اطبع هذه الصفحة


مجموعة قواعد التطوير والسعادة لابن زويد

القاعدة الثامنة : قاعدة الطاءات السبع في حسن المنطق وطيب الكلام

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ؛أما بعد
فجمال المنطق وحسن اختيار الألفاظ من أسباب تحصيل الأجور العظيمة ومن أسباب سعادتك وسعادة من حولك بك .
وعندما يكون الإنسان سيء المنطق فلا أشقى منه ؛ولا أتعس حياة ممن يظطر لمعاشرته .
فاللسان الجارحة الجارحة .
وهذه سبعة أمور تبدأ بحرف الطاء من اعتنى بها عظم أجره وحسن منطقه وطابت معاشرته ؛وحريٌ بالعاقل أن يعتني بها في جده وهزله؛ وقد سميتها:
قاعدة الطاءات السبع في حسن المنطق وطيب الكلام ؛ وقد اخترت هذا الاسم تسهيلا لاستذكارها واستخدامها ؛ وهي كالتالي :

الأول / طيِّب :

اجعل كلامك مطيبا بذكر الله سبحانه وذكر آيات من كتابه وأحاديث من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
وطيِّب كلامك بذكر الفوائد والحكم من كلام العلماء والحكماء وأهل الرأي والفضل .
وطيِّبه أيضاً بتوجيه الرسائل الإيجابية لمن تتحدث معه ؛ فإنها تبعث في النفس من علو الهمة والإصرار ما لا يخطر لك ببال .

الثاني / طهر :

في الحديث الصحيح :(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) .
خياران لا ثالث لهما إما الحديث بالخير أو الصمت .
فطهر لسانك من فاحش القول وبذيئه ومن السباب والشتام .
وطهره أيضاً من كل رسالة سلبية لا تبال بها تُحدث في نفس الموجه له الكلام أثرا سلبيا أبلغ من أثر السهام .

الثالث / طوّع :

طوّع لسانك لعقلك وفكرك وطّوع عقلك وفكرك للحق ؛ فإن كثيرا من الناس يُطلق لسانه بالكلام في كل شيء وفي كل وقت.
وكم حصلت من مشاكل بسبب هذا .
فلا تكن مهذارا بالحديث .
الصمت زين والسكوت سلامة
فإذا نطقت فلا تكن مهذارا
والعاقل لا يتكلم حتى يتأمل ما يريد قوله فإن ترجح نفعه قاله وإن كانت الأخرى صمت .

الرابع / طرّز :

قد تحتاج أحيانا أن تقول كلاما لا يروق للمستمع كمن يقدم نصيحة لآخر أو ينبه على خطأ معين في حي معين أو ينبه رجل لأمر في أولاده ؛ فعند ذلك طرّز نصيحتك وكلامك بطراز بديع من جميل القول وأدب الكلام توصل به مقصودك بدون جرح للمشاعر فلا ضرر ولا ضرار .

الخامس / طوّر :

فطور قدراتك الكلامية ؛ فاللسان أداة البيان وكلما كنت أفصح بيانا وأحسن كلاما كلما طابت مجالستك واستفاد الناس من مرافقتك .
وطور بقدراتك الكلامية قدرات من تتعامل معهم من أهل وأصحاب وزملاء باختيار اللفظ المناسب في الوقت المناسب بما ينفعهم ويعود عليهم بالفائدة في دينهم ودنياهم .

السادس / طمئن :

دنيا الناس مليئة بالمكلومين والمنكوبين والمتحسرين من تفعل الكلمة الطيبة فيهم فعلها وينتظرون سماعها على أحر من الجمر .
فلا تبخل عليهم بكلمة طيبة تطمئن بها قلوبهم وتبعث الحياة في أرواحهم .
دعوة لغريب يسمعها تخفف عليه من ألم الغربة وجراح الفراق .
فلا تكن بخيلا بالكلام الطيب .

السابع / طالب :

ليس من سوء المنطق المطالبة بحقك أو حق ضعيف أو يتيم ؛ بل هي من حسن المنطق وطيب الكلام بشرط أن تكون مستعملا الطيب من القول في مطالبتك فلا تكن ممن يريد البناء فيهدم ولا يبني ،ويضر ولا ينفع ، ويؤثم ولا يؤجر .

خاتمة :
راقب لسانك فإنه صغير جرمه عظيم جرمه .
وكلمة واحدة ترفع العبد درجات في الجنة وكلمة واحدة يهوي بها في النار سبعين خريفا .
فحري بنا يا أخي أن نعتني بهذه القواعد والله الموفق والمسدد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

مصلح بن زويد العتيبي
١٤٣٥/١١/١٣هـ .

 

مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية