صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







العلاج الناجع

محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR


بسم الله الرحمن الرحيم


المرض مقدر ، قدره الله عز وجل على البشر ، قدره للابتلاء ، وتكفير الذنوب ، واختبار الصبر عند البشر ، وهو نوعان ( عضوي ، وروحي ) ، فالمرض العضوي علاجه معلوم للجميع ، إما بالدواء ، أو بالجراحة ، والمرض الروحي فعلاجه القرآن الكريم ، والأدعية النبوية ، أو بالعقاقير المهدئة والجلسات النفسية 0

لكن هناك مرض ثالث ، إنه مرض القلوب والأفهام والعقول ، وهؤلاء المرضى يحتاجون لعلاج من نوع خاص ، في عيادات خاصة ، إنها عيادة القرآن الكريم ، والسنة النبوية ، فهؤلاء المرضى يحتاجون إلى : عمليات تجميل لتقاسيم الوجه المكفهر ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) ، وغسيل للقلب الممتلئ بالحقد والغل والحسد ( ألا وإن في الجسد مضغةً ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) ، ﴿ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا ﴾ ، وشفط للحقد والغل المستشري ( وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) ، وإزالة لكريات الحقد السوداء ( لا حسد إلا في اثنتين‏ :‏ رجل أتاه اللّه الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ، ورجل آتاه اللّه مالا فسلطه على هلكته في الحق‏ ) ، وربط للسان السليط ( أمسك عليك هذا وأشار إلى لسانه ) ، وشد للتفكير المترهل ( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ) ، ( وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) ، وزراعة للفهم والعقل ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ) ، وقص للبغضاء ( فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) ، ( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ) ، واستئصال للشر ( وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشّرّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي ) ، ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) ، ونفخ في الضمير الميت ( إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا بِقَوْلِهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ فَلَا يَأْخُذْهَا ) ( قال الدكتور محمد النابلسي : هذه القوّة الخفيّة التي سمَّاها علماء النفس ضميرًا ، أو سمَّاها بعضهم وجدانًا ، وسمَّاها القرآن قلبًا تارةً ، وفطْرةً تارةً ) ، وتفتيت للظن المظلم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا ‏كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) ، ( إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ) ، وقصدرة لشرايين الخير المغلقة ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ) ، ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ) ، ومحبة الغير المنعدمة ( أوثق عرى الإيمان : الحب في الله والبغض في الله ) ، ( إن الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ) ، ( ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : رجلان تحابا في الله ) ، وَمُلَيِن للأخلاق الشرسة ( إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ ) ، ( وإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ) ، وعملية ليزك وتشطيب للعين الفاسدة ( إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى مدرك ذلك لا محالة فالعين تزني وزناها النظر ) ، والنظر الحاقد الحاسد الكاره ﴿ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ ، ﴿ وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ ﴾ ، ( النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان ومن عين الإنسان ) ، اللهم وفقنا لرضاك وأصلح نياتنا وذرياتنا واغفر لوالدينا وجميع المسلمين يارب العالمين 0


كتبه
محمد فنخور العبدلي
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد العبدلي
  • البحوث العلمية
  • عروض البوربوينت
  • المقالات
  • خطب الجمعة
  • عروض الفيديو
  • الصفحة الرئيسية