صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







العالم المبارك فيصل بن عبدالعزيز المبارك

د.عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 
إن من أكثر علماء القرن الماضي بركة وتوفيقا وعلما الشيخ العلامة فيصل المبارك رحمه الله صاحب الأوائل النجدية إذ هو أول عالم نجدي فسر القرآن كاملا، وأول من شرح الرحبية والواسطية والآجرومية والملحة والزاد والبلوغ والعمدة وغيرها. وقد كان علماء نجد منشغلين بالفتيا والقضاء والتعليم ولذا قلت مصنفاتهم، أما الشيخ فيصل فقد جمع من الخير أطرافه إذ نجد فيه عدة أشخاص في شخص واحد، فهو القاضي والمفتي والواعظ والإمام والخطيب والمعلم والمجاهد والمستشار لأولي الأمر والمصنف في الفنون العديدة. إن لهذه الشخصية حقا على طلاب العلم والمؤرخين في إبرازها بالشكل اللائق لتكون قدوة لطلاب العلم والمتعلمين، ولتفصيل سيرته مكان آخر، فما هنا غيض من فيض، وقليل من كثير، يكتفي بها طالب العلم المبتدئ والداعية المصلح، والعالم الذي يشكو من كثرة السائلين وطالبي العلم، فله فيه أسوة، وفي صبره على المشاق قدوة.

اسمه ونسبه وعشيرته:

هو الشيخ العالم الورع الزاهد فيصل بن عبدالعزيز بن فيصل بن حمد([1]) بن مبارك بن عبدالرحمن بن حسن بن عبدالرحمن بن عبدالله بن حسن بن راشد بن محمد بن عبدالله آل حمد الربَّاعي الحسني البشري العنزي الوائلي.
يرجع نسبه إلى آل أبي رباع من آل بشر من عنزة بن أسد من بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان([2])، وعدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
كانت قبيلة آل أبي رباع يسكنون أشيقر في القرن السادس ثم انتقلوا في أول القرن السادس إلى التويم ثم انتقلت عشيرة آل حمد إلى حريملاء.
وقد كانت حريملاء لآل أبي ريشة وهو أسرة من الموالي، ثم ضعف أمرهم وذهبوا واستولى عليها ابن معمر بعدما رحلهم. ثم قدم راشد بن سليمان بن علي بن عبدالله بن مدلج بن حمد بن رباع آل أبو رباع وابن عمه علي بن سليمان بن حمد من التويم بعد أن ضاقت بهم واشتروا حوطة حريملاء من أمير العيينة حمد ابن عبدالله بن معمر وذلك سنة 1045هـ، وانتقل كثير من أبناء عمهم وهم آل مبارك، وسويد وحسن ابنا راشد آل حمد وآل عدوان وآل بكور([3]).
وقد ولد الشيخ فيصل رحمه الله في حريملاء عام 1313هـ، وانتقلت أسرته إلى الرياض سنة 1320هـ. وفي سنة 1322هـ قتل والد المصنف في معركة البكيرية، فتولى كفالته عمه محمد رحمة الله عليهم. 

* مسيرته العلمية وطلبه للعلم:

قرأ الفرآن في الرياض على المقرئ عبدالعزيز الخيال، ثم عاد إلى حريملاء سنة 1331هـ وحفظ القرآن على جـدِّه لأُّمِّه الشيخ ناصر بن محمد الراشد. ثم درس على علماء حريملاء ومنهم: الشيخ عبدالله بن محمد الحجازي قاضي بلدان المحمل، وعمِّه الشيخ محمد بن فيصل المبارك، ودرس على الشيخ عبدالله بن فيصل الدوسري.

ثمَّ رحل إلى الرياض و طلب العلم على علماء الرياض ومنهم:
الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ والشيخ سعد بن حمد بن عتيق والشيخ عبدالرحمن ابن داود و الشيخ حمد بن فارس رحمة الله على الجميع. ثم رحل إلى الأحساء وقرأ على الشيخ عبدالعزيز ابن بشر قاضي الأحساء والشيخ عيسى العكاس. ثم رحل إلى قطر فدرس على  الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع رحمه الله. ثم عاد إلى الرياض فقرأ على الشيخ العلاَّمة المفتي محمد بن إبراهيم  آل الشيخ رحمه الله ونلاحظ أن بين الشيخ فيصل وسماحة المفتي سنتين فقط، إذ ولد الشيخ محمد بن إبراهيم سنة 1311هـ، والشيخ فيصل ولد سنة 1313هـ، ومع ذلك جلس الشيخ فيصل بين يدي شيخه ضارباً لنا مثالاً رائعاً في التواضع للعلم، كما قرأ الشيخ فيصل على الشيخ  عبدالعزيز النمر وغيره.

* إجازاته العلميَّة:

أجازه الشيخ سعد بن حمد بن عتيق محدث الديار النجدية بتدريس أمهات كتب الحديث، و كذلك أمهات كتب مذهب الإمام أحمد، و كذلك أجازه الشيخ سعد إجازة خاصَّة في علم التفسير. كما  أجازه الشيخ عبدالعزيز النمر رحمه الله إجازةَ الفتوى، وهو إذ ذاك في العشرين من عمره، وذلك عام 1333 هـ.

* صفاته:

 كان رحمه الله صاحب عبادة لا يترك الذكر بعد الفجر إلى طلوع الشمس، كما كان بعيدا عن الشبهات متسماً بالزهد في الدنيا والتقلل منها. كما تميز بالكرم والجود وحسن الخلق مع الكبير والصغير، إضافة إلى قوته في الحق رحمه الله.
أما نهاره ـ رحمه الله  ـ فكان  يستغل الوقت بما هو مفيد، فعندما يصلي الفجر في مسجده يجلس يقرأ القرآن أو يأتي بالأدعية المأثورة وهو الأغلب حتى ترتفع الشمس قيد رمح فيصلي ركعتين.
وبعد ذلك يدخل مكتبته المنزلية ويبحث ويطالع حتى الساعة العاشرة صباحاً، وكان واسع الاطلاع في الفقه والحديث ورجاله والتفسير، وكان له نشاط في التأليف ولا يسأم من المطالعة والكتابة.
وبعد ذلك يأتيه الطلبة ليقرؤوا عليه القرآن نظراً، وبعد ذلك يستقبل الناس للقضاء والإفتاء إلى أن يؤذن لصلاة الظهر، والقضاء عنده ليس مقصوراً على هذه الفترة فهو في أي وقت يستقبل الناس وحتى في طريقه للمسجد يقضي بين المتخاصمين.
وبعد فراغه من صلاة الظهر يقرأ عليه الطلبة.
وقبل صلاة العصر يلتف الناس حوله سائلين الفتيا، وقد يذهب الشيخ وطلبته في ذلك الوقت ليكونوا بضيافة الأهالي لتناول القهوة، ويعود إلى بيته بعد صلاة العصر من مسجده ليفتح الباب لطلبته ليقرؤوا عليه القرآن الكريم والرحبية في الفرائض.
وبعد صلاة المغرب يستقبل الطلبة ليقرؤوا عليه سيرة ابن هشام حتى أذان العشاء، ثم يذهبون إلى المسجد ويقرأ أحد الطلبة ثُمناً من القرآن والشيخ يقوم بتفسيره على الحضور حتى تقام الصلاة.
وبعد صلاة العشاء يقرأ عليه الطلبة النحو.
وهذا دأبه كل يوم عدا يوم الجمعة فبدلاً من الجلوس للقضاء يدخل مكتبته للتأليف والقراءة والتصنيف، ولقد طلب من تلاميذ المدارس أن يدرسوا على يديه علم المواريث صباحاً قبل ذهابهم إلى مدارسهم، وكذلك طلب منهم دراسة اللغة العربية بعد صلاة العشاء ودرسهم كتاب (ملحة الإعراب).
وأما في الليل: فكان الشيخ - رحمه الله - كما رأينا يقضي مع نهاره ثلث الليل الأول في التعليم، ثم ينام الثلث الأوسط، ثم يقوم الثلث الأخير فيصلي ما شاء الله، يقرأ فيهما بالبقرة وآل عمران لم يدع ذلك إلا في مرض موته رحمه الله.

