اطبع هذه الصفحة


القلب الدعوي...!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


القلب جوهرة لطيفة ربانية ، لا يصلح للدعاة إلا ايداع الحب والإخلاص والتآلف فيها.

زكاته غالبا تعني الصفاء وحسن العمل وسلامة النيات(( قد أفلح من زَكَّاهَا )) سورة الشمس .

يحرص الأعادي من المنافقين على تمزيقنا والتمزيق الدعوي من أهم مقاصدهم .(( ولا تنازعوا فتفشلوا )) سورة الأنفال .

التمزيق الدعوي بالتحريش بين العلماء والدعاة، وجعلهم في معركة داخلية ، تنسيهم المعارك الحقيقية .(( إنما المؤمنون إخوة )) سورة الحجرات.

قد يبدأ التحريش الدعوي بمسألة فقهية أو دعوية اجتهادية ثم ينتهي لتقاطع حاد (( ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا )).

في ظل حرق الشام وتشييع العراق وبورما، يشتغل بعض الدعاة بإخوانه الإسلاميين تقطيعا وتجريحا .

قال الإمام ابن تيمية في بعض أهل البدع: ( لا الإسلام نصروا، ولا الأعداء كسروا )!

القلب الدعوي، يتجاوز كل ذلك، ويفرَغ لدعوته ورسالته البهيجة العطائية.

فهو زكي رضي، بانٍ فاعل ومنتج وضاء .

قلب معظّم لله، عليم بربه، كثير الذكر، مشفق لخطاياه. (( وتطمئن قلوبهم بذكر الله )) سورة الرعد.

سليم الصدر على إخوانه ويفرح ببرامجهم ويدعو لهم بالتوفيق والتسديد.

يحب الجميع، متواصل مع الجل، قضيته الأولى الدعوة، لا نفسه ولا أتباعه أو حزبيته..!(( أوثق عرى الإيمان الحب في الله )).

لا يتحزب إلا للإسلام ونفع الخلائق، فهو غير موغل في التوجهات وفرِح بالجميع، ووصول برغم المحن والجفاء .(( وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )).

يشيد بكل إنجازات إخوانه وإن لم تكن على شرطه ومن منهاجه.(( لا يشكر الله من لا يشكر الناس )).

الدعوة عنده انتفاع العالم وليس ظهور رايته أو منطقته أو انتصار توجهه..!

لا يستجيز هتك الأعراض، أو انتقاص الفضلاء، ولو باسم البدع المغلوطة، ويغتفر سيئاتهم في بحار حسناتهم .

خلافه الدعوي يكتمه، ويغلب المصالح الدعوية العليا، ويثني ويشكر كل محسن ومجتهد .

قال الإمام أحمد في المحدث إسحاق رحمهما الله: ( لم يعبر الجسرَ إلى خراسان مثلُ إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا ).

القاعدة المنهجية القرآنية (( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا )) سورة المائدة .

رب قلبٍ له من السماحة فضل// وقلوب كمرتع الأضغانِ

التزكية الإيمانية صانعة للقلب الدعوي، مع تقوى وتواضع وفقه رشيد، ومجاهدة في كظم الغير بكل أشكالها.

إخوة الإيمان كافية في التربية والصقل الاجتماعي المترابط (( والمؤمنون بعضهم أولياء بعض )) سورة التوبة .

القلب الدعوي وَصول حفيّ بكل الناس، لا يتعالى أو يقطب أو يتضايق.(( وقولوا للناس حسنا )) سورة البقرة.

نبذ الغيبة والوشايات الدعوية والأخوية مقدمة للصفاء والتباعد وإصلاح النفس وعيوبها( من نم لك نم عليك).

تكفيه ذنوبه عن عيوب الناس، فيزكي روحه ويسير على خطى واضحة من الدعوة والمقاربة.

والله ولي التوفيق والتسديد.

١٤٣٨/٤/١١

 

د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية