اطبع هذه الصفحة


وبدَت محاسنُها التي تخفى..!

د.حمزة بن فايع الفتحي


وكان الأمر جداً،،،!
وكان الأمر خطيرا، وباتت القضية ملتهبة، لا تقبل الانتظار، ولا يمكن أن تُظلل بظلال الإرجاء والتسويف، او التراخي والهزال ،،،،!!
أيُصبر على تبذل المرأة، وهل يطاق ضياع العرض،،؟!
لا بارك الله بعد العرض في المالِ،،،!
ثارت معه المشاعر، والتهبت العزائم، وهب الغيارى مدافعين عن الأعراض والشرف...!
كيف يُسبى بناتنا، وتباع عذارانا، وتتكشف محاسنهن كالأنعام،،،،! فحمل ذلك الشاعر العربي، عمرو بن معدي كرب الزبيدي، على منازلة الخصوم بكل بأس وضراوة ،،،،!
نازلتُ كبشهمُ فلم أر// من نزال الكبش بدا
هم ينذرون دمي// وأنذر إن لقيت بأن اشدا

وأجمل ما في المرأة وجهها، وانكشاف جسدها، حتى تبيت كالإماء ايام الاسترقاق، او الانعام، لا قيمة ولا اعتبار،،،!
فكانت الغيرة تحمل رجالات القبيلة على المدافعة،،،،!
لادفع عن مكارم صالحات// وأحمي بعدُ عن عرض صحيحِ !!
لان المرأة حقها الستر والصيانة،،،،! وأعظم ما يصان فيها وجهها،،،،!!
وهو ما تمدح به الشعراء عبر التاريخ، ودققوا في وصف العين والخدود والقدود والشعر،،،!
ولذلك لا غرابة ان يأتي التشريع بوجوب تغطيته، فيقول المولى تعالى (( يدنين عليهن من جلاليبهن )) سورة الأحزاب . فسرت بهن وجوههن واعطافهن،.
كما قاله غير واحد من المفسرين، وبعض أئمة اللغة فسر الإدناء، بتغطية الوجه . وفي صحيح البخاري(( ولا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس الخفين )) والمعنى: انه كان من عادتهن لبسه فيما دون الإحرام،،،،!
فكيف يقال بعد ذلك أنه عادة مجتمعية، او بدعة محدثة،،،،؟!
وفي سنن الترمذي قال صلى الله عليه وسلم (( المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان )) اي زينها للناظرين.
وهذا وهي بحجابها، فكيف بالسافرة المتبرجة، والمخالطة للرجال،،،.؟!
وحينما تثار مسالة كشف الوجه للمرأة، لا باس ان تناقش بوعي وموضوعية، وأنها ليست محل إجماع، ولكنها ما ينبغي ان تثار معزولة عن سياقها الصحيح، بين العلماء والباحثين، وليس بين المهرجين والشهوانيين، وتبين بضوابط الخلاف وآدابه،،،! ومن التفقه ان تدرك فقه كلام المجيزين، وأنهم لم يقولوا بالحجاب الحالي، والمحلى بالاصباغ والمساحيق الفتانة،،،،!!
او بالبناطيل، او الملابس المزركشة او الشفافة، او الضيقة،،،،!!
فاسمع ما يقوله بعضهم، كأبي حامد الغزالي صاحب الإحياء ، رحمه الله وهو من أئمة المذاهب الثلاثة المنسوب لها الجواز،، يقول( ولم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه، والنساء يخرجن منتقبات !!)
ونصوا كذلك ان زمان الفتنة وانتشار الفساق يجب تغطية الوجه، فهذا الامام ابن نُجيم من السادة الحنفية يقول كما في (البحر الرائق): ( قال مشايخنا: تُمنع المرأة الشابة من كشف وجهها بين الرجال في زماننا للفتنة")..،،
فكيف يقول هؤلاء في فتن زماننا المتراكمة، والتي ازكمت الأنوف، وزعزعت الشعائر، ومزقت الأسر، وهتكت أخلاق الاجيال ،،،؟!
لا أظن عاقلاً يتكلم عن خلاف فقهي حينها، وقد أُلجم بكلام هؤلاء المحققين،،؟!
ولولا خشية الإطالة، لبسطت النقول هنا عن هؤلاء المجيزين، وأنهم لا يبسّطون الشرع كهؤلاء، او يميعون الأحكام كالجهال،،،! ولكن تراجع لمن كتب هنالك كالشيخ الطريفي والشيخ لطف الله خوجه، وكتاب الدكتور الداود هل يكذب التاريخ، وغيرها،،،،!
والسؤال هنا: ما سبب الإثارة هذه الأيام، ؟!
طبعا باختصار:
لا بد ان تدرك ان مروجيها صحف محددة، وقنوات مشبوهة، لا علاقة لها بالفضيلة فضلا عن ان تتكلم عن الحجاب، فالكتاب يعرف من عنوانه، والبعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير،،،!!
فقد لعبت تلكم القنوات دورا ضخما خلال العشرين سنة الفائتة في التغريب والتعرية، وهتك الأخلاق، وبث الثقافة الامريكية والغربية عموما ،،،! حتى تبيت كالرجال، فعلا وأخلاقا ، كما قيل:
يفعلن أفعال الرجال لواهيا// عن واجبات نواعس الأحداقِ...!!

فما أفلحوا ولا أنجحوا،،،!
ولحظوا ان خططهم فشلت، ومحاولاتهم تعكرت، رغم التغيرات الحاصلة، والضغوطات الممارسة من الغرب، وتتبعه لقضايا المراة السعودية وحجابها وعملها، وإعراضه عن منتهكة في العراق وسوريا، ومهانة في أقطار اخرى،،! إلا ان المجتمع، لا يزال صلبا في قضايا المراة وأخطرها الحجاب، بل قل النقاب ،،!
وتصلب في قيادة السيارة، لعلمه بتداعياتها التعيسة وهو تصلب محمود، فركبوا الآن موجة الخلاف الفقهي، ومجيزين وميسرين، حتى يهزوا القناعات السابقة قديما،،،،!
ونسأل الله ان يرد كيدهم في نحورهم،،،،! قال تعالى (( ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما )) سورة النساء . هذا مقصدهم باختصار وسلامتكم،،،،!

1435/2/27

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية