اطبع هذه الصفحة


فوائد مختصرة من تفسير سورة " ص " للعلامة ابن عثيمين

فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 
 بسم الله الرحمن الرحيم
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من تفسير من سورة " ص " للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة, لا تزيد عن سطرين, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

●  بركة القرآن الكريم:

& بركة القرآن من عدة أوجه...في الثواب الحاصل بتلاوته, فإن من قرأ حرفاً واحداً منه, فله بكل حرف عشر حسنات, وهذه بركة عظيمة.

& ما يحصل للإنسان بتلاوة القرآن من انشراح الصدر, ونور القلب وطمأنينته, كما هو مجرب لمن قرأ القرآن بتدبر.

& الله تعالى فتح بهذا القرآن مشارق الأرض ومغاربها, فإن المسلمين لما كانوا متمسكين بهذا الكتاب, سادوا العالم كله, ولا شك أن هذا من البركة بهذا القرآن.

& ما يحصل بهذا القرآن من اجتماع الكلمة, وحفظ اللغة الأصلية للقوم الذين نزل بلغتهم...فهذا من بركة القرآن الكريم

& من بركة القرآن أنه يُستشفى به من أمراض القلوب, ومن أمراض الأبدان.

●  تدبّر القرآن والاتعاظ به:

& الفائدة من إنزال هذا القرآن المبارك تتركز على شيئين, هما: التدبُّر والتذكًّر.

& حثّ الإنسان على تدبّر الآيات, وأن لا يقرأ القرآن قراءةً لفظية فقط.

& التدبًّر معناه التأمل في أدبار الأمور وعواقبها, وتكرار اللفظ على القلب, مرَّةً بعد مرّةٍ, حتى يتضح المعنى.   

& لا يمكن أن يتعظ الإنسان بالشيء إلا إذا عرف المعنى الذي يتضمنه, فيتدبر أولاً, ثم يتذكر ثانيا.

& الاتعاظ بالقرآن هو التأثر به في القلب والجوارح. والتأثر بالقلب إخلاص العبد لله وإنابته إليه وتوكله عليه وما أشبه ذلك...وتأثر الجوارح القيام بطاعة الجوارح

& من تذكّر بالقرآن فهو صاحب عقل, ومن لم يتذكر فليس له عقل رشد, وجه ذلك أن الله جعل التذكر لمن اتصفوا بالعقول.

●  صبر أيوب عليه الصلاة والسلام:

& صبر أيوب...كان صبراً على قدر الله...لأنه صبر على ما مسه من الشيطان, وكان صبراً على معصية الله فلم يجزع...وكان صبراً على طاعة الله لأنه لجأ إلى الله.

& صبر أيوب عليه السلام هذا الصبر العظيم على المرض وفقد الأولاد وفقد الأهل, ومع ذلك لم ينس الله عز وجل, لجأ إليه عند الشدائد.

& الثناء على أيوب عليه الصلاة والسلام بالصبر, لقوله تعالى ﴿إنا وجدناه صابراً

●  المصائب:

& من طبيعة الإنسان إذا أصيب بمصيبة أن يحاسب نفسه. أما قبل أن يصاب فقد يغفل, لكن إذا أصيب بمصيبة صار يحاسب نفسه, ورجع إلى الله.

& قد يخرج بعض النفس عن هذه الطبيعة الفطرية فتصيبه المصائب والنكبات والعذاب, ولكن قلبه يكون قاسياً لا يتأثر. نسأل الله العافية.

●  العقل:

& العقل عقلان: عقل إدراك, وعقل رشد, فعقل الإدراك هو ما يتعلق به التكليف. وعقل الرشد ما يكون بحُسن التصرف.

ـــــــــــ

& نحن بيننا إذا وجدنا شخصاً يسيء التصرف, قلنا: إنه غير عاقل, وإن كان عاقلاً من حيث الإدراك, لكنه غير عاقل من حيث التصرف.

& العقل الذي يُمدح هو عقل الرشد, أما عقل الإدراك فهذا يحصل لكل أحد, حتى الفجار والكفار.

●  الإيمان:

& من نقص إيمانه حصل منه البغي, ومن قلت أعماله الصالحة حصل منه البغي.

& الإيمان والعمل الصالح سبب لصلاح الأرض.

●  الملاهي:

& تجد أقل الناس إيماناً بيوم الحساب أكثرهم ممارسة للملاهي. ولا يمكن أن يقع في قلبه تذكر ليوم الحساب إلا نادراً.

& أعداء الله أغرقونا بالملاهي وأنواعها حتى صرفوا الشباب عن ما ينبغي أن يؤهل نفسه له...فضاع الشباب بسبب هذا اللهو الذين انغمسوا فيه.

●  الكفار:

& الكفار لا يسكتون على كفرهم ويستمرون في طغيانهم وأنفتهم, بل يحاولون أن يصدوا عباد الله عن دين الله, لأنهم في شقاق دائم, يشاقون الله ورسوله.

& لا أحد أشد فساداً وعدواناً وظلماً وطغياناً من الكافر, لأنه يتمتع بنعم الله ويبارز الله بالكفر به.   & كل كافر مفسد في الأرض.

●  من ترك شيئاً عوضه الله خيراً منه:

& من ترك شيئاً عوضه الله خيراً منه لأن كثيراً من المفسرين جعلوا تسخير الريح لسيمان عليه الصلاة السلام تنقله حيث يشاء عوضاً عن الخيل التي أتلفها غضباً لله.  

ـــــــــــــــــ

& لا شك أن من ترك شيئاً لله عوضه الله حيراً منه, وهذا يقع كثيراً في مسائل عديدة, وإن أردت أن تطبق هذا على نفسك, فجرِّب.  

●  متفرقات:

& الانسان قد يعمى عن الحق فيستدل بما هو حجة عليه, يظن أنه حجة له لقوله: ﴿ خلقتني من نار وخلقته من طين

& أيوب عليه السلام...كان الشيطان قد آذاه ولكن هل هو إيذاء نفسي بأن ألقى في قلبه الوساوس التي أنهكت بدنه أو أنه إيذاء حسي...الله أعلم يحتمل هذا وهذا

& الظاهر أن معنى ذا الكفل صاحب العمل الكثير, والجد والنشاط.

& من قدم العقل على السمع فإنما هو متبع لخطوات الشيطان, لأن الشيطان قدّم ما يدعى أنه عقل على السمع فأخطأ في ذلك.

& ينبغي ذكر أهل الخير بالثناء...ليتبين فضلهم ويُدعى لهم. وللاقتداء بهم واتباعهم فيما هم عليه مما استحقوا به الثناء.

& المجرمون في الدنيا الذين يوالى بعضهم بعضاً سوف يكونون يوم القيامة أعداء, فلا ولاية لأحد في الآخرة إلا من كان متقياً, هؤلاء هم الذين تبقى ولايتهم.   

& الناس يختلفون في القرب من الله تعالى...فكلما كان الإنسان في الدنيا أقوم بطاعة الله وأقرب إلى الله, كان في الآخرة كذلك, لأن الجزاء من جنس العمل.

& الإنسان قد يُسلب بعض النعم, إما جزاء على عمل عمله واستحق عليه أن يسلب بعض النعم, وإما أجل أن يترقى إلى درجة الصابرين.

& سؤال الإمارة...إن سألها لإصلاح ما فسد منها, فإن ذلك جائز, إذا علم من نفسه القدرة, وإلا فلا يجوز, لأن السلامة للإنسان أسلم.

ــــــــــــ

& إذا وجدت من ناوأك ليس عنده إلا الصراخ والعويل...فاعلم أنه ليس له حجة إنما يريد أن يشوش عليك, لعلك تنهزم, وإلا صاحب الحجة يدلي بحجته بهدوء.

& اللسان وسيلة للتعبير عن ما في القلب, ثم إن كان اللسان يعبر عن ما في القلب حقيقة, فإن الوسيلة التي تتلقى هذا القول وهي الأذن, توصل ما تسمع إلى القلب.

& ينبغي للإنسان أن...يجعل الرجاء كله والتعلق كله بالله عز وجل, وإذا جعل هذا في الله, سخر الله له المخلوقات, حتى البشر يسخرهم له.

& العقاب: هو المؤاخذة على الذنب, ولهذا سمى عقاباً, لأنه يأتي عقب الجريمة.

& هذه القصة باطلة, لا يحل لأحد أن يعتقدها في داود عليه الصلاة والسلام, أنه عشق امرأة رجل وأراد أن يتزوجها.

& للطاعة لذة وسروراً في القلب, إذا قام الإنسان بها ازداد رغبة فيها, وإذا أعرض قلّت أهمية الطاعات عنده وضعف قصده للطاعات وتجرأ على المعاصي.

& الإنابة: الرجوع مع الخشية, فهو رجع إلى الله مع خشية الله سبحانه وتعالى.

& ينبغي إن لم نقل يجب أن يطمئن المُفزِع من فزع منه بنفي سبب الفزع قبل كل شيء.

& المشروع إذا أذنب الإنسان أن يتوضأ ويسبغ الوضوء, ويصلي ركعتين لا يُحدث فيهما نفسه, فمن فعل ذلك فإنه يغفر له ما تقدم من ذنبه.

& لا ينبغي للشخص إذا وكل إليه تولى القضاء أن يفرّ منه ما دام يعرف من نفسه الكفاءة وذلك لأنه إذا فرّ منه وفرّ الثاني والثالث والرابع تعطل هذا المنصب العظيم

& من أسباب الضلال عن سبيل الله نسيان يوم الحساب, والغفلة عنه, والانغماس في الدنيا حتى تنسى الإنسان ما خُلق له, وما هو مُقبل عليه.

ـــــــــــ

& المغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه.

& كلُّ عاصٍ فهو مفسد في الأرض...وكل فساد يحدث في الأرض من جدب وفقر ومرض وفساد ثمار, وغير ذلك, فإنه بسبب المعاصي, بما كسبت أيدي الناس.

& أحياناً يكون الدواء بالدعاء أنجع بكثير من الدواء الحسي المادي.

& فيما سبق إذا تعسرت الولادة يؤتي إلى شخص ويطلب منه أن يقرأ للحامل ...فيقرأ في ماء...ويمسحون به حول المنطقة, وتشرب منه الحامل, فتضع بدون ألم.

& الله تعالى يمُنُّ على العبد بأكثر مما فقد إذا صبر واحتسب, لأن أيوب عليه الصلاة والسلام وهب الله له أهله ومثلهم معهم, فأنت اصبر, تظفر.  

& أهل النار يكلم بعضهم بعضاً, وينظر بعضهم إلى بعض, وهم ليسوا أحياء ولا أمواتاً, ليسوا أحياء منعمين, ولا أمواتاً مستريحين, بل هم أحياء معذبون.

& الأسماء لا تغير المسميات...فلو سمينا الشيء المحرم باسم حلال فإنه لا يتغير الحكم فيه.

& الجن ذرية الشيطان, والإنس ذرية آدم, نعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

& الله تعالى خلق آدم بيده, وخلق غير آدم من الشياطين والملائكة بكلمته, أي: يقول كن...وهذا هو وجه الميزة والخصيصة لآدم عليه السلام أن الله خلقه بيده.


كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