تعالى : {ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار}، وكقوله : {يُعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار}، أو وردت دالة على تحقيق معنى المغايظة، كقول الله تعالى : {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين}، وذهب الفقهاء إلى أن من حكم (الترجيع في الأذان والذي أمر به النبي أبا محذورة، وأن التجمع لصلاة العيدين وإظهار الذكر، وأن الرمل بين الركنين..) فيها إغاظة للكفار.

ليختم المؤلف رسالته العميقة بكلام للشيخ محمد العثيمين رحمه الله في كتابه الشرح الممتع : (وكل شيء يغيظ الكافر فإنه يُرضي الله عز وجل، وكل شيء فيه إكرام للكافر فإنه يُغضب الله عز وجل؛ لأن إكرام الكافر معناه إظهار الإكرام لمن أهانه الله، وهذه مراغمة لله عز وجل..

نسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا من أوليائه وأن يرزقنا مراغمة أعدائه

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
وضاح هادي
  • القراءة
  • التربية والدعوة
  • مشاريع قرائية
  • قراءة في كتاب
  • تغريدات
  • أسرة تقرأ
  • الصفحة الرئيسية