* سيرته العملية:

بعثه الملك عبدالعزيز واعظا ومعلما في بلاد تهامة والحجاز. ثم تولى قضاء بعض المدن مبتدأ بالصبيخة قرب تثليث سنة 1341هـ  ثم قاضيا في قرية العليا سنة 1347هـ ثم قاضيا في تربة سنة 1349هـ، ثم قاضيا في أبها سنة 1351هـ ثم في القنفذة سنة 1353هـ ثم في  الخرمة سنة 1354هـ. ثم في رنية سنة 1355هـ، ثم صار قاضيا في ضرماء سنة 1361هـ وانتهى به المطاف في الجوف سنة 1362هـ فبنى الجامع الكبير المشهور باسمه الآن، قال الأمير عبدالرحمن السديري عن هذا المسجد في كتابه (الجوف): (أنشأه على أحدث طراز في وقته من اللبن والطين وأخشاب الأثل وسعف النخيل، وأنشأ فيه أروقة صيفية وأخرى شتوية (خلوة) ومئذنتين وغرفتين لإيواء الفقراء من طلبة العلم)(1).

* إسهاماته العلمية:

تقدم أن يوم الشيخ كان مليئاً بالتدريس والقضاء والتأليف، فكان يصلي الفجر فيذكر الله حتى طلوع الشمس ثم يعود لمنزله فيبحث ويؤلف، ثم يذهب لمجلس القضاء، فيقرأ عليه الطلبة القرآن  ثم يبدأ في القضاء إلى الظهر. وبعد الظهر يدرس الطلبة ثلاثة الأصول وعمدة الأحكام والأربعين النووية وكتاب التوحيد وآداب المشي إلى الصلاة والعقيدة الواسطية وزاد المستقنع وبلوغ المرام والآجرومية والملحة والرحبية ومختصر البخاري ورياض الصالحين. وبعد العصر يدرس القرآن والرحبية. كما أنه كان يدرس التفسير بقراءة الشيخ صالح المرشود، وبعد العشاء يدرس الآجرومية والملحة في النحو.
إلا أن هذا البرنامج المزدحم بالأعمال لم يمنع الشيخ من التصنيف، ومما يزيد في العجب أنه لم يصنف إلا في آخر حياته بعد اكتمال النضج، وقد ألف في فروع العلم المختلفة من تفسير وحديث وفقه وعقيدة ونحو وأصول ووعظ. ولا يكون هذا التوفيق إلا لشيء في القلوب مما يعلمه علام الغيوب، فإذا أخلص العالم حصلت له بركة في علمه وتعليمه وتصنيفه.

* مؤلفـاته :

للشيخ رحمه الله  عِـدَّة مؤلفات في كثير من فروع العلم فمن كتبه النافعة:
1.   القصد السديد شرح كتاب التوحيد، طبع بتحقيق الأخ عبدالإله بن عثمان الشايع.
2.   التعليقات السنية على العقيدة الواسطية، مخطوطة في مكتبة الملك فهد، ثم حققه الأخ عبدالإله الشايع.
3.   (توفيق الرحمن في دروس القرآن) في أربعة أجزاء طبع مرتين، أولاهما عام 1376هـ، على نفقــة حسن بن حسينــان - رحمه الله -، وآخرهما عام 1416هـ عن دار العاصمة بالرياض بعناية الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الزير.  ويتميز الكتاب على اختصاره باعتماده على الأثر، ولذا ينصح به كثير من أهل العلم للمبتدئ في طلب علم التفسير.
4.   محاسن الدين على متن الأربعين، طبع ضمن المجموعة الجليلة وقد طبعت ثلاث مرات، أولها عام 1372هـ في المكتبة الأهلية بالرياض، والثانية في دمشق على نفقة تلميذه الشيخ عبدالرحمن بن عطا الشايع عام 1404هـ، والثالثة بمطابع القصيم. ثم طبع مفرداً عن دار اشبيليا عام 1420 هـ 
5.   تعليم الأحب أحاديث النووي وابن رجب، طبع ضمن المختصرات الأربع النافعة وقد طبعت ثلاث طبعات، أولها عام 1369هـ، وثانيها عام 1371هـ، وآخرها عام 1405هـ  
6.   خلاصة الكلام شرح عمدة الأحكام، مجلد في أربعمائة صفحة، وقد طبع أربع طبعات أولها عام 1379هـ في مكتبة النهضة الحديثة بالرياض، وثانيها عام 1380هـ بمكتبة التوفيق بالرياض، وثالثها عام 1381هـ في مكتبة البابي الحلبي بمصر، في ثلاث سنوات متتاليات، لما كان شرح الشيخ مقرراً على طلبة المعهد العلمي، وآخرها عام 1412هـ بمكتبة الرشد بالرياض.
7.   أقوال العلماء الأعلام على عمدة الأحكام مخطوطة في مكتبة الملك فهد، ثم نشرته دار الإفهام سنة 1431هـ في مجلدتين. 
8.   مختصر الكلام على بلوغ المرام، طبع ضمن المجموعة الجليلة، ثم طبعته دار إشبيليا   مفرداً  في الرياض عام 1419 هـ.
9.   تطريز رياض الصالحين، طبعته دار العاصمة، بتحقيق الدكتور عبدالعزيز الزير، عام 1423هـ.
10.     بستان الأحبار نيل الأوطار للشوكاني، الذي هو شرح لمنتقى الأخبار للمجد ابن تيمية في مجلدين، وقد طبع مرتين، أولاهما في حياة الشيخ عام 1374هـ، ثم طبعته  دار إشبيليا عام 1419هـ.
11.    الدلائل القاطعة في المواريث الواقعة، طبع ضمن المختصرات الأربع النافعة عام 1369هـ، ثم عام 1371هـ، وآخرها عام 1405هـ .
12.    السبيكة الذهبية على  متن الرحبية نشرته المكتبة الأهلية عام 1379هـ، ثم مطابع السلمان عام 1406هـ، ثم طبع مؤخراً بتحقيق الأستاذ عبدالله الزاحم.
13.    الغرر النقية شرح الدرر البهيَّة مخطوطة في مكتبة الملك فهد، ثم طبع بعناية سبط الشيخ، فضيلة الشيخ محمد بن حسن المبارك.
14.    كلمات السداد على الزاد، وهو شرح لزاد المستقنع للحجاوي، في مجلد، طبع مرتين عندي منها طبعة عام 1405هـ، ولكثرة التصحيف فيها، طبعته دار إشبيليا محققاً سنة 1427هـ.
15.    المرتع المشبع شرح مواضع من الروض المربع، وقد طبع بعناية فضيلة الشيخ عبدالعزيز القاسم.
16.    القول الصائب في حكم بيع اللحم بالتمر الغائب، مخطوطة في مكتبة الملك فهد، ونشر في موقع الشيخ المبارك رحمه الله على الشبكة.
17.    مقام الرشاد بين التقليد والاجتهاد، طبع ضمن المجموعة الجليلة ثم طبع مفرداً عام 1413هـ عن دار السلف، بتحقيق راشد بن عامر الغفيلي.
18.    مفاتيح العَربيَّة على متن الآجرُّوميَّة، طبع ضمن المختصرات الأربع النافعة، ثم يسّر الله تحقيقه لكاتب هذا البحث عبدالعزيز بن سعد الدغيثر.
19.    لُبـاب الإعراب في تيسير علم النحو لعامَّة الطلاب. وقد طبع بعناية سبط المؤلف: الشيخ محمد بن حسن المبارك.
20.    غذاء القلوب ومفرج الكروب، طبع ضمن المختصرات الأربع النافعة، ثم نشر مفردا من قبل دار المنهاج، وهو موجود على موقع الشيخ على الشبكة.
21.   تجارة المؤمنين في المرابحة مع رب العالمين مجلد في 271صفحة، طبع مرتين بدمشق أولاهما على نفقة عبدالرحمن السديري عام 1372هـ، وآخرهما على نفقة تلميذه الشيخ عبدالرحمن بن عطا الشايع عام 1404هـ.
22.    القول في الكرة الجسيمة الموافق للفطرة السليمة. مخطوطة في مكتبة الملك فهد.
23.    نصيحة المسلمين رسالة لطيفة طبعت في مكة المكرمة، في عام 1354هـ ثمَّ طبعت في الكويت في أواخر حياة الشيخ.
24.    وصية لطلبة العلم طبعت بتحقيق هذه الرسالة مع نصيحة المسلمين د. عبد العزيز الزير عام 1423هـ وأسماها نصيحة نافعة ووصية جامعة.
إضافة إلى كتب ابتدأها الشيخ فيصل فلم يكملها، أو أكملها ثم فقدت كاختصاره لفتح الباري.

* طريقته في التعليم:

كان الشيخ - رحمه الله - باذلاً للعلم، متفانياً في نشره للخاص والعام، يبدأ بتعليم الطلبة كتاب الله تلاوة ثم حفظاً، وهو الذي يقوم بتحفيظهم بنفسه - رحمه الله - مع ما هو فيه من مشاغل القضاء والتعليم والإمامة وغيرها، وقد يجلس الخصوم في مسجده ينتظرون أحد الطلبة يقرأ لدى الشيخ، فلا يقوم الشيخ حتى يفرغ الطالب وربما استزاده حثاً لهمته.
ويحفظ الطلبة مع القرآن الكريم (الآجرومية)، و(ملحة الإعراب) في النحو، و(الرحبية) في الفرائض.
فإذا أتقن الطلبة حفظ القرآن الكريم حفظوا في العقيدة (ثلاثة الأصول)، ثم (العقيدة الواسطية)، ثم كتاب (التوحيد) للإمام محمد بن عبدالوهاب، ثم (الأربعين النووية)، ثم (عمدة الأحكام) للمقدسي، ثم (بلوغ المرام) لابن حجر، ثم (زاد المستقنع) للحجاوي، كل ذلك مع الشرح والتوضيح، وقد يعيد الشيخ بعض هذه الكتب، وربما زاد غيرها من الكتب لمزيد الاستفادة.
وكان الشيخ - رحمه الله - يحرص على حفظ الطلبة لهذه المتون ويتذاكرها معهم، وكان يراعي التفاوت بين الطلبة خلال ترقي الطالب العلمي، فيحرص في الاستشهاد في ما يمر من المسائل النحوية مثلاً بما حفظه الطالب من المختصرات النحوية، وكذلك في الفرائض بما حفظه الطلبة في هذه الفن، وكثيراً ما يطلب من الطلبة إيراد ذلك الشاهد لشحذ الفكر وترسيخ العلم.
وكان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - قد أرسل للشيخ فيصل عام 1368هـ تقريباً يطلب منه الانتقال إلى المنطقة الشرقية بناءاً على رغبة الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي أمير المنطقة الشرقية - رحمه الله -، وكان الشيخ في الجوف قد التمّ عليه طلبة العلم وكثروا جداً، فكتب إلى الملك - رحمه الله - يستعفيــه من الانتقــال قائلاً: «إن لي غرساً وأنا أنتظر إبان إثماره» فعلم الملك - رحمه الله - أنه يقصد طلبة العلم فأعفاه([4]).

* تلاميذه :
   تخرَّج على يدي الشيخ رحمه الله  أجيالٌ من طلبة العلم، وليَ كثيرٌ منهم القضاء في عدَّة جهات.

من أبرزهم:

الشيخ إبراهيم بن سليمان الراشد -رحمه الله- قاضي الرياض ووادي الدواسر.
الشيخ عبدالله آل عبدالوهاب قاضي ظهران الجنوب ثم القريات ثم الخبر.
الشيخ عبدالعزيز العقل.
الشيخ إسماعيل البلال كاتب عدل في سكاكا سابقاً.
الشيخ عبدالله الحمود قاضي تمييز بالرياض.
الشيخ محمد السيف كان قاضيا في المدينة النبوية.
الشيخ عبدالرحمن بن سعد بن يحيى ـ رحمه الله ـ.
الشيخ فيصل بن محمد المبارك - رحمه الله - عضو أول  مجلس للشورى بجدة.
الشيخ سعد بن محمد بن فيصل المبارك - رحمه الله - قاضي وادي الدواسر ثم الوشم.
الشيخ محمد بن مهيزع رحمه الله  قاضي الرياض.
الشيخ ناصر بن حمد الراشد رحمه الله الرئيس الأسبق ديوان المظالم.
الشيخ محمد بن عبدالرحمن العباد رحمه الله.
الشيخ حمود بن متروك البليهد قاضي دومة الجندل ثم في المحكمة المستعجلة بسكاكا.
الشيخ صالح بن متروك البليهد مدير تعليم البنات بالجوف سابقاً.
   الشيخ عارف المسعر مدير التعليم ثم مساعد وكيل الأمارة بمنطقة الجوف.
     الشيخ سعد بن عبدالرحمن المحارب رحمه الله القاضي بساجر سابقاً.
     الشيخ محمد بن سليمان المهنا رحمه الله القاضي بالدوادمي سابقاً.
     الشيخ سليمان الربيش القاضي بمحكمة الرياض سابقاً.
* وفـاتـه:
توفي رحمه الله في سكاكا بمنطقة الجوف ليلة الجمعة السادس عشر من ذي القعدة من عام 1376هـ، وعند البسام 1373هـ([5])، وفي موسوعة أسبار، وموسوعة التعليم أنه توفي سنة 1377هـ، وما تقدم هو الصحيح. وكان عمره رحمه الله ثلاثة وستين عاماً قضاها في الدعوة إلى الله، و في العلم و التعليم و والتصنيف([6]).

*   *   *
 

------------------------------
([1]) في « علماء نجد »: محمد بدلاً من حمد، وهو تطبيع.
([2]) يذكر النسّابون نسب عدنان إلى إسماعيل ولكنهم يختلفون فيه اختلافاً كثيراً، وقد روى خليفة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لا أنتسب إلا إلى معدّ وما بعده لا أدري ما هو. وروى عن عكرمة قال: أضلت نزار نسبها من عدنان وأضلت اليمن نسبها من قحطان.  وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان النبي ^ إذا انتهى في النسب إلى معد بن عدنان أمسك ثم قال: كذب النسابون، قال تعالى: ﴿وقرونا بين ذلك كثيراً﴾ [الفرقان: 38]، وورد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ولو شاء رسول الله ^ أن يعلمه لعلمه، وقال: بين معد بن عدنان وبين إسماعيل ثلاثون أبا. وورد عنه أنه لما وصل إلى عدنان قال: كذب النسابون.
([3]) علماء نجد 5/ 143، 392 -   393، 6/46 عن الشيخ محمد ابن سند الزبيري.
(1) « العلاّمة المحقق » للبديوي، ص:15-16.
([4]) المتدارك ص46.
([5]) علماء نجد 5/392.
([6]) وللاستزادة في ترجمة الشيخ يرجع لـ: الأعلام للزركلي 5/168، روضة الناظرين للقاضي ص159، علماء نجد 5/392، منهاج الطلب للقاضي ص92، موسوعة أسبار (1324)، موسوعة تاريخ التعليم (3814)، وكتاب العلامة المحقق والسلفي المدقّق الشيخ فيصل المبارك لفيصل البديوي، وكتاب المتدارك من تاريخ الشيخ فيصل المبارك للشيخ محمد بن حسن المبارك.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د.عبدالعزيز الدغيثر
  • بحوث علمية
  • مقالات حديثية
  • مقالات فقهية
  • مقالات لغوية
  • مقالات عقدية
  • مقالات أخرى
  • الصفحة الرئيسية