اطبع هذه الصفحة


روائع الكلم النبوي(١٦)( ما من أيام..)..!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000



تمر على العبد غقلات ولحظات يقصر فيها، وينسى ما افترضه الله عليه، أو ندبه إليه، فتأتي مواسم إيمانية، وساعات ذهبية، تحمل أنداء التذكير والعظة والإيقاظ، فمن احتفل لها فاز ونجا، ومن أهملها وأدمن التقاعس، خسر وضيع ، ومن ذلك أيام عشر ذي الحجة، ( والفجر وليال عشر ) سورة الفجر، وتأمل قوله ( ما من أيام العمل فيها..)
أسلوب تشويقي، وخطاب لافت، ونداء يستنفر الأذهان والهمم..( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء ) رواه البخاري في صحيحه .

وهنا دعوة لكل عمل صالح، وطاعة مباركة، أو معروف محمود، وهذا يشمل العبادات المشهورة، وما يليها من أعمال فاضلة، وطاعات مبرورة نحو:


التكبير: وقد نُص عليه ، وفِي رواية عند أحمد ( فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ). وصيغته( الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) ولا يصح شيء في السنة، ولكنها آثار منقولة عن السلف، فبأيها قال طاب وحسن .

الحج والعمرة: وهو موسم لهما، وما فضلت هذه الأيام إلا بسبب اجتماع أمهات العبادة فيها كصلاة العيد والحج والذكر والصدقة والصيام، كما قال الحافظ رحمه الله .

صيامها: وقد ورد التخصيص لعرفة، وقد نص النووي رحمه الله أنه يستحب صيامها استحبابا شديدا، ويندرج تحت العمل الصالح .

قراءة القرآن: وهو من أنفس الطاعات، ومن تيسر ختمه له فيها، فهو من أجل ما يُبذل، ومن أزكى ما يرتجى،( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) سورة الشورى .

قيام الليل: حلية العباد، وزينة القانتين المخلصين ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون ) سورة الذاريات .

الصدقة والتبرعات: والاهتمام بالفقراء والمحتاجين ، لا سيما وهم يحتاجون إلى فرحة العيد وطيب الاجتماع، وفِي استقبال الأضحية وحاجتهم للطعام ماسة، ونحن مندوبون للصدقة في أولها وتسن لنا الأضحية في يوم عيدها ، قال تعالى ( فصل لربك وانحر )سورة الكوثر. قال جمهور المفسرين : ذبح البدن ونحوها.

الأضحية: وهي سنة مؤكدة، وتشتد في حق الغني الموسر، وَمِما ورد فيها ما رواه الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسا ). وصححه المحدث الألباني .

التوبة والمسارعة في الخيرات: قال تعالى ( فاستبقوا الخيرات ) سورة البقرة. ولا استغناء لعبد عن توبته لخالقه، ومحاسبته لنفسه، وتذكر ماضيه بالندم الشديد، والاستغفار المستديم ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) ولعل هذا الفلاح يمنحك الصدق والمسارعة خلف كل فضل، وطلب كل قربة، والمحافظة على كل ساعة( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم )سورة ال عمران .

الضن بالأوقات : واستغراقها في طاعة الله من ذكر وتلاوة، أو تهليل وسماحة، أو صلاة وصدقة، أو إحسان ومبادرة، وفِي الحديث :( لا تحقرن من المعروف شيئا ...)
ويحسن بعاملها، نفضُ كسل ذاته، وتنشيط الآخرين، وتربية أهل بيته، ودعوة الزملاء والأحباب إلى استثمارها، فيكفينا كسل استدام، وغفلة استطالت، والله يهدينا لأحسن الأعمال والأقوال، ويعيننا على أنفسنا ، إنه على كل شيء قدير...

١٤٣٩/١٢/٥

‏‫‬

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية